خبر بعد خمسة أعوام.. أجساد أطفال من غزة مبتورة ومشوهة تشهد على الأبيض القاتل

الساعة 08:33 ص|28 ديسمبر 2013

غزة-خاص

كنت اجلس أنا وأصدقائي في الشارع نلعب مع بعضنا البعض رغم القصف المستمر , إذا بإحدى الطائرات تطلق قنابل علينا معتقداً إنها ألعاب نارية وفجأة أصابتنا وعدد من الأصدقاء ....وسقطنا على الأرض وبدأت أجسادنا بالاحتراق وبدأنا نصرخ بأعلى أصوتنا.

الطفل مهند عكيلة ( 16 عاماً ) تذكر بشئ من الألم  عبر حديثة ل"فلسطين اليوم"ما مر به بعد خمسة أعوام وخاصة بعد ان اصيب بقنابل الفسفور الحارقة, تلك الحرب  التي شنها الاحتلال ضد قطاع غزة والتي ادت لاستشهاد المئات وتدمير المنازل واستخدام الاحتلال للعديد من وسائل القتل فتكاً....

وتابع عكيلة "بقيت مرميا على الأرض حتى وصول الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التي أصيب عدد من أفرادها بحالات اختناق خلال محاولتهم إسعافنا واستمر تأثير الغازات السامة الناجمة عن هذه القنابل حتى بعد إسعافي، وأضاف الطفل عكيلة: اندلاع حرائق وانبعاث غازات ودخان أبيض من القذائف التي أطلقتها طائرة الاحتلال بالإضافة الى دخان كثيف حجب الرؤية بالكامل وتسبب بحالات اختناق وهستيريا لجميع سكان المربع السكني الذي سقطت فيه تلك القنابل

ولافتا انه أصيب بحرق واختناق في جميع نواحي جسده تقريباً من اثار الفسفور الحارق ولا يزال يتلقى العلاج وأشار أن الفسفور أدى إلى تكسر عظام يده , وقال :" رغم كل ما فعل الاحتلال بحقنا من ارتكاب لأبشع المجازر الا إننا سوف نبقى صامدين على أرضنا مهم فعل.

حرق جسدي

أما أحمد الحلو (32 عاماً ) الذي أصيب بالفسفور الحارق فيقول :" أصبت بالفسفور الحارق عندما كنت خارجا من البيت إلى شراء بعض الحاجيات لأهل البيت حيث إنني أصبت بشكل مباشر بجسدي بالفسفور واحترقت يدي بالكامل وأصبت بحالات بما يشبه الهستيريا والتشنج وضيق في التنفس وتقلص في العضلات بالإضافة إلى اختناق حيث إنني لا زلت حتى الآن أعاني من الاختناق.

ويوضح  فقد استمر بالعلاج في مستشفى الشفاء بمدينة غزة أكثر من خمسة أشهر ولا زال يتلقى العلاج بين الفينة والأخرى وأشار الى انه خضع لعلاجٍ نفسيٍ أيضاً بسبب الصدمة التي تعرض له عندما اصيب بالفسفور حيث انه لم يصدق ما حدث معه وان كل ما حدث بالنسبة له هو صدمة نفسية لهذه المصيبة التي لازالت مستمرة حتى اليوم.

ويضيف لــ فلسطين اليوم " بالقول :" ولم نكن نعلم طبيعة هذه القنابل التي تحدث دخانا أبيض كبيرا وكثيفا وله رائحة كريهة وتتناثر منه شظايا خطيرة تسبب جروحا فيما يسبب الدخان حالات اختناق وتشنج وتسبب القنابل حرائق هائلة في الجسد , ويتابع كان الاحتلال يجرب سلاحاً فتاكاً جديداً والعلم كلها صامت لا يدري ولا يعرف شيء.

إرادة وعزيمة قوية من الفسفور

في حين ان المواطن خالد وشاح (23 عاماً ) يقول عندما كانت الكهرباء منقطعة داخل المنزل ذهبنا الى سطح المنزل حتى نجلس في الغرفة الموجودة فيه لأنه عندم تقطع الكهرباء كنا نختنق ويتابع وإذا بالطائرة تطلق قنابل الفسفور علينا فأصبت بحالات اختناق وتعرضت لاحتراق في جسدي وخاص في قدمي التي احترق اجزاء منه.

ويضيف المواطن وشاح ان تأثير الفسفور قوي جداً فهو يحرق المباني فكيف بجسد الإنسان نفسه ويسبب كسورا في العظام وأضاف لــ" فلسطين اليوم " ولا زلت أعاني حتى الآن من اثر هذا الفسفور الحارق رغم ان وجهي يعتبر مشوها ويداي مقطوعتان وقدمي تعاني من الوجع فيه حتى الان فالألم يزداد في بعض الأحيان ويختفي في أحيان أخرى.

ولافتا اذا كان الاحتلال الإسرائيلي يعتقد انه يستطيع باستخدام الفسفور حرقنا  انه يكسر إرادة هذا الشعب ويكسر مقاومته الباسلة فهو واهم فرغم ان أجزاء من جسدي أحرقت الا إنني امتلك إرادة وعزيمة قوية بفضل الله سبحانه وتعالى

يذكر أن إسرائيل استخدمت العديد من أنواع الذخيرة والقنابل والأسلحة في حربها على غزة عام 2008 ومن ضمنها الفوسفور الأبيض؛ وهو مادة كيميائية دخانية تصيب الجسم بحروقٍ بالغة، وقد تخترق الجلد وصولاً إلى اللحم والعظم، ويحترق الفسفور الأبيض بمجرد ملامسته للأكسجين منتجاً ضوءً ساطعاً ورائحةً كريهة، وكمياتٍ كبيرةً من الدخان، وتمتد آثاره الخطيرة إلى كل مكوّنات البيئة بشكلٍ عام، إذ يتسرب في التربة، وإلى أعماق البحار، ويهدد الكائنات البحرية كالأسماك.