خبر يديعوت أحرونوت : أوباما أمامه الكثير من الوقت لإثبات نجاحه فى السياسة الخارجية

الساعة 04:08 م|27 ديسمبر 2013

القدس المحتلة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أنه من السابق لأوانه الحكم على الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بالفشل فى إنجازاته الاقتصادية والدبلوماسية، داخليا وخارجيا، مؤكدة أنه يجب أن تتاح له الفرصة كاملة.

 

ونقلت الصحيفة عن محللين إسرائيليين، قولهم إن عصر الإمبراطورية قد انتهى، وإن الرئيس الأمريكى فشل فى سياسته الخارجية والداخلية، ولفتت الصحيفة - فى سياق افتتاحيتها على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس – إلى المعلقين بأن أوباما فشل فى تعامله مع سوريا، بزعم أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تمكن من خداع الأمريكيين، وأن مسألة نزع الأسلحة الكيميائية من سوريا، والتى من المقرر أن تكون تحت إشراف دولى، ستبوء بالفشل، كما يعتبرون أيضا أن بقاء الرئيس السورى بشار الأسد، الذى وطد شخصيا معنى الانتهاك الصارخ لقواعد المجتمع الدولى، فى منصبه يعتبر فى حد ذاته فشلا لأوباما.

 

وتعجبت الصحيفة من الذين يزعمون بفشل أوباما أمام إيران، حيث قالوا إن الولايات المتحدة فى ظل قيادته لم تدفع إلى تشديد العقوبات المفروضة على النظام الإيرانى، لافتة إلى أنه من الصعب استيعاب كيف أن العقوبات التى حطمت الاقتصاد الإيرانى، وأدت إلى تجميد الأصول الإيرانية، والتى تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات، وأدت إلى التضخم، وضاعفت من أعداد البطالة، وأدت أيضا إلى انخفاض كبير فى قيمة العملة الإيرانية، يتم وصفها بأنها غير ناجحة، مشيرة إلى أن الذين يزعمون ذلك يفضلون تجاهل الخسائر الذى لحقت بالاقتصاد الإيرانى، والتى بلغت نحو 5 مليارات جنيه شهريا، فى الوقت الذى يستمر فيه نظام العقوبات.

 

وأشارت يديعوت أحرونوت، إلى أن هناك أيضا مزاعم بأن أوباما فشل فى مساندته لأوكرانيا المجاورة لروسيا، لافتة إلى أن هذا الاتهام يمكن إثباته، إذا فشلت التظاهرات التى يقوم بها عشرات الآلاف فى كييف فى الساحات المجمدة هناك، ولكن أوكرانيا التى قدمت للعالم الثورة البرتقالية، قامت بثورة ديمقراطية قوية مما أثار حفيظة الأوساط القريبة من الكرملين.

 

وأوضحت أنه على الرغم من حقيقة أنه فى العصر الحالى لا يمكن التمييز بين الديمقراطية الليبرالية الغربية الجيدة، والأخرى السيئة بشكل واضح، كما كانت عليه فى عام 1991، أو حتى عام 2004، إلا أنه يبدو أن السلطة السياسية للشعب الأوكرانى لا تزال من الصعب تجاهلها، بيد أن الصحيفة قالت إنه من الصعب معرفة ما إذا كان سيحصل المتظاهرون فى كييف على ما يريدون، ولكن ليس هناك شك فى تأثير الدعم الشعبى، فى الأماكن المخصصة للتعبير، مؤكدة على أن أوباما سيكون أول شخص يعترف بذلك الدعم.

 

وتابعت الصحيفة، أن ما يميز أوباما عن بوتين ليس مستوى التطور الإستراتيجى أو القدرة فى الآداء، ولكن الحقيقة أن أوباما هو زعيم الديمقراطية، وهو لا يزال إلى حد كبير زعيم العالم الحر الليبرالى، مشيرة إلى أن إدارة الديمقراطية مسألة معقدة، وعلى الرئيس الأمريكى أن ينظر فى رأى شعبه الذى أنهكته الحروب، كما تتطلب الدبلوماسية فى بعض الأحيان تطورا أكثر ووقتا أطول من توجيه ضربة عسكرية شديدة، كما أن نتائج الدبلوماسية لا تظهر دائما على الفور، ولكن الحقيقة أن المهمة التى يقوم بها أوباما تعد معقدة ومرهقة، ولا ينبغى أن ننخدع فيها، فالأمريكيون ليسوا حمقى وبالتأكيد لا يفتقرون إلى التطور.

 

وأوضحت الصحيفة، أن السياسة الخارجية الأمريكية هى أكثر اعتمادا على المنظمات الدولية، حيث صممت لعمليات صنع القرار، بغية تقديم ميزة كبيرة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، لافتة إلى أن واشنطن قد تستخدم القوة إذا لزم الأمر، حيث تعد الأقوى بين جيرانها حتى الآن، حيث إن ميزانية الدفاع الأمريكية أعلى من ميزانيات دفاع كل من روسيا والصين والهند وغيرها من البلدان الثمانية المصنفة بعد الولايات المتحدة، مجتمعة.

 

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها "وكذلك، فى مجال السياسة الداخلية لواشنطن، فمن السابق لأوانه الحكم على فشل الرئيس الأمريكى الذى انتخب لولاية ثانية بعدما فاز عن جدارة على منافسه فى الجولة الأخيرة، والذى تمكن من تمرير قانون الرعاية الصحية الذى لم ينجح أسلافه فى القيام به، والذى لا يزال لديه فى جعبته المزيد من الإنجازات، فيما يتعلق بإصلاح قانون الهجرة، وخطة الإنعاش الاقتصادى لبلاده.