خبر وعندها جاءت البطاقة -معاريف

الساعة 11:21 ص|25 ديسمبر 2013

بقلم: شالوم يروشالمي

 (المضمون: نظرية نتنياهو تضعضعت بالبث الحي والمباشر. فالقناص الذي أطلق النار على عامل وزارة الدفاع أجبر نتنياهو على الرد الحازم الذي تعهد به في الاحتفال في سدروت - المصدر).

 

في الساعة 12:45 ظهرا نقل رئيس الطاقم غيل شيفر بطاقة الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. النبأ الاول الذي تلقاه كان عن جندي نظامي أطلقت النار عليه فقتل بنار قناص فلسطيني في ناحل عوز. كان نتنياهو يجلس خلف طاولة الوجهاء في مدرسة "شكميم - معوز" في سدروت، ليشاهد التلميذات الصغيرات يرقصن على انغام أنشودة "انسان وقيثارة"، بقلم حاييم أوليئيل من سكان المدينة. وليس صعبا وصف ما مر في عقله في تلك الثواني. كان يمكن فقط أن نراه يرفع نظاراته بسرعة، يشد على شفتيه وعلى أصابعه ويعود لينظر الى الفتيات المتأثرات اللواتي كن يرقصن أمامه بفرح وانفعال.

 

لم يختر الفلسطينيون يوما طيبا للشقاق مع رئيس الوزراء. فقد دمروا له احتفاله ووعوده. فقبل بضع دقائق من العملية أطلق نتنياهو ووزير المواصلات اسرائيل كاتس مشروعا تاريخيا على مستوى النقب: محطة قطار من تل ابيب الى سدروت. "سنحمي سدروت كما نحمي تل ابيب"، صرح رئيس الوزراء. فالحاجة الى الأمن كشرط للازدهار رافقت تصريحات نتنياهو على مدى كل الجولة. "منظمات الارهاب تعرف: من جرب – لاقى نصيبه، ومن سيجرب – سيلقى نصيبه"، وعد وأضاف: "هذه هي السنة الأكثر هدوءا في سدروت في السنوات العشرة الاخيرة". وعندها جاءت البطاقة إياها.

 

لقد تحدث نتنياهو وكاتس عن تصفية المحيط من خلال تقليص الطريق بين المناطق المختلفة في الدولة وتحدثا عن تغييرات دراماتيكية في عادات الحياة ومستوى

 

المعيشة في مدينة سدروت ومحيطها. وبالمناسبة، فان كل مقيم في سدروت يمكنه من اليوم أن يسافر بحرية في كل خطوط القطار في البلاد على مدى ثلاثة اشهر – بمبادرة الوزير كاتس.

 

وتمادى نتنياهو في حماسته إذ أعلن بأن النقب سيتحول في غضون بضع سنوات ليصبح عاصمة "السايبر" العالمي، ليس أقل. وناشد المربين لتعليم برامج السايبر منذ الصف الخامس، الى جانب اللغة الفارسية. والاتجاه واضح. مدينة المستقبل في النقب، كما ستتفاجأون، ستقوم حسب رؤيا نتنياهو في عين يهف التي في العربة إذ هناك سيمر القطار في الطريق الى ايلات. وقضى نتنياهو فقال "أينما يوجد قطار، توجد مدينة". في سدروت يوجد الآن قطار والمدينة ستتطور فقط إذ أن الحديث يدور عن رمز وطني. ووعد رئيس الوزراء "سنحمي سدروت كما نحمي تل ابيب".

 

ورافقت الحاجة الى الأمن كشرط للازدهار تصريحات نتنياهو الذي صرح "من الهند وحتى الباكستان نحن المكان المستقر الوحيد". كما تحدث رئيس الوزراء عن أمن الحدود، الموضوع الذي يشغل باله حتى الرأس في المفاوضات مع الامريكيين والفلسطينيين حول تواجد الجيش الاسرائيلي في الغور وفي اماكن اخرى، وقُبيل اتفاق الاطار الذي ستتقدم به الادارة. وقال إن "هذه السنة هي الأكثر هدوءا في السنوات العشرة الاخيرة".

 

وهنا جاءت البطاقة. نظرية نتنياهو تضعضعت بالبث الحي والمباشر. فالقناص الذي أطلق النار على عامل وزارة الدفاع، صالح أبو الطيال، أجبر نتنياهو على الرد الحازم الذي تعهد به في الاحتفال في سدروت وفي اماكن اخرى. فقد خرجت اسرائيل لمهاجمة أهداف في غزة، بما في ذلك قواعد للذراع العسكري لحماس والجهاد الاسلامي. طائرات، دبابات وقوات مشاة شاركت في الهجوم. وبدأ الصحفيون والمصورون شق الطريق الى جفعات كوبي الشهيرة في سدروت حيث يمكن من هناك مشاهدة الحرب من

 

زاوية مريحة مثلما في ايام "عمود السحاب". قد يفعل هذا خيرا لوسائل الاعلام العالمية ولكنه لا يفعل خيرا لمدينة تريد أن تكون ذات مرة عاصمة العلوم والسايبر.

 

رئيس بلدية سدروت، ألون دفيدي، الذي انتخب قبل شهرين، انتظر هذه الليلة مع سكانه الرد الفلسطيني. الكثيرون منهم ناموا مرة اخرى في الغرف الآمنة. وفي الظهيرة تحدث دفيدي مع الاولاد في المدرسة فقال "إن الحائز على جائزة نوبل، الرئيس أو رئيس الوزراء التالي، سيأتي من هذه المدرسة"، وعدهم. دفيدي لا يريد أن يدفع المدينة الى الأمام بسبب الصواريخ التي تسقط عليها بين الحين والآخر، وهو ليس معنيا بعرض المخاطر بل الآمال. قناص فلسطيني واحد جر رد فعل اسرائيلي قاس أراه كم هي هذه المهامة صعبة.