خبر هل فقد كيري صوابه؟- يديعوت

الساعة 10:52 ص|30 ديسمبر 2013

هل فقد كيري صوابه؟- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: لقد قرر كيري، على ما يبدو، أن يفعل ما لم يفعله كل أسلافه: ان ينهي النزاع الذي قضى ويقضي على حياة الكثيرين في الشعبين وينهي مرة واحدة والى الابد سفك الدماء الذي لا نهاية له - المصدر).

 

وزير الخارجية الامريكي جون كيري فقد صوابه: فهو ينوي، على ما يبدو، بكل الجدية توقيع الطرفين، الاسرائيلي والفلسطيني على اتفاق ما، مرحلي ومؤقت، ينبغي أن يؤدي في نهاية المطاف الى مصالحة وتسوية بين الشعبين. جون كيري جن جنونه: فهو يريد أن ينجح في المكان الذي فشل فيه دزينة من اسلافه، ادارات ودول.

 

لقد قرر كيري، على ما يبدو، أن يفعل ما لم يفعله كل أسلافه: ان ينهي النزاع الذي قضى ويقضي على حياة الكثيرين في الشعبين وينهي مرة واحدة والى الابد سفك الدماء الذي لا نهاية له. ويدعي من يشهد على جهوده أنه مصاب بالهوس وانه يكرس كله بكليله لهذه المهمة، وانه يقلب العوالم والطاولات كي ينجح. النجدة، فقد ينجح،

 

وعندها؟ ماذا سنفعل مع السلام ودون الشقاق التاريخي مع الفلسطينيين؟ "سنأكل" أنفسنا؟ بيننا؟ كل واحد يأكل غيره؟

 

لقد هبط كيري هنا نحو دزينة من المرات، وهو لا ييأس. مرة اخرى يأتي ومرة تليها يذهب. أليس له ما يفعله في الحياة غير الانشغال بالشرق الاوسط النازف؟ يقال انه يرى في الانشغال بالتسوية الاسرائيلية – الفلسطينية حلم حياته، وأن هذا يشغل باله كل يوم، كل اليوم. وانه مصمم وأنه اقسم لنفسه ان يعود الى الديار مع انجاز. لا يكسر الرأس، لا ييأس، لا يريد أن يعود مع "الذيل بين الساقين". جون كيري على ما يبدو فقد صوابه.

 

والان، بعد أن رأى واختبر "مع من يتعامل" من الطرفين، لديه امكانيتان اساسيتان:

 

الاولى، أن يضرب رؤوس الفلسطينيين والاسرائيليين الاحد بالاخر، "ان يضرب على الطاولة"، وان يقول لهم: أيها الاصدقاء الاعزاء، هذا هو العرض الامريكي لتسوية مرحلية حتى حل النزاع - (Take it or Leave it) ، أو بالترجمة غير الناجحة "خذه أو دعه"، أو: "هذا هو الموجود".

 

يقال ان مئة من رجال الامن المهنيين يعملون على الصيغة التي ستلبي أماني الاسرائيليين والفلسطينيين في هذا الشأن. اذا كان هذا هكذا، واذا كان حقا يقصد كيري ما يفكر ويقول، فان بانتظارنا فترة غير سهلة، على اقل تقدير، مع واشنطن.

 

الامريكيون شبعى الاخفاقات في الشرق الاوسط وروحهم – وكذا روح يهود امريكيين كثيرين – ملت الانشغال بالنزاع المرير. في مثل هذه الحالة من شأن – من شأن هي الكلمة – الرئيس الامريكي أن يهجر العناية بالسلام الذي لا يأتي، ويترك الساحة لكيري وحده والصلاة لنجاح الرسول.

 

لرئيس امريكي ملنا، حتى لو لم يكن سيخضع لانتخاب آخر، يوجد ثمن. وأحيانا ثمن أليم. عندما أمر وزير الخارجية الامريكي، كنري كيسنجر، تسامى مجده، في حينه "باعادة التقويم" واوقف لزمن ما التعاون الامني كادت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي تصبح أكواما من الخردة المعدنية.

 

الامكانية الثانية: أن يلقي الرئيس الامريكي بكل ثقله (كم يزن الرجل الذي يبدو كعارض ازياء المليون دولار؟) ولا يكل من الطرفين، ويضرب برؤوسهم الى أن يوقعوا.

 

وتوجد ايضا امكانية ثالثة "أن يتركنا الرئيس الامريكي، جون كيري، الاتحاد الاوروبي وكل الباقين – للاهات والحروب، فيعترفوا بان الاسرائيليين والفلسطينيين هم "مستحيلين"، ويتراجعوا بعد أن يقولوا في القدس ورام الله ان "العرض الامريكي غير معقول". هذه هي الحالة التي نعرفها بصفتها "إما أن يموت الطاغية أو يموت الكلب"، ونحن سنبقى هنا، وحدنا، ننزف للحياة أو الموت.