تقرير حكاية أسد بيت لحم .. الأسير المحرر عدنان الأفندي

الساعة 10:03 ص|31 ديسمبر 2013

غزة

هنأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأسرى الـ 26 الذين تحرروا من سجون الاحتلال فجر الثلاثاء (31/12)، وخصت بالذكر ابنها البطل عدنان محمد الأفندي، من سكان مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

وقضى الأفندي 21 عامًا في سجون الاحتلال، من سني حياته الـ 42، بعد إدانته بالمسؤولية عن طعن إسرائيليين في مدينة القدس.

ففي يوم الأربعاء الموافق 13/5/1992م توجه عدنان إلى مدينة القدس المحتلة، ومعه سلاحه الأبيض، ليتمكن من طعن اثنين من الإسرائيليين، وإصابتهما بجروح، وبعد مطاردته اعتقل، وتم إصدار الحكم عليه من محكمة القدس المركزية بالسجن الفعلي مدة 30 عاماً.

حيثيات ودوافع العملية

ذهاب عدنان لمدينة القدس كان بدافع العمل؛ حيث رافق أخويه اللذين يكبرانه، وهما مقاولين في مجال البنيان، وقبل أن يغادر بيته وضع السكين في كيس الطعام الخاص به، ولقد كرمه الله بالوصول سالماً للمكان دون مشاكل، رغم صعوبة التفتيش على الحواجز الإسرائيلية.

بدأ عدنان العمل مع أخويه حتى جاء موعد الإفطار، فجلس وتناول معهما الطعام، وكان حينها ينظر إليهما نظرات الوداع؛ حيث اجتاحت كيانه عاطفة الأخوة، وشعر بمدى ارتباطه بهما، وحبه لهما.

وانتاب عدنان شعور غريب بأنه لن يراهما بعد اليوم وإلى الأبد .. لم يشعر أحد من أخويه بما كان يفكر فيه، وبعد فترة وجيزة طلبا منه مساعدتهما لإنجاز العمل، فابتسم ضاحكًا وأجاب بأنه ذاهب، ولم يعرف أحد منهما إلى أين، لكنه نظر إليهما نظرةً أخيرة، وبدأ السير مسرعًا عنهما.

وقتها كان البطل عدنان يحمل سكينه الذي صاحبه مذ جاء من البيت، حيث سار وسط الشارع يبحث عن ضالته.

وفجأة عرج للشارع المقابل لمكان العمل، وزاد من سرعته، وعيناه تبحثان في كل مكان عن فريسته، وشريط الذكريات المؤلم للمذابح التي تعرض لها شعبنا في صبرا وشاتيلا، وفي عيون قارة، وفي الأقصى، وفي الضفة وغزة، ومناظر الأطفال والنساء المذبوحين ماثلًا أمامه .. ليقول محدثًا نفسه: لقد حان وقت الانتقام لكل هؤلاء .. لقد حان وقت الثأر..

وفجأة قرر عدنان الهجوم بعد ما رأى في الشارع عدد من الشبان اليهود، وسحب المارد سكينه وهجم مرددًا: الله أكبر، الله أكبر ليتمكن من طعن شاب يهودي ثلاث طعنات، وبعدها تركه في بركة من الدماء معتقدًا هلاكه.

وبعد أن طعن عدنان ذلك اليهودي بدأ بالركض في الشارع؛ حيث حاول إمساك شاب آخر وفعلًا نجح في ذلك وطعنه 3 طعنات قاتلة وأزاحه عن طريقه، وبدأ بالركض من جديد حتى هجم عليه عدد كبير من اليهود المارة، وسيطروا عليه بعد أن حُجز في كراج، وانهالوا عليه بالضرب حتى فقد الوعي، ولكن مشيئة الله أبت إلا أن توهب له الحياة، وشاء الله حمايته من هؤلاء الأوغاد.

بعدها نقل عدنان من مكان العملية إلى مركز التحقيق في القدس المعروف باسم "المسكوبية" وكان فاقدًا للوعي، ومكث هناك في الزنازين ما يزيد عن 70 يومًا، قضاها في العذاب والألم حتى جيء به إلى قسم العزل، ومن ثم تنقل بين السجون، وأقسامها المختلفة.