خبر رفـح: المـزارعون والـرعـاة وهـواة صـيـد الطيور أهداف دائمة لقناصة الاحتلال

الساعة 06:37 ص|23 ديسمبر 2013

رفح

شهدت المناطق المحاذية لخط التحديد شرق محافظتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا خطيرا، خلال اليومين الماضيين، بعد أن حوّل قناصة من جنود الاحتلال المزارعين ورعاة الأغنام وصيادي الطيور المهاجرة والمارة إلى أهداف لنيران أسلحتهم.

وبلغت ذروة التصعيد، ليلة أول من أمس، بعد أن أصيب طفل يبلغ من العمر 13 عاما بالرصاص، بينما كان متواجدا قرب منزله المحاذي لمعبر "صوفاه" شرق رفح.

وتكاد لا تمر ساعة دون سماع دويّ إطلاق النار إسرائيلي، الذي غالبا ما يستهدف أشخاصا يتواجدون في أراضيهم أو مزارعهم، أو يسيرون في شوارع محاذية لخط التحديد، وأسفرت عمليات إطلاق النار التي وصفت بأنها الأكثر عنفا وخطورة منذ أكثر من عام عن إصابة أربعة مواطنين، بينهم مزارع وطفل شرق المحافظتين في غضون أقل من 24 ساعة، بينما منع إطلاق النار عشرات من المزارعين ورعاة الأغنام وصيادي العصافير المهاجرة من الوصول إلى الأراضي والمزارع القريبة من خط التحديد تحت طائلة الموت أو الإصابة.

ويعتبر مواطنون ومزارعون من سكان قرى وبلدات شرق المحافظتين أن التصعيد الإسرائيلي الأخير مقصود، كونه بدأ بعد انتهاء المنخفض الجوي واستقرار الأجواء، وهي فترة عادة ما تشهد ذروة النشاط للمزارعين ورعاة الأغنام الذين يتوافدون على الأراضي الزراعية بكثافة لزراعة محاصيل شتوية جديدة، أو متابعة الحقول والأراضي بعد تشبع الأرض بمياه الأمطار.

ويقول المزارع أحمد عيد وتمتلك عائلته أرضا في بلدة الشوكة الحدودية شرق رفح: إن جنود الاحتلال يتعمدون إطلاق النار تجاه المزارعين، خاصة من عادوا إلى أراضيهم بعد المنخفض، وأوضح أن جرارات زراعية كانت تقوم بحرث الأرض في البلدة تعرضت لإطلاق النار أكثر من مرة، بينما استهدف قناصة إسرائيليون رعاة الأغنام والشبان الذين يهوون صيد الطيور المهاجرة.

وأكد عيد أن تلك الاعتداءات خنقت المزارعين وجعلت عددا كبيرا منهم يمتنعون عن التوجه إلى أراضيهم، بينما يجتهد آخرون ممن تبعد أراضيهم مئات الأمتار عن منطقة الحدود من أجل التخفي عن أنظار الجنود قدر الإمكان، كي لا يكونوا هدفا لنيرانهم التي لا تتوقف عن الانطلاق تجاه الغرب طوال الوقت.

أما راعي الأغنام محمد الكاشف، فاختار بلدة خربة العدس الواقعة شمال محافظة رفح وأراضيها الفسيحة بديلا عن القرى والبلدات الواقعة بمحاذاة خط التحديد، بعد تعرضه أكثر من مرة لإطلاق النار.

وأشار الكاشف إلى أن قوات الاحتلال أفسدت فرحته وباقي الرعاة بهطول الأمطار، بعد أن حظر عليهم الرعي في أفضل المناطق وأكثرها عشبا بتعمد إطلاق النار تجاههم، مبينا أن أحد الرعاة فقد إحدى نعاجه بعد أن أصيبت بالرصاص قبل عدة أيام، فيما نجا راع آخر من الموت بعد أن استهدفه رصاص إسرائيلي مفاجئ.

واضطر معظم هواة صيد الطيور المهاجرة إلى تجنب التوجه إلى المناطق المحاذية لخط التحديد، رغم أنها أكثر وفرة بالطيور كونها مناطق زراعية فسيحة ومراع خصبة للطيور.

ويقول طارق أبو سليمان وكان يستقل دراجة نارية عليها أقفاص ممتلئة بالعصافير وحقيبة تحتوي على شبكة أرضية: إنه لجأ منذ يومين إلى منطقة غير تلك التي اعتاد الصيد فيها، تبعد أكثر من كيلو مترين عن خط التحديد، بعد أن تعرض وصديقه إلى إطلاق النار الإسرائيلي خلال محاولتهما نصب شبكة أرضية عند الخامسة والنصف فجرا.

ولفت إلى أنهم باتوا يشعرون بالخوف الحقيقي خلال تواجدهم في مناطق مكشوفة لأبراج المراقبة الإسرائيلية، التي تحاول استهداف أي شخص يقع في مرمى أسلحتها.