خبر المتشددون فى حكومة نتنياهو يرفضون ضغوط كيرى

الساعة 04:38 م|05 يناير 2014

وكالات

صعد الشركاء المتشددون فى الائتلاف الحكومى برئاسة بنيامين نتنياهو من ضغوطهم اليوم الأحد على رئيس الوزراء الإسرائيلي، إذ هددوا بإسقاط الحكومة إذا ما رضخ للضغوط الأمريكية لقبول مطلب فلسطينى ملح فى محادثات التسوية التى تدعمها الولايات المتحدة.

جاءت هذه التهديدات فى الوقت الذى يحصل فيه وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى على استراحة قصيرة بعد ثلاثة أيام من المحادثات مع نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس ليطير إلى العالم العربى لمناقشة جهوده قبل عودته المتوقعة إلى القدس فى وقت لاحق من اليوم الأحد.

وفى إشارة إلى أن كيرى يكثف من ضغطه، أكد مسئول فلسطينى أن وزير الخارجية الأمريكى طلب من عباس الاعتراف بإسرائيل باعتبارها دولة يهودية، ورفض عباس مرارًا هذا الطلب الإسرائيلي، قائلاً: إنه سيكون تنازلاً عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين والأقلية العربية فى إسرائيل، وتحدث المسئول شريطة عدم ذكر اسمه لأن كيرى لم يرد من المنخرطين فى المفاوضات الحديث إلى الصحفيين بشأنها.

والتقى كيرى زعيمى الأردن والمملكة العربية السعودية اليوم الأحد، ربما من أجل كسب دعم عربى لأى تنازلات فلسطينية.

وقبل مغادرته، صرح كيرى للصحفيين بأنه تم إحراز بعض التقدم فى المحادثات الماراثونية التى جرت مطلع الأسبوع الجاري، وأشاد بكل من عباس ونتنياهو لاتخاذهما "قرارات صعبة".

وقال كيرى: "يمكنك أن ترى فى الصحافة وفى النقاشات العامة أن خياراتهما قوبلت بردود قوية من شعبيهما، وأنا أتفهم ذلك تمامًا".

وتحت ضغوط أمريكية شديدة، وافقت إسرائيل والفلسطينيون على استئناف أول محادثات جوهرية منذ ما يقرب من خمس سنوات، ومع اقتراب الموعد المستهدف للتوصل إلى اتفاق فى أبريل، كثف كيرى من جهوده لتسوية بعض الخلافات خلال هذه الرحلة فى محاولة للتوصل إلى اتفاق إطارى من شأنه أن يحدد شروط التوصل إلى اتفاق سلام نهائى.

ورفض كيرى مناقشة مضمون الصفقة المقترحة مع الصحفيين، لكن يبدو أنها تتضمن اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية فى مقابل قبول إسرائيل بحدود ما قبل عام 1967 كخط أساس لإجراء محادثات حول الحدود.


فى المقابل، يطالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل باعتبارها وطنًا قوميًا لليهود، وهو شرط يقول إنه ضرورى لضمان انتهاء النزاع إلى الأبد.

وصرح نتنياهو لمجلس وزرائه اليوم الأحد "معارضة الاعتراف بالدولة اليهودية وبالحق فى أن نكون هنا لا تزال مستمرة". وقال إن الشعب اليهودى "ليس أجنبيًا" فى الأراضى المقدسة، وأضاف: "أكرر وجهة نظرى أن عدم الاعتراف بهذه الحقيقة الأساسية هو أساس الصراع والتحريض".

ورفض كيرى مناقشة تفاصيل مقترحاته، لكنه أشار اليوم الأحد إلى أن كل قضايا الصراع الجوهرية تتوافق مع بعضها البعض مثل "الفسيفساء".

وأضاف "هذا لغز محير، إذ لا يمكنك فصل قضية أو أخرى، لأن ما قد يكون زعيم على استعداد للقيام به فيما يتعلق بتسوية قضية معينة يعتمد على ما يكون الزعيم الآخر على استعداد للقيام به فيما يتعلق بقضية معينة مختلفة".

وبدأت هذه النقاشات فى إزعاج المتشددين الإسرائيليين، الذين يعارضون الانسحاب إلى حدود عام 1967 لأسباب أمنية وأيديولوجية.

فقد هدد "البيت اليهودي"، وهو حزب متشدد تابعة لحركة استيطانية يهودية فى الضفة الغربية، بالانسحاب من الائتلاف الحكومى إذا قبل نتنياهو بحدود عام 1967 كنقطة انطلاق للمحادثات.