خبر لبنان تتجه الى وجهات مقلقة - اسرائيل اليوم

الساعة 11:07 ص|03 يناير 2014

ترجمة خاصة

لبنان تتجه الى وجهات مقلقة - اسرائيل اليوم

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: أصبحت لبنان منذ زمن ساحة صراع طائفي بسبب امتدادات الحرب الاهلية السورية وصارت ميدان صراع بين القوى الاقليمية في الشرق الاوسط - المصدر).

اجتازت الحرب الاهلية في سوريا منذ زمن الحدود الى لبنان: فقد جرب حي الضاحية في بيروت وهو القلعة السياسية لمنظمة حزب الله القريبة من الاسد، جرب أمس عملية تفجيرية رابعة منذ شهر تموز، بعد اسبوع من قتل وزير المالية اللبناني السابق محمد شطح وهو عدو كبير للمنظمة الشيعية، بعملية تفجيرية. إن الحرب الاهلية مستمرة في سوريا، وفي لبنان تزداد حرب العمليات التفجيرية قوة وكل ذلك متصل بعضه ببعض.

علاوة على الصلة بين حزب الله وقمع المواطنين القاسي في سوريا الذي يفسر العمليات، يمكن أن نرى ايضا الصلة بين العملية أمس والعملية التي قتل فيها شطح، المستشار المقرب من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي كان معروفا ايضا بمعارضته لتدخل سوريا وحزب الله في لبنان. إنه انتقام سريع.

أدرك سكان لبنان جيدا أن الارهاب أصبح مرة اخرى جزءا أساسيا من حياتهم. واذا كان أحد ما في لبنان قد حاول في الماضي أن يعرض نصر الله بأنه يُحسن حياة المواطن اللبناني فان العمليات الاخيرة تبرهن مرة اخرى على مبلغ اهتمام نصر الله بعكس ذلك بالضبط، أي بتقصير مدة الحياة.

لا شك في أن لبنان متجهة مرة اخرى الى اتجاهات مقلقة: فالاستقطاب بين الطوائف الدينية يذكر مرة اخرى بأيام بلد الأرز المظلمة. إن العملية التي قتلت شطح زادت في الانقسام بين الشيعة والسنيين الذين يؤيد أكثرهم الحريري. وقد تجاوزت هذه الحرب منذ زمن صناديق الاقتراع الى الشوارع بأعنف صورة.

ثم نتيجة اخرى للحرب الاهلية في لبنان أفضت الى عدم وجود حكومة في لبنان منذ ثمانية اشهر والى كون الدولة تديرها حكومة مؤقتة. اعترف حزب الله بمشاركته في الحرب في سوريا وبدعم الاسد زاعما أنه يحمي حدود لبنان من دخول ارهابيين اسلاميين... لا حدود للوقاحة... وفي اللحظة التي اعترف فيها بذلك استدعى عليه عمليات تفجيرية من قبل السنيين في واقع الامر.

لكننا اذا تجاوزنا السبب الديني وجدنا أن للمواجهة ايضا خلفية سياسية تفسر تجدد العنف. فقد حظي حزب الله دائما بدعم سياسي من النظام السوري ومن ايران وهما يطمحان الى منظمة ارهاب قوية تصارع اسرائيل ايضا. إن حزب الله محتاج الى الاسد كاحتياج حزب الله الى الاسد بالضبط، ولم ينتج أي شيء خير عن هذه الصلة قط.

واذا كنا ذكرنا ايران فلا شك في أن ما يجري في سوريا يؤثر ايضا في السلوك الايراني نحو لبنان (ونذكر بأن السفارة الايرانية في بيروت كانت هدفا لعملية تفجيرية في المدة الاخيرة). ولم تبق السعودية وقطر ايضا غير مكترثتين بما يجري فهما تطمحان الى رؤية الاسد يسقط بتدخل عسكري خارجي ايضا. وفي المقابل تدعم ايران الاسد وأصبحت الساحة اللبنانية ميدان مواجهة بين القوى الاقليمية.

في الزيارة التي قام بها رئيس فرنسا فرانسوا أولاند للسعودية قبل بضعة ايام، استقر رأي المملكة على اعلان منح الجيش اللبناني ثلاثة مليارات دولار (وهذا مبلغ قياسي). ويتصل هذا ايضا بالصراع في سوريا، لكن مشكلة لبنان أن هبة ستة مليارات دولار ايضا لن تمنع استمرار حرب التفجيرات بواسطة سيارات مفخخة. يبدو على نحو عام أن السيارات في لبنان اصبحت عملا خطيرا.