خبر مفكرون ومهندسو عمارة واليونسكو يعترضون- هآرتس

الساعة 10:44 ص|02 يناير 2014

مفكرون ومهندسو عمارة واليونسكو يعترضون- هآرتس

على مشروع منطقة الزائرين في مرتفع سلوان

بقلم: نير حسون

(المضمون: طائفة كبيرة من رجال الحياة العامة والأدباء واساتذة الجامعات يطلبون الغاء بناء المبنى الذي خططت له جمعية إلعاد والذي أعلن نتنياهو بناءه تعويضا لليمين عن الافراج عن السجناء الفلسطينيين في منطقة تحاذي حي سلوان - المصدر).

 

على مبعدة نحو من عشرين متر فقط عن سور البلدة القديمة في القدس، وعلى مبعدة نحو مئة متر عن باحة الحائط الغربي، عند حدود أحد الأحياء الأكثر اكتظاظا واهمالا في شرقي القدس، وهو سلوان، يُخطط لانشاء مشروع ضخم أصبح يثير معارضة لم يسبق لها مثيل حتى قبل وضع حجر الأساس بكثير. إن مشروع البناء، الذي يفترض أن ينشأ في منطقة موقف جفعاتي في الصعود الى سلوان، قد يصبح مركز زوار كبيرا بمبادرة الجمعية اليمينية إلعاد يكون فيه في جملة ما يكون متحف وحوض مائي كبير ومدخل الى الحديقة الوطنية، مدينة داود.

 

"اذا لم نكن شجعانا قليلا، واذا لم نقد اجراءات تخطيطية مع الاجراءات التسويقية والاجراءات الاخرى التي نقوم بها، فسنكون حكماء بقروش وأغبياء بشواقل"، بيّن رئيس بلدية القدس نير بركات في ظهور غير عادي أمام اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في شباط 2012. وبذلك عزز رئيس البلدية الخطة التي تدفع إلعاد بها تعزيزا آخر – وإلعاد هي التي تدير الحديقة الوطنية وتعمل على تهويد منطقة سلوان – وتحظى ايضا بدعم سلطة حماية الطبيعة والحدائق. وفي ذلك النقاش جهد بركات في أن يذكر أن البناء ضروري للتمكين من زيادة عدد السياح في منطقة البلدة القديمة. "لا تخشوا اتخاذ قرارات تعني تطويرا جوهريا للمحيط الذي نعيش فيه"، أعلن، "كي نستطيع جميعا أن نعلم أننا خططنا المدينة لغايتها وللدور التاريخي الذي يجب أن تدفع به قدما وتحققه".

 

بحسب التخطيط سيرتفع المبنى الذي سينشأ 7 طوابق في مساحة 16.600 متر مربع في الطبقة الارضية. وفي السطح الأدنى ستكون "طبقة أثرية" تحافظ على العاديات التي وُجدت في اعمال الحفر الجارية في ذلك المكان في السنوات الاخيرة وتُمكن من الوصول اليها. وخُطط فوق طبقة الأثريات لـ "موقف اوتوماتيكي" مخصص لـ 250 سيارة، وفوقه فرع سياحي يشمل غرف دراسة وقاعات عروض وحوضا مائيا كبيرا

 

وحوانيت تذكاريات ومطعما ومكاتب ادارة مدينة داود وغير ذلك. وستكون أسطح المبنى مفتوحة للجمهور ويوصل المبنى بشارع هورودوس تحت الارض الذي يصل بين مدينة داود وباحة الحائط الغربي.

 

حصلت الخطة في الاشهر الاخيرة على دعم آخر من الحكومة هذه المرة. ففي تشرين الاول الاخير بعد الدفعة السابقة من الافراج عن السجناء، ذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة منطقة القِدَم باعتبارها واحدة من خطط البناء التي ستقام وراء الخط الاخضر لتكون شبه تعويض لليمين عن الافراج عن السجناء. ومنذ كان الاعلان أصبح يُشعر في الحقيقة بتعجيل الخطة في قنوات جهاز التخطيط.

 

لكن الى جانب الدعم المؤسسي ثار بالخطة تحالف واسع متنوع بين معارضين منهم مهندسو عمارة وعلماء آثار وأدباء وشعراء ورجال حياة عامة واكاديميون. فهؤلاء يشيرون الى أن المبنى الضخم يتوقع أن يغير منظر أسوار المدينة القديمة ويكون سابقة لا مثيل لها لبناء خاص كثيف على تل أثري ذي أهمية علمية نادرة. وانضمت الى المعارضين ايضا وكالة اليونسكو التابعة للامم المتحدة وذلك برغم أن رئيس اللجنة الاسرائيلية التابعة لليونسكو، مهندس العمارة آريه رحمينوف، هو نفسه مخطط المنشأة.

 

قُدمت في الايام الاخيرة اربعة اعتراضات على خطة منطقة القدم. قدم أحدها مهندس العمارة حاييم يعقوبي باسم سلسلة طويلة من رجال الحياة العامة ومهندسي العمارة والفائزين بجائزة اسرائيل واكاديميين منهم الشاعران حاييم غوري وآغي مشعول، والأديب دافيد غروسمان، ومهندس العمارة دافيد كرويانكر، والفنان لاري أبرامسون، والباحث في القدس ونائب رئيس البلدية السابق ميرون بنفنستي، واساتذة الجامعات يارون ازراحي وروني ألين بلوم واليشع افرات ودافيد دوغنهايم، ويورام بيلو، ويوسي بن

 

آرتسي وكثيرون آخرون. "إن القدس كثيرة القدسية منذ آلاف السنين"، قال حاييم غوري، "هي ثلاث ديانات وشعبان متعلقان بها، وهي مدينة جد رائعة ولا يمكن أن يتم شيء كهذا ليكون وقاحة طرف واحد، أنا خائف جدا من هذا الشيء".

 

وقُدم اعتراض آخر باسم مجموعة علماء آثار تشمل البروفيسور جدعون بريستر، والبروفيسورة يهوديت غرين، والبروفيسور زئيف هرتسوغ، والدكتور حاييم غولدبوس والبروفيسور رافي غرينبرغ وآخرين. وقُدم اعتراض ثالث باسم 43 من سكان سلوان الفلسطينيين والرابع باسم جمعية "عير عاميم" (مدينة الشعوب).

 

إن المعارضين العامين يؤكدون في معارضتهم الاضرار بالمنظر الطبيعي والاخلال بمباديء الحفاظ على المنطقة حول أسوار المدينة القديمة. وهم يزعمون أن اسرائيل حرصت منذ 1967 على الاستمرار في سياسة التخطيط التي بدأت في عهد الانتداب البريطاني وفحواها ألا تُبنى مبان ولا سيما مبان كبيرة على مبعدة أقل من 75 مترا عن أسوار المدينة القديمة. وأُجيز هذا المبدأ في خطة الحديقة الوطنية في نهاية ستينيات القرن الماضي، وأُجيز من جديد منذ ذلك الحين في عدد من الخطط منها الخطة الهيكلية الجديدة للقدس التي هي في مراحل الموافقة عليها الاخيرة. لكن منطقة القِدَم ستُبنى على مبعدة 20 مترا فقط عن الأسوار.

 

"كان العاملون في التخطيط وقادة الحياة العامة متحدي الآراء في أن مسؤوليتهم هي الحفاظ على صورة القدس كما حلم بها كثيرون (من كلام مهندس العمارة آريه دبير الذي أعد خطة الحديقة الوطنية حول أسوار المدينة القديمة)، وحماية هذه الصورة من أخطار تطوير البنى التحتية للنقل العام والسياحة. وكانت النظرة الى هذه المنطقة على أنها كمال تخطيطي واحد"، ورد في وثيقة الاعتراض. والخطة في زعم

 

المعارضين "اخلال سافر بهذه المباديء. إن انشاء مبنى ذي سبع طبقات في مساحة تزيد على 16.600 متر مربع وعلى ارتفاع يكاد يمس أسوار البلدة القديمة، هو بالضبط عكس "الحفاظ على صورة القدس كما حلم بها كثيرون". وخلافا لهذا الالتزام سيغطي