خبر أضرار الفرخ سنودن -هآرتس

الساعة 09:25 ص|29 ديسمبر 2013

أضرار الفرخ سنودن -هآرتس

بقلم: أمير أورن

(المضمون: المسؤولية عن التنصت الذي كشفت عنه وثائق سنودن تقع كلها على الرئيس الامريكي لا على الـ إن.اس.إي - المصدر).

 

ثبت منذ عهد يوشع ورحاف جمع المعلومات الاستخبارية باستخدام الأرجل وهو ما منح الجواسيس اسمهم (باللغة العبرية). واحتيج الى كتاب مقدس كامل تقريبا الى أن أضاف سفر الجامعة وسائل خاصة: "لا تلعن غنيا في مهجعك، لأن طير السماء ستنقل الصوت وذو الجناح سيؤدي القول". لا يوجد مكان سري مغلق منيع من التنصت الذي توجد مصنوعاته في مملكة طير السماء – في الجو وعلى أمواج الأثير وفي الفضاء السبرنتيكي. يبدو أن ذا الجناح المذكور في النبوءة هو اللواء أفيف كوخافي الذي يحمل وسام أجنحة المظليين أو سلفه في رئاسة "أمان" الطيار عاموس يادلين.

 

إن قائد وحدة جمع المعلومات الاستخبارية 8200 والتي هي أكبر من "الشباك" والموساد، اللذين يعادل رئيساهما بمكانتهما مكانة رئيس هيئة الاركان، هو عميد فقط، وهو واحد من خمسة في "أمان". والوضع مشابه في المجموعة الاستخبارية الامريكية: فرتبة رئيس الـ إن.اس.إي، وهي ثلاثة نجوم جنرال أو أدميرال، توازي رتبة رؤوس وكالات جمع المعلومات والبحث الامني الاخرى وهي أدنى من رتبة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية المسؤول عن التجسس البشري والعمليات السرية. وقد حصل رئيس الـ إن.اس.إي الحالي في عمله المضاف قائدا لجهاز السايبر، على نجمة رابعة.

 

إن الاتفاق بين إن.اس.إي و8200 الذي انطوت عليه وثائق ادوارد سنودن لم يثر اهتماما عاما ربما لأنه يدل على ما هو مهم حقا للامريكيين وهو طاعة قوانينهم (أو ألا يُضبطوا مخالفين لها). إن وثائق كثيرة هي مواد ارشاد لطريقة "إفعل" و "لا تفعل" لمنع مس بكيانات امريكية – مواطنين وسكان دائمين وكل من يوجد في داخل الولايات المتحدة في وقت اعتراض الاتصال. وكذلك ايضا الشرط الذي هو في أساس الاتفاق مع 8200، الذي رتب نقل مواد امريكية خام الى الاستخبارات الاسرائيلية – وهو القضاء على كل ذكر لشخص امريكي تتضح هويته وقت تصنيف المادة. ويتمتع بهذا الشرط

ايضا البريطانيون والكنديون والاستراليون والنيوزلنديون الموقعون على اتفاقات التبادلية ("خمس أعين") مع الامريكيين. فأمر الرئيس اوباما بقتل امريكي – اذا شارك في اعمال ارهاب عالمي – أسهل عليه من التنصت عليه.

 

نفذ سنودن وهو واحد من مليون موظف دولة وعامل مقاول ذو تصنيف امني مرتفع يُحتاج اليه للاطلاع على أكثر المواد سرية، نفذ عملية استخبارية عليا ذات موجة ارتدادية عالمية عامة في كل الدول التي شعرت بالاهانة للكشف عن تعقب الامريكيين لرؤسائها. وفي الداخل استخرجت وثائق سنودن صيحات الانكسار ممن يخشون الاطلاع على حياة الفرد الخاصة، إن الجهاز المختص عمل بالضبط كما وجهه المستوى السياسي وكان ذلك درسا من التقصيرات والاخفاقات واضاعة الفرص في 11 ايلول 2001. وقد احتيج في داخل المنظمات الاستخبارية ومنظمات فرض القانون وبينها الى تغييرات وتحسينات واشتمل ذلك على انشاء مخزن عظيم لكتب الهاتف وقوائم العاملين في الاتصالات من اجل تخطيط الصلات بينهم وذلك يختلف عن اعتراض مضمون الاتصالات الذي يوجب وجود أمر مفصل من قاضٍ.

 

إن السعي الى الموازنة بين القيم المتصادمة – واجب السلطة أن تحافظ على أمن الأكثرين، وحق الفرد في الحذر من الاطلاع على حياته الشخصية – معروف من التنصت الخفي للمشتبه فيهم بجنايات. يُحتاج الى تسويغ معقول للتنصت لحديث مشتبه به وقراءة رسائله، لكن التنصت أو القراءة أنفسهما فقط يُبينان أكان لهما تسويغ – وآنئذ يجب أن تُحفظ المادة في ملف التحقيق والادعاء لتكون دليلا. ولذلك تختصر في شرطة اسرائيل ضابطات التقدير الكلام.

 

في الادارة الامريكية تترجم السياسة الامنية الى توجيهات استخبارية لاحباط مفاجآت نووية وارهابية وتقنية متقدمة بحسب أيها يسبق وفيمَ تُحصر العناية – ويشمل ذلك مراقبة قيادات – وماذا يُهمل، لعدم وجود ما يكفي من التنصت والخبراء لجمع كل شيء عن الجميع. وليست المشكلة في الجمع بل في الكشف والمسؤولية على الرئيس لا على الـ إن.اس.إي برغم أن من المنعش أن نسمع اصوات طير السماء التي تنقل الاصوات حينما يفعل بها الفرخ الذي هرب من العش ما اعتادت فعله بغيرها.