خبر ماذا يهم من يكون الرئيس -هآرتس

الساعة 10:53 ص|30 ديسمبر 2013

ماذا يهم من يكون الرئيس -هآرتس

بقلم: رؤوبين بدهتسور

 

(المضمون: إن اعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست ليس لهم تأثير حقيقي في جهاز الامن الاسرائيلي وفي قرارات الجيش ولهذا فان دورها رمزي في الأكثر فلا يهم من يرأسها - المصدر).

 

يبدو أن الجميع يتفقون على أن لجنة الخارجية والامن هي "أهم لجنة في الكنيست". والمشكلة هي عظم المسافة بين تصور "اللجنة العظيمة الشأن في الكنيست" وبين وزنها وتأثيرها وعملها الحقيقي. فليس لهذه اللجنة بالفعل تأثير في تحديد السياسة في شؤون الخارجية والامن، وليس لها أي تأثير في مقدار ميزانية الامن وتركيبتها، ولا تشارك في عملية تسلح الجيش الاسرائيلي، وليست لها مشاركة في بناء قوة الجيش ويمكن أن نضيف الى ذلك امورا اخرى.

 

يحدث كل ذلك برغم أنه ورد في تعريف أهداف اللجنة أن عملها هو "الرقابة والاشراف على سياسة الدولة الخارجية وعلى قواتها المسلحة وأمنها".

 

إن اللجنة لا تحقق عملها. وفي أحسن الحالات يتلقى اعضاؤها معلومات من جهاز الامن (وهي محدودة ايضا)، لكنهم لا يحاولون حتى الاشراف على الجهاز أو انتقاده. ولا يجب أن نمضي بعيدا لنعرف ذلك فقد اعترف اعضاء في لجنة الخارجية والامن ممن كانوا مستعدين للحديث في ذلك علنا بأن الامور كذلك. ويهمس آخرون بذلك سرا. إعترف عضو الكنيست السابق ابشالوم فيلان في مقابلة صحفية قائلا: "هذه لجنة عجيبة جدا. حينما انضممت اليها كنت على يقين من أنني أدخل قدس الأقداس، وأن هذه هي اللجنة التي تحدد ترتيب أولويات جهاز الامن. وتبين وهمي سريعا جدا. فقد أملى موفاز إذ كان رئيسا لهيئة الاركان كل شيء ولم يكن لنا أي تأثير".

 

حسبُك أن تتصفح مواقع لجان مجلس النواب الامريكي التي تشتغل بشؤون الخارجية والامن كي تعرف الفرق في توجه النواب لمهمة الرقابة والاشراف. يمكن أن تجد في مواقع لجنة القوات المسلحة ولجنة المشتريات، ولجنة الاستخبارات ولجنة العلاقات الخارجية عشرات القرارات في شؤون الامن والاستراتيجية توجب على الذراع التنفيذية تنفيذها. ولا تتباحث هذه اللجان فقط في خطط شراء أذرع الجيش الامريكي بل تحدد ايضا ما الذي تشتريه.

 

وعلى سبيل المثال عندما أراد سلاح الجو الامريكي الحصول على موافقة مجلس النواب على التسلح بـ 132 قاذفة من طراز بي2 (وسعر كل واحدة منها 2.2 مليار دولار)، أجازت له لجنة المشتريات التسلح بعشرين طائرة فقط. فكيف الحال عندنا؟ هل يمكن أن يطلب سلاح الجو شراء 75 طائرة اف 16 وتُجيز له لجنة الخارجية والامن التسلح بـ 11 طائرة فقط؟ يبدو أن الجواب واضح. وقد وصف عضو اللجنة لي "التباحث" الذي تم فيها منذ زمن غير بعيد في قضية التسلح بطائرات اف 35. "حضر ثلاثة ضباط من سلاح الجو مع الشواهد وألواح العرض، الى النقاش. وبعد بضعة ألواح

 

عرض تاه أكثر اعضاء اللجنة في خضم المعطيات التي أُمطروا بها. ووقفنا عاجزين بازاء ممثلي سلاح الجو وهززنا رؤوسنا موافقين على طلب التسلح".

 

إن اللجنة لا تحاول حتى التأثير في ميزانية الامن. وقد قال فيلان في تطرقه الى ذلك: "يأتي اعضاء كنيست يخرسون ولا يعرفون ألبتة ماذا يحدث أمام هذا العرض الذي يقومون به مع ألواح العرض... إن كل شيء يجري هناك كما كانت الحال في بلاط بيزنطي... لا توجد رقابة برلمانية حقيقية على الميزانية – كل شيء خدعة وينشأ وضع غير ممكن... ونحن لا نؤدي عملنا".

 

وأكد فيلان أن "اللجنة تتصرف بصورة هاوية وغير منظمة بشكل مقلق". مرت عشر سنوات في الحقيقة منذ قيل هذا الكلام لكن يبدو أنه لم يتغير شيء. يستطيع بنيامين نتنياهو ويئير لبيد أن يتشاجرا على هوية رئيس اللجنة لكن يجب أن يُعلم أنه لا يهم في الحقيقة من يرأسها لأن لهذه اللجنة دورا رمزيا أكثر من أن يكون لها دور عملي.