خبر الشقاق الذي لم يحصل- يديعوت

الساعة 10:20 ص|31 ديسمبر 2013

بقلم: حاييم سبان

 (المضمون: إن الشراكة بين الولايات المتحدة واسرائيل أقوى من أن ينقضها شجار بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الامريكي اوباما لأنها تقوم على قيم مشتركة ومصالح مشتركة - المصدر).

 

أخذت وسائل الاعلام تستمتع في الاسابيع الاخيرة في الحديث عن شقاق في ظاهر الامر في العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل في قضية التفاوض النووي مع ايران. إن القصة تعطي عناوين صحفية رائعة لكن تفسيرها سيء. فبرغم خطابة الجدل، ما زالت الدعائم التي يُقام عليها أهم حلف للولايات المتحدة في الشرق الاوسط مدة أكثر من ستة عقود ما زالت قوية اليوم كما كانت في الماضي. بعد بضع ساعات فقط من اعلان وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن الاتفاق المرحلي على وقف برنامج ايران النووي، ظهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التلفاز الامريكي ونعت الاتفاق بأنه "خطأ تاريخي". وأفادت وسائل الاعلام في اسرائيل عن وجود مخاوف كبيرة في القدس من محادثات سرية بين الولايات المتحدة وايران، برغم أنه تبين منذ ذلك الحين أن اسرائيل كانت مطلعة على هذه المحادثات مسبقا. وكان من نتيجة ذلك أن وجد محللون يشيرون اشارة خفية الى أن الشراكة بين امريكا واسرائيل قد تُصدع وهذه مخاوف تنبع من حصر العناية في الصورة بدل المضمون.

 

ما زال اوباما ونتنياهو يحددان هدفا مشتركا في تصريحات مكررة وهو أنه لا يجوز أن يكون لايران سلاح نووي. قد يشكو المراقبون من عدم وجود دفء في العلاقة بين اوباما ونتنياهو، لكن العلاقات الدولية لا يفترض أن تعبر عن قصص غرام بين القادة، فهذه العلاقات تقوم على مصالح مشتركة وقيم مشتركة وعلاقة متبادلة. وهذه هي القاعدة التي مكّنت من وجود شراكة لا نظير لها بين الولايات المتحدة واسرائيل مدة 65 سنة، فيها 12 ادارة امريكية وكثير جدا من نشرات الأخبار.

 

ينبغي أن ننظر الى زيادة التذمر في الاسابيع الاخيرة بصورة واقعية: فالحديث عن فرق في صورة نظر واشنطن والقدس للتكاليف والفوائد في اتفاق مرحلي نووي.

 

لكن هل أفضى ذلك الى شقاق ذي معانٍ مفرطة بالنسبة لمستقبل العلاقات؟ لا في الحقيقة.

 

استضافت اسرائيل في المدة الاخيرة قوات امريكية في اطار "العمل الازرق"، وهو تدريب عسكري واسع النطاق شاركت فيه عشرات الطائرات الحربية. فالحديث عن مثال رائع على قدرة اسرائيل والولايات المتحدة على تنحية عدم الاتفاق في شأن ما والاستمرار في العمل معا على تقديم المصالح المشتركة وهي مكافحة الارهاب وانهاء الحرب في سوريا ودفع التطور العالمي قدما والاستقرار في الشرق الاوسط.

 

يقول مسؤولون كبار في جهازي الامن الوطنيين في الدولتين إن الولايات المتحدة واسرائيل لم تتمتعا قط بتعاون عسكري واستخباري أوثق مما هو اليوم. فقد طورت اسرائيل بدعم من الولايات المتحدة منظومة دفاع متقدمة مضادة للصواريخ قد تُستعمل في يوم من الايام للدفاع عن الولايات المتحدة كما تحمي تقنية اسرائيلية السيارات التي يسافر فيها جنود امريكيون في افغانستان. إن التعاون الاستخباري بين الدولتين كان له دور حيوي في مكافحة الارهاب العالمي ومتابعة البرنامج النووي الايراني.

 

إن التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة واسرائيل في واقع الامر هو الذي فتح نافذة للتفاوض مع ايران. فبعد أن تحدت ايران المجتمع الدولي سنين غيّرت نغمتها آخر الامر حينما وقفت واشنطن والقدس كتفا الى كتف – لا في شأن العقوبات وحدها بل في استعدادهما ايضا لاستعمال القوة لمنع طهران من احراز القنبلة النووية. واضطرت طهران بسبب العزلة المتزايدة والاقتصاد المتهاوي وطلب الشعب الايراني للتغيير أن تجلس الى طاولة التفاوض.

 

إن العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل تغلب عليها ايضا القيم المشتركة للديمقراطية وحقوق الانسان. وهاتان الدولتان تنموان في عالم مليء بالاسواق المفتوحة والمجتمعات المفتوحة وهما تطمحان الى دفع هذه المباديء قدما في الساحة الدولية.

 

في الاشهر القريبة سيكون للتنسيق والمشاورة القوية بين الولايات المتحدة واسرائيل أهمية كبيرة لأجل احراز نتيجة ايجابية في المحادثات النووية نحو صفقة مع ايران. إن خطابة عدسات التصوير يجب أن يحل محلها مباحثات هادئة. إن افعال نتنياهو واوباما تعبر عن اتفاق بين الطرفين وعن قوة العلاقات بين الأمتين أكثر من كل عنوان صحفي مُهيّج.