تحليل المقاومة ستنسف أية حلول « انتقالية » تنتقص من الثوابت

الساعة 10:45 ص|23 ديسمبر 2013

خاص

 اتفق محللون سياسيون أن المقاومة الفلسطينية بكل مكوناتها الشعبية والسياسية والعسكرية ستسعى لإفشال أية حلول "تفاوضية" سواء انتقالية أو نهائية مع الجانب "الإسرائيلي" لاعتقادها أن تلك الاتفاقيات ستكون على شاكلة اتفاق أوسلوا الذي ينتقص من الحقوق والثوابت الفلسطينية.

ويرى المحللون أن الأوضاع قابلة للانفجار في الأراضي الفلسطينية إذا ما اقترب المفاوض الفلسطيني "السلطة" من إجراء عقد اتفاق ينتقض من الحقوق والثوابت الفلسطينية، موضحين أن ارتفاع وتيرة العمل المقاوم في ظل الجولات المكوكية التفاوضية التي يجرها وزير الخارجية الأمريكية في الضفة وغزة يشير إلى تخوف فلسطيني حقيقي من احتمالية فرض حل انتقالي جديد.

ويجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولات شبه مكوكية بالمنطقة، ويسعى كيري من خلال جولاته التفاوضية للوصول لاتفاق مرحلي "مبدئي"؛ حسبما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الجوالات كيري الأخيرة في المنطقة تهدف للوصول إلى حلول انتقالية بين الجانب الفلسطيني – والإسرائيلي.

ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مصادر دبلوماسية غربية أن "الإدارة الأميركية تعد لتقديم مشروع اتفاق انتقالي بين الفلسطينيين و"إسرائيل" الشهر المقبل". وأوضح دبلوماسي كبير ، فضل عدم ذكر اسمه ، أن المشروع الأميركي يتكون من شقين، سياسي وأمني ، مشيراً إلى أن الشق الأمني قدم إلى الرئيس عباس ، وما زال قيد البحث في لقاءات فلسطينية - أميركية، فيما سيقدم الشق السياسي الشهر المقبل مع الشق الأمني في حال الاتفاق على الأخير.

 

تخوف فلسطيني

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله أكد أن الشارع الفلسطيني ينتابه تخوف كبير من إمكانية وصول المفاوض الفلسطيني "السلطة" بضغط أمريكي – إسرائيلي  لعقد أتفاق مرحلي أو معاهدة تنتقص من الحقوق والثوابت الفلسطينية على شاكلة اتفاقية أوسلو.

وأكد أن عطالله لـ"فلسطين اليوم"أن المقاومة الفلسطينية والأطر التنظيمية والشعبية المناوئة للمفاوضات الفلسطينية ستسعى للتشويش على أية اتفاقات مرحلية تجريها السلطة الفلسطينية على اعتبار أنها تنتقص من الحق الفلسطيني، مشيراً أن المقاومة على الرغم من قوتها وما تملكه من أوراق لصالحها إلا أنها لن تستطيع إفشال اتفاق مرحلي بسبب السعي الأمريكي الحثيث لإنجاز الاتفاق.

وقال عطالله:"المطلوب فلسطينياً توحيد القوة التكاملية سياسية عسكرية شعبية الخ لصالح إفشال أية مخططات تنوي الإدارة الأمريكية فرضها على الجانب الفلسطيني".

وأضاف الكاتب عطالله:"المقاومة بكل أشكالها قد تتحرك لصالح التشويش على أية اتفاقات تجري، والفصائل الرافضة للمفاوضات تساهم وتساند تنفيذ أتفاق مرحلي عبر الانقسام الفلسطيني الذي هي طرف فيه، ولابد من إنهاء الانقسام لتوفيت الفرصة وحتى لا نكون شركاء في هذه الاتفاقيات التي تنتقص من الحقوق".

وبين المحلل السياسي أن الانقسام السياسي الفلسطيني الحاصل هو من أخطر ما يتهدد القضية الفلسطينية ويسارع في تنفيذ اتفاقيات تنتقص من الحقوق.

 المقاومة ستتصدى

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي د.حسن عبدو أن أية اتفاقيات أو معاهدات تنتقص من الحق الفلسطيني ستؤدي إلى تفجر الأوضاع الفلسطينية العسكرية وغيرها مع الجانب الإسرائيلي مع سعي حثيث لدى المقاومة لإفشال الاتفاق.

وأوضح الكاتب لـ"فلسطين اليوم" حقيقة الخطر الذي تتعرض لها القضية الفلسطينية من خلال الجوالات التفاوضية التي يجريها وزير الخارجية الأمريكي جون الن كيري بالمنطقة، وإمكانية استنساخ اوسلوا جديد ينتقص من الحقوق الفلسطينية، مؤكداً في الوقت ذاته أن المقاومة لن تصمت أمام تلك الحالة.

وشدد الكاتب حسن عبدو على أنه إذا ما وقع إتفاق مرحلي أو مبدئي جديد مع الجانب "الإسرائيلي" سيكون على حساب الحالة الفلسطينية الداخلية التي ستعرضها لمزيد من الشروخ والانقسامات، موضحاً أن الخطة الأمنية لكيري وأفكاره تقتصر على الضفة دون غزة وستحاول تعزيز الانقسام الداخلي.

وقال :"من يجري المفاوضات الفلسطينية يسعى لتخريب الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وسيعمل على تعزيز الشروخ والانقسامات الواقعة وبالتالي سيصعب إتمام التوافقات الفلسطينية - الفلسطينية وبالتالي استحالة تحقيق الوحدة في ظل الاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي - الأمريكي".

ويرى الكاتب عبدو أن فشل المفاوضات الفلسطينية "السلطة" مع الجانب الإسرائيلي والتشويش عليها قد يكون عامل مهم وطوق نجاة لإتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

 مرفوض فلسطينياً

أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصطفى الصواف توقع اندلاع انتفاضة ثالثة مع قُرب توقيع أتفاق ينال من الحقوق الفلسطينية، موضحاً أن الانتفاضة ستتم بأدوات مقاومة جديدة.

وأوضح الكاتب لـ"فلسطين اليوم" الصواف أن المقاومة الفلسطينية ستكون أول من يتصدى لأية اتفاقيات تنتقص من الحقوق، مشيراً أن المفاوض يفتقد للغطاء والتمثيل الفلسطيني الحقيقي.

وقال:"مشروع التفاوض مع الإحتلال الإسرائيلي بصيغة تنتقص من الحقوق مرفوض جملة وتفصيلاً من جميع أطياف ومكونات الشعب الفلسطيني حتى من بعض الاطر الفتحاوية".

وأضاف:"لن يكتب لأي أتفاق لا مبدئي ولا نهائي النجاح ما دام انه يتهدد الحقوق الفلسطينية، ولن يقف الفلسطيني موقف المتفرج من تلك الاتفاقيات المخزية".