خبر يطلقون النار في الهواء -هآرتس

الساعة 10:21 ص|31 ديسمبر 2013

يطلقون النار في الهواء -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

اطلاق كاتيوشا من لبنان على اصبع الجليل أول أمس اصطدما بردي فعل اسرائيليين عاديين، شبه تلقائيين: فقد حذر رئيس الوزراء ووزير الدفاع من استمرار اطلاق النار على اسرائيل، والجيش الاسرائيلي رد بنار المدفعية الثقيلة نحو المنطقة التي شخص منها اطلاق الكاتيوشا – "رد بالنار على مصادر النيران"، على حد قول بيان الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي. واتهم نتنياهو بشكل مباشر حزب الله (وبشكل غير مباشر الحكومة اللبنانية وايران) بالمسؤولية عن اطلاق النار، مع أن المؤشرات الاستخبارية الاولية تدل على أن منظمات سنية جهادية هي المسؤولة عن ذلك، وهي خصوم حزب الله الشيعي، مشكوك أن تكون خلفها بنى تحتية مرتبة يمكن ضرب قواعدها.

 

ليس هذه هي المرة الاولى التي تتصرف فيها اسرائيل على هذا النحو في لبنان. ففي آب الماضي اطلقت منظمة سنية متطرفة الكاتيوشا على الجليل. وقام سلاح الجو ردا على ذلك بمهاجمة قيادة تابعة لمنظمة احمد جبريل الفلسطينية، أي انه عاقب منظمة تعد من المعسكر الخصم لمطلقي الكاتيوشا، تعمل في جبهة واحدة مع سوريا وحزب الله. ردود الافعال هذه ليست حصرية في الحدود اللبنانية وهي تتطابق ومذهب نتنياهو ويعلون اللذين يتباهيان في أن الحكومة لا تدع استفزازا لاسرائيل يمر دون رد عسكري. وفي الاسبوع الماضي، فور نار القناصة التي قتل منها مواطن اسرائيلي على حدود قطاع غزة، اعلن رئيس الوزراء، في صيغة حادة وغير عادية ان "من جربنا لاقى نصيبه؛ ومن سيجربنا- سيلقى نصيبه".

 

ان التصاعد في التوتر مع الفلسطينيين بل وأكثر منه الهزة التي تعود الى ثلاث سنوات في العالم العربي، تصعد عدم الاستقرار في حدود اسرائيل وتؤدي الى ارتفاع في عدد الاحداث الموجهة ضدها: من اطلاق نار السلاح الخفيف وحتى اطلاق الهاون

 

والكاتيوشات. وفي الحالات التي يكون فيها خلف هذه الاحداث عنوان مرتب – مثلما يحصل مثلا حين يطلق جنود سوريون النار على الجانب الاسرائيلي من الحدود في الجولان – يوجد منطق في رد النار المركزة نحو مصدر النيران. ولكن في حالات عديدة لا تأتي النار على الحدود من مصدر واضح؛ فالاشخاص الذين اطلقوا الصواريخ يوم الاحد تمكنوا بالتأكيد من الاختفاء قبل وقت طويل من رد الجيش الاسرائيلي بنار المدفعية، حسب خطة اهداف مقررة مسبقا، ليس لها على ما يبدو أي صلة حقيقية بهوية مطلقي النار.

 

عندما تنثر القيادة الاسرائيلية التهديدات ومدافع الجيش الاسرائيلي تطلق النار دون غاية، مشكوك أن تكون الرسالة من القدس التقطت في بيروت مثلما يريد نتنياهو. الرد الاسرائيلي في هذه الحادثة مثلما في الاحداث السابقة، يشبه اطلاق النار في الهواء: عديم الاتجاه والهدف.