خبر رسالة الفلسطينيين المزدوجة -معاريف

الساعة 09:23 ص|24 ديسمبر 2013

بقلم: عمير ربابورت

(المضمون: السبب الاول في ارتفاع مستوى العنف هو الرسالة المزدوجة من جانب السلطة الفلسطينية، والتي بموجبها، وإن كانت العمليات الارهابية القاسية لا تتطابق والمصلحة الفلسطينية، إلا أن "الاحتجاج الشعبي" يتطابق بالتأكيد - المصدر).

 

ليس في عملية الطعن في مفترق آدم أمس، بعد يوم فقط من محاولة العملية في الباص في بات يام، وفي ختام شهرين من عشرات القتلى والجرحى، لليهود والفلسطينيين – ما يشهد على اندلاع انتفاضة ثالثة.

 

لا يزال فارق هام بين أحداث الاسابيع الاخيرة وبين شهر ايلول 2000، الذي اندلعت فيه الانتفاضة الثانية: قبل أكثر من 13 سنة تحكم في السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الذي أشعل الانتفاضة انطلاقا من الايمان بطريق الكفاح الفلسطيني. وكلفت الانتفاضة الثانية الطرف الفلسطيني غاليا (والطرف الاسرائيلي ايضا)، وانتهت بفشل ذريع من ناحية الجمهور في المناطق وفي غزة، والألم لا يزال لاذعا. فحسب كل تقديرات الجيش الاسرائيلي والمخابرات اليوم، فان الجمهور الفلسطيني وكذا قيادة السلطة غير معنيين بانتفاضة ثالثة. وفضلا عن ذلك، فان التعاون الاستخباري بين قوات الامن الاسرائيلية والفلسطينية يتواصل في الآونة الاخيرة ايضا وكأنه لا يوجد ارهاب.

 

ولكن اذا لم يكن أحد معنيا حقا بانتفاضة ثالثة، فلماذا يرتفع مستوى العنف؟ السبب الاول هو الرسالة المزدوجة من جانب السلطة الفلسطينية، والتي بموجبها، وإن كانت العمليات الارهابية القاسية لا تتطابق والمصلحة الفلسطينية، إلا أن "الاحتجاج الشعبي"، الذي يترافق ورشق الحجارة والقاء الزجاجات الحارقة بين الحين والآخر – يتطابق بالتأكيد. فالعمليات وأحداث اطلاق النار في المناطق تخلق مسيرة تصعيد ستواصل الاحتدام. ويسود في المناطق منذ زمن بعيد جو يشجع المزيد فالمزيد من الأفراد والانتظامات المحلية والعفوية لأخذ المبادرة والتخطيط للعمليات.

 

فضلا عن ذلك، فان المفاوضات السياسية، التي حسب كل التقديرات لا تؤدي الى أي اتفاق، تُهيج الجو وتشجع عناصر في الميدان على تنفيذ العمليات – سواء

 

انطلاقا من الاحباط من عدم جدوى المحادثات أم في محاولة لاحباط الاحتمال المتدني أصلا لتسوية ما.

 

لشدة المفارقة، فانه رغم موجة الارهاب، ستنفذ اسرائيل الاسبوع القادم النبضة الثالثة (من أصل اربعة) لتحرير سجناء فلسطينيين في اطار الاتفاق الذي أدى الى استئناف المفاوضات السياسية. وأمس ايضا لم يتم النظر في امكانية وقف تحرير السجناء التدريجي، وحتى لو تم النظر في مثل هذه الامكانية، فان الولايات المتحدة لن تسمح لاسرائيل بالتراجع عن التزامها.

 

وبالتوازي ستتواصل الايام القريبة القادمة مساعي الجيش والمخابرات الاسرائيلية للتحقيق في العمليات الاخيرة وضرب شبكات الارهاب في المناطق التي تحاول رفع الرأس. ومثلما تبدو الامور الآن، فان محاولات العمليات في اليومين الاخيرين سيتم حل ألغازها قريبا. ولا يقف خلفها بالضرورة شبكات ارهاب ذات مغزى، مثل الشبكات السلفية التي دُمرت في منطقة يطا في جنوب جبل الخليل قبل عدة اسابيع.

 

في جهاز الامن يستعدون لارتفاع درجة اخرى في الربيع القريب القادم. والسبب: في هذا الموعد سيُحسم اذا كانت المفاوضات السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين ستؤدي الى اتفاق، بخلاف كل الاحتمالات، أم الى طريق مسدود.