خبر الزمن لن يفعل فعله- معاريف

الساعة 10:58 ص|30 ديسمبر 2013

الزمن لن يفعل فعله- معاريف

بقلم: اوري اليتسور

(المضمون: في الجانب الاسرائيلي للمفاوضات تدور جدالات على مسألة البناء في المناطق، في الوقت الذي لا توجد لابو مازن أي نية على الاطلاق للوصول الى تسوية سياسية - المصدر).

 

جون كيري جاء وجون كيري راح، والكل يعرف بانه لن يوقع اتفاق والزمن المخصص، تسعة اشهر، سيمر دون أي حراك باستثناء تحرير القتلة. الفجوة بين مواقف اسرائيل والفلسطينيين غير قابلة للجسر، ولا يتعلق الامر فقط بمواقف اسرائيل نتنياهو بل وايضا بمواقف اسرائيل، تسيبي لفني ويئير لبيد، وحتى يعقوب بيري اليسروي على نحو ظاهر. ليس رسميا فقط الجميع اعضاء في هذه الحكومة وبالتالي شركاء بالمسؤولية عن مواقفها بل وموضوعيا لم تطلق خلافات رأي بينهم بالنسبة لمطالب الحد الادنى لاسرائيل. نتنياهو يطلق لتسيبي لفني حبلا طويلا جدا، ولم نسمع منه او من مقربيه أي شكوى عن التضييق على خطواتها. هذه مواقف تسيبي لفني، ومواقف اليسار الاسرائيلي بشكل عام والتي لا يمكنها أن تلتقي بمواقف ابو مازن في سلسلة طويلة من المسائل.

 

الجدال الوحيد بين الشركاء في الطرف الاسرائيلي كما هو متوقع هو على البناء في البلدات، ولكن هذه مجرد طقوس وليس موضوعا سياسيا وليس سببا للفجوة التي بين مواقف اسرائيل والفلسطينيين. في كتيبتي كانوا يقولون عن الطبيب الذي لا يعرف ما يفعله انه يصف لك حقنة. فاذا لم تنفع فانها لن تضر. وعندما لا نعرف ما نفعله فاننا نتجادل على المستوطنات. هذه نوع من الحقنة تناسب كل الامراض وكل المرضى واذا لم تكن مناسبة فلا ضير. فلو كان ابو مازن يريد فقط وقف البناء في البلدات لكان ينبغي له أن يهرع بالتوقيع على اتفاق وعلى أي حال فان هذا البناء سيتوقف. وهو يعرف بانه في كل اتفاق يجري الحديث عنه، ستبقى بعض البلدات في السيادة الاسرائيلية وبعض آخر منها سيهدم. في البلدات من النوع الاول ماذا يهم أبو مازن اذا ما بنوا، إذ ان هذه ستكون أرض اسرائيل. وفي البلدات من النوع الثاني بالتأكيد لا ينبغي أن يهم ابو مازن اذا ما بنوا، فبعد عدة اشهر سيهدم هذا حتى قبل أن ينهوا البناء وكم ممكن البناء في بضعة اشهر.

 

ان حقيقة أنه يهمه جدا تدل على أنه لا يعتزم الوصول الى اتفاق مع اسرائيل. ليس الان، ليس بعد بضعة اشهر ولا حتى بعد عشر سنين. ففي عشر سنوات أو عشرين سنة من المنطقي أن يأخذ المرء هذا على قلبه إذ في مثل هذه الفترة يمكن حقا تثبيت حقائق لا مرد لها على الارض تغير الخريطة.

 

بمعنى انه مرة اخرى مثلما في سلسلة طويلة من المسلمات، نجح الفلسطينيون في جعل السبب نتيجة واقناعنا بان المطر يهطل لان الناس يفتحون المظلات. لا، هذا معاكس: ليس بسبب الحواجز يوجد ارهاب، بل بسبب الارهاب توجد حواجز. ليس بسبب الاحتلال يكره الفلسطينيون اسرائيل ويحرضون ضدها، بل بسبب الكراهية والتحريض الفلسطيني يوجد احتلال. ليس بسبب الغضب على البناء في المستوطنات لا يوجد اتفاق، بل بسبب انه لا يوجد اتفاق يوجد غضب على البناء في المستوطنات. إذن لا تخشوا من فتح المظلات. فليس بسبب المظلات يهطل المطر، بل بسبب المطر توجد مظلات.