خبر العملية في بات يام خطوة اخرى في تصعيد المقاومة الفلسطيني -هآرتس

الساعة 09:29 ص|23 ديسمبر 2013

العملية في بات يام خطوة اخرى في تصعيد المقاومة الفلسطيني -هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: يبدو أن العمليات الفلسطينية في الضفة ستزيد كلما لاحت علامات على أن التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني يتقدم الى غايته - المصدر).

 

مع الفرض المعقول وهو أن الحديث عن عملية تفجيرية حقا، تكون الشحنة الناسفة التي انفجرت في يوم الاحد في الباص في بات يام خطوة اخرى، بطيئة لكنها مؤكدة، في تصعيد الارهاب الفلسطيني المتزايد. فقد قُتل في الاربعة اشهر الاخيرة جنديان من الجيش الاسرائيلي ومواطن في حوادث في الضفة الغربية، وقتل جندي بطعنات سكين في العفولة وتمت الآن محاولة تفجير شحنة ناسفة انتهت بلا مصابين بفضل تيقظ أظهره الركاب وبفضل رد السائق السريع.

 

في تلك الفترة نفسها قتل في الضفة 13 فلسطينيا بنار جنود الجيش الاسرائيلي، أي كعدد القتلى في الاشهر الثمانية الاولى من هذا العام، تقريبا. لكن الجماعة الاستخبارية الاسرائيلية ما زالت صلبة في اعتقادها أن هذه ليست انتفاضة شعبية بل سلسلة "عمليات جو عام" – وهي تراكم متزايد لمبادرات محلية تستمد الالهام من نجاح ما سبقها لكنها لا تعبر عن جهد موجه من أعلى للوصول الى صدام واسع مع اسرائيل.

 

لم تُحل ألغاز هذه العملية الى الآن، ولم يكن عند الأذرع الامنية في الساعات الاولى طرف خيط استخباري. ويبدو للوهلة الاولى أنها تختلف في خصائصها عن أكثر العمليات في الاشهر الاخيرة. فقد عمل منفذو العمليات السابقون الذين اعتقلوا وحدهم على نحو عام، أو كانوا أزواجا في الأكثر ولم يكونوا جزءا من بنية تحتية ارهابية منظمة. ولم تكن الشحنة الناسفة في الباص كما وصف شهود العيان ذلك، مُحكمة بصورة مميزة كما يبدو. ومع كل ذلك يُحتاج لتنفيذ هذه العملية الى خلية إن لم نقل بنية

 

تحتية بحيث يوجد شخص ما يُعد الشحنة الناسفة وآخر ينقل المخرب الى هدفه وواضع الشحنة نفسه ايضا. وهذه مع كل ذلك عملية أكثر تعقيدا من عملية طعن في باص.

 

إن هذه العملية تُذكر جدا في ظاهر الامر بتفجير الباص بالقرب من الكرياه في تل ابيب في تشرين الثاني 2012، في آخر ايام عملية "عمود السحاب" في قطاع غزة. في تلك الحادثة اعتقل "الشباك" واضع الشحنة في غضون ساعات معدودة وتبين أنه كان فلسطينيا نال بطاقة هوية اسرائيلية بسبب علاقات عائلية بعرب اسرائيليين واستعملته خلية محلية لحماس في الضفة.

 

هاتان هما الظاهرتان المركزيتان البارزتان الآن في الارهاب من الضفة وهما: عمليات تكون مبادرة انسان واحد، والى جانبها عمليات خلايا محلية ليست هي في هذه المرحلة مُحكمة بصورة مميزة، وهي تنتمي لحماس. لا تنجح أكثر الخلايا المنظمة في إتمام خططها. وكما ورد في يوم الجمعة في صحيفة "هآرتس"، أحبط "الشباك" في السنتين الاخيرتين نحوا من 80 محاولة عمليات في الضفة كان مصدرها قيادة حماس في غزة وبشبكات يُركزها من تم الافراج عنهم بصفقة شليط وطُردوا الى القطاع. إن الخطط التي يبتدعونها في غزة طموحة نسبيا لكن أذرع الامن الاسرائيلية قضت عليها على نحو عام حتى الآن، وهي التي تنجح في اعتراضها قبل أن يتم تنفيذها.

 

سُجلت زيادة عدد العمليات والحوادث في وقت يستحث فيه وزير الخارجية الامريكي جون كيري جهود وساطته بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. على حسب الأنباء المنشورة الاخيرة في وسائل الاعلام العربية قد تكون الولايات المتحدة تنوي أن تعرض على الطرفين اقتراح اتفاق اطار حتى قبل نهاية الشهر الحالي. ويمكن أن نُقدر في

 

يقين اعتمادا على تجربة الماضي أنه اذا لاحت علاقات تقدم كبير في المحادثات فستقوى محاولات احباطها بواسطة عمليات.