خبر انتصار السياسة القديمة- هآرتس

الساعة 11:19 ص|25 ديسمبر 2013

انتصار السياسة القديمة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ميزانية الدفاع في العام 2014 ستكون أكبر مما كانت في السنة الماضية. فالتقليص الذي خطط لها أُلغي، وجهاز الامن سيحصل على علاوات تمويل سخية. فالنفقات الامنية ستزداد، رغم أنه لم يطرأ تردٍ في الوضع الاستراتيجي لاسرائيل ولا احتدام في التهديدات عليها. وقد شرحت الحكومة في أنه نشأت فرصة مالية بسبب الارتفاع في جباية الضرائب والخطط التي لم تنفذ فاختارت ضخ المال الى ميزانية الدفاع.

 

هكذا فوتت فرصة نادرة لفرض النجاعة على الجيش الاسرائيلي محافل الامن المدنية. نفقات الأجر، التقاعد والتعويضات ضربت رقما قياسيا تاريخيا بنسبة 54 بالمئة من ميزانية الدفاع فيما أن النصيب الموجه لتعاظم القوة والشراء تقلص. وبدلا من معالجة ذلك تساهم الحكومة في تفاقم الوضع. وسيكتفي الجيش الاسرائيلي بتقليصات رمزية فيما سيمتنع كعادته عن مراجعة دقيقة لثمن الأمن.

 

وللتقليص الذي لم يكن في جهاز الامن أضيف قرار بعدم التقليص في ميزانية المدارس الدينية وتأجيل آخر، ثالث في عدده، لاوامر التجنيد لتلاميذ المدارس الدينية الاصولية. وهكذا تم التراجع عن وعود ممثلي "السياسة الجديدة" وعلى رأسهم وزير المالية يئير لبيد، لتغيير سلم الأولويات الوطني. وأكمل رئيس الوزراء انتصار السياسة القديمة على من حاول تحديها واقترح أن يغير قليلا شكل تخصيص المقدرات.

 

لقد قادت حكومات اليمين منذ 1977 سلم أولويات ثلاثي الأبعاد: ميزانية دفاع كبيرة، في مركزها الاحتفاظ بالجيش الدائم ومتقاعديه؛ تطوير "مجتمع الدارسين" الاصولي، المعفي من التجنيد ومن العمل والذي ينال رزقه من المخصصات؛ وبناء

المستوطنات في الضفة الغربية، في الجولان، وفي الماضي في قطاع غزة ايضا، بهدف ضم المناطق. ولقد جاءت هذه النفقات على حساب الاستثمار في البنى التحتية المدنية وفي الخدمات الاجتماعية المخصصة لمعظم سكان اسرائيل، الذين يسكنون داخل الخط الاخضر.

 

ويتمسك بنيامين نتنياهو بسلم الأولويات اليميني رغم الاحتجاج الاجتماعي ورغم أن حزبه ضعف في الانتخابات. وكان وافق على تغييرات طفيفة، على رأسها التقليص الذي أعلن عنه في ميزانية الدفاع، وانتظر اللحظة المناسبة للعودة الى الصيغة القديمة. إن انهيار لبيد في الاستطلاعات والشرخ المتسع بين يوجد مستقبل والبيت اليهودي سمح لنتنياهو بفرصة تعطيل فعالية وزير المالية والسيطرة مجددا على سياسة الميزانية.

 

بفوائض الميزانية كان يمكن تسديد ديون الدولة، أو الاستثمار في البنى التحتية والخدمات الاجتماعية. ولكن نتنياهو اختار الجيش، المستوطنين والاصوليين. فلا ينبغي له أن يتفاجأ اذا ما أدى عناده على التمسك بالصيغة القديمة الى اشتعال متجدد للاحتجاج ضد حكومته.