الفلسطينييون سيواجهون واقعا صعبا بالإستمرار بالمفاوضات

تقرير الانتفاضة حتمية.. والصمود على الأرض أبرز إنجازات 2013

الساعة 11:17 ص|30 ديسمبر 2013

رام الله (خاص)

في تقييمه لأبرز الأحداث فلسطينياً يقول مدير مركز مسارات للأبحاث السياسية خليل شاهين أن العودة إلى المفاوضات وما يترتب عليها من أخطار على القضية الفلسطينية ومقدمات اندلاع انتفاضة مختلفة شكلاً ومضمونها كانتا عنوان العام سياسياً.

وقال شاهين خلال حديث مطول مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن العودة إلى المفاوضات كانت من أبرز الأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية.

وتابع شاهين:" هذه العودة عبرت عن استمرار الخلل الكبير في عملية صنع القرار على المستوى القيادي في ظل معارضة مختلف الفصائل الوطنية و الفلسطينية بدون مرجعيات أو أسس واضحة أو محددة، بهذا المعنى فإن القرار بحد ذاته عبر عن وجود مزيد من الشرخ و مزيد من الانقسامات على الساحة الفلسطينية، ليشمل انقسامات داخلية حتى في أطار منظمة التحرير الفلسطينية و الفصائل المشاركة بها".

وأوضح شاهين أن الفلسطينيين في هذه المرحلة أمام مخاطر كبيرة في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات على المستوى الإقليمي و ضعف الموقف العربي و انشغال الدول العربية بترتيب شؤونها الداخلية بالإضافة إلى حاله الانقسام الداخلي و تقدم المشروع الإسرائيلي الاستيطاني والموقف الأمريكي المنحاز لصالح الرؤيا الإسرائيلية".

فالجانب الأمريكي يحاول من خلال طروحاته إعادة إنتاج اتفاق أوسلوا من جديد أو استنساخه للتوصل إلى اتفاق انتقالي جديد مغطى أو غير مغطي بإعلان مبادئ أو اتفاقية إطار، لكنه يتضمن تنازلات عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني و خاصة فيما يتعلق بقضية اللاجئين.

وقال شاهين إن الخطورة هنا تكمن في أن أي أتفاق جديد هو اتفاق نهائي سيكون من حيث الجوهر، و ترك القضايا النهائية وعدم البت فيها يعني تجاوزها، خاصة في ظل اختلال ميزان القوى لصالح إسرائيل و تعمق المشروع الاستيطاني على الأرض الفلسطينية و المواقف الإقليمية و الدولية مما سيجعل اليد الطولي لإسرائيل تتحكم في تطبيقات الاتفاق".

و هذا الاتفاق سيكون غطاء على حسم المشروع الاستيطاني على الأرض الفلسطينية، و السيطرة على كل ما هو خارج نطاق الدولة الفلسطينية و خاصة فيما يتعلق باتفاقية الإطار أو إعلان المبادئ و التي تشمل يهودية الدولة و الذي يعني اعتراف إسرائيل بأن الفلسطينيين تنازلوا طواعية عن حقوقهم التاريخية بأرض وطنهم وأنهم أخطئوا منذ قرن من الزمان في نضالهم الذي أستند على ان هذه الأرض هي للفلسطينيين.

إلى جانب ذلك، يقول شاهين أن هذا الاتفاق سيتضمن حل قسري لقضية اللاجئين والتي تستند على الحلول التي طرحها كلينتون، يشمل عودة بعضهم و التعويض و تصفيه قضيتهم بالكامل.

و بحسب شاهين فإن الانسحاب من المفاوضات الأن سيلحق الفلسطينيين خسائر، و لكنها ستكون أقل من الخسائر التي ستلحق القضية الفلسطينية في حال الاستمرار بها.

انتفاضة حتمية

وبحسب شاهين فإن الحدث البارز في العام 2013 و الذي يأتي في الدرجة الثانية هو العمليات المقاومة الفردية والتي تشير إلى تحرك في الساحة الفلسطينية سينتج انتفاضة حتمية.

وقال شاهين:" هناك شعور على مختلف المستويات أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر طويلا سواء أفشلت العملية التفاوضية أو تم التوصل لاتفاق على الأرض، فلن يتغير شيئا فيما يتعلق بتصرفات الإحتلال، و هذا ما لا يتحمله الشعب الفلسطيني لأنه ينطوي بميزات لصالح الدولة الإحتلال".

ومن هنا كان الشعور أن عليهم أن يؤخذوا زمام المبادرة من أجل تغير الأمر الواقع و عدم السماح لإسرائيل الاستفادة، فعمليات المقاومة الفردية يمكن أن تتحول لأشكال مقاومة جماعية.

و تابع شاهين:" لقد وصلت الأمور لحاله من الاختمار الاجتماعي التي سرعان ما رح تتطور لحاله من الانتفاضة و ليس بالضرورة أن تكون على شكل انتفاضة المعتادة، يمكن أن تحمل أشكالا جديدة من العمل المنظم في مواجهة الإحتلال و الاستيطان".

وتوقع شاهين أن تشهد هذه الانتفاضة بروز ظواهر جديدة لمجموعات الشباب على جانبي ما يسمى  الخط الخط أي في أراضي المحتلة عام 1967 و في 1948، ونمو حركات أكثر تنظيما و نشاطا وربما تكون من خارج الحركة الوطنية التقليدية و تؤخذ على عاتقها المبادرة وتوسيع مقاومة الإحتلال بأشكال مختلفة".

وهذه الانتفاضة ستحول الكفاح الفلسطيني من مواقع ردة الفعل على الفعل الإسرائيلي إلى صنع الفعل وترسيخ و فرض أمر واقع فلسطيني في الضفة الغربية و في المناطق المحتلة عام 1948 في مواجهة  سياسية فرض الأمر الواقع الإسرائيلي وهذا كان واضحا من خلال التصدي لمخطط برافر.

لا مصالحة ممكنة

و فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية الداخلية و التي غابت عنوانها بالكامل في العام 2013 قال شاهين:" التطورات في مصر وسقوط حكم الإخوان المسلمين كان لها تأثير كبير على الشأن الفلسطيني الداخلي و خاصة فيما يتعلق بقضية المصالحة يبدو أن الهدف الرئيسي الحالي هو تضيق الخناق على قطاع غزة و على حركة حماس لدفعها للتناقل مع حركة فتح في مواقفها السياسية إلى جانب الحيلولة دون تقدم الفلسطينيين نحو المصالحة".

فالتأثير السلبي بالأحداث التي جرت في مصر بالإضافة إلى تضرر علاقات حماس على المستوى الأقليمي و خصوصا مع سوريا و لحد ما مع إيران، كل ذلك وضع حماس في مأزق و ساهم في وضع مجمل مشروع المصالحة في مأزق أكثر صعوبة.

و بحسب شاهين لا يوجد مخرج إلا أذا توفرت إرادة فلسطينية قادرة على التغلب على العوامل المعيقة للمصالحة سواء في التطورات على الإقليم أو نمو مصالح فلسطينية داخلية مرتبطة باستمرار الانقسام سواء مصالح اقتصادية و سياسية و اجتماعية، إلى جانب كل ذلك عدم وضوح مجمل التطورات التي تحدث على مستوى المنطقة العربية و دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط إعادة إنتاج الهيمنة عبر الحصول على استقرار بعض الدول العربية الخاضعة لها".

كل ذلك من شأنه أن يمنع تحقيق المصالحة و يقطع الطريق على محاولات الفلسطينيين بلورة استراتيجية فلسطينية شاملة، تستند على استعادة الوحدة من جهة و القدرة على مواجهة تقدم المشروع الإسرائيلي على الأرض".

الصمود هو الإنجاز

وحول الإنجازات الفلسطينية خلال هذا العام قال شاهين أن الإنجازات لا تحصل طفرات في التاريخ، فالإنجاز الفلسطيني كان ولا يزال صمود الفلسطينيين على الأرض الفلسطينية و خاصة في مدينة القدس.

وتابع شاهين:" تطوير الوجود على الأرض من خلال عمليات مقاومة التهجير و الطرد و الاستيلاء على البيوت في القدس وباقي مناطق الضفة الغربية لا يزال مستمرا، وهو ما يمكن الرهان عليه مستقبلا".