العرب قادرون على رفع الحصار عن غزة ولكنهم غير جديون

تقرير فصائل: قرارات وزراء الخارجية العرب « شيك بدون رصيد »

الساعة 08:19 م|21 ديسمبر 2013

غزة - خاص

عبرت عدد من الفصائل الفلسطينية عن رفضها المطلق لما جاء من قرارات فيي مجلس وزراء الخارجية العرب، لتمسكها بالمبادرة العربية للسلام التي تقضي على حق العودة، والمفاوضات ، وعدم اتخاذها قرارات عملية لرفع الحصار عن قطاع غزة.

تكرار لقرارات سابقة

من جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، في تصريح لـ "فلسطين اليوم"، "نحن لا نتصور أن يكون هناك أي جدوى من الإصرار على التمسك بالمبادرة العربية واعتبارها مرجعية لعملية السلام، كما لا نظن بأن هناك أملاً في إحراز أي تقدم في المفاوضات الجارية حالية. واصفاً القرارات الصادرة بانها أشبه بالروتين الذي يصدر عن كل اجتماع.

وقال :" نخشى أن تكون هذه المقررات مثل سابقاتها التي صدرت عن الاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية العرب والقمم العربية. وأضاف قائلاً "للاسف الشديد في السنوات السابقة لم تكن هناك جدية من الدول العربية لتطبيق ما يصدر من قرارات عربية ولم تكن هناك جدية في التعامل مع القضية الفلسطينية لدعم صمود الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه.

شيك بلا رصيد وفارغة المضمون

فيما رأى مسؤول المكتب الاعلامي في حركة حماس د. صلاح البردويل، قرارت مجلس وزراء الخارجية العرب بانه شيك بلا رصيد، ولتعبئة اسطر بحبر مفرغة من المضمون، وتأت أيضاً لذر الرماد في العيون.

وقال البردويل في تصريح لـ "فلسطين اليوم"، أن قرار العرب بإعطاء فرصة خمسة أشهر للمفاوضات ما هو إلا قرار لتكريس وقائع خطيرة على الارض الفلسطينية من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" قد تؤدي إلى تصفية القضية. وأن استجابة الدول العربية أو إعطاء دول عربية الحرية الكاملة لرئيس السلطة محمود عباس في ان يستمر كما يشاء في المفاوضات ما هو إلا تهرب علني وصريح من قبل هذه الدول من القضية الفلسطينية وتركها لمجموعة لا تمثل الشعب الفلسطيني بالمحصلة. (منظمة التحرير الفلسطينية ).

واعتبر البردويل إصرار الدول العربية على التمسك بالمبادرة العربية للسلام الصادرة عن قمة بيروت عام 2002 والتي رفضتها "إسرائيل" وتجاوزتها مئات المرات وهم يعلمون أنها تؤدي إلى تصفية قضية اللاجئين لهو تأكيد على عدم المسؤولية العربية تجاه القضية الفلسطينية.

وأوضح بأن هناك مشكلة تنتاب الأمة العربية لأنه لم يعد لها رأس بعد أن كانت مصر قاعدة هذه الدول وانسحبت إلى مشاكلها الداخلية إلى جانب دول أخرى، وما الجامعة العربية الا شعار فقط، وقراراتها عبارة عن شيك بلا رصيد.

لا تحمل جديداً ولغتها لغة العاجز والمتواطئ

وفي نفس السياق، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر لـ "فلسطين اليوم" إن قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب لا جديد فيها وهي تكرار للقم العربية السابقة وتحمل ذات البيانات وذات الشعارات والمواقف.

وأضاف أن هذه القرارات هي قرارات متكررة منذ سنوات طويلة وكأن العرب ليسوا طرفاً في الصراع العربي "الإسرائيلي"، واصفاً دعوات وتمني الزعماء العرب بأنها لغة العاجز والمتواطئ أحياناً.

وقال بأن المبادرة العربية للسلام ماتت منذ زمن طويل، وهي أصلاً لا تلبي الحد الادني من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وتتجاهل حق العودة والعديد من الحقوق الأخرى. إضافة إلى أن دولة الاحتلال رفضتها منذ اليوم الأول ولم تقبل بها. وتساءل مزهر عن سر تمسك العرب بهذه المبادرة؟

وأكد مزهر أن المطلوب من العرب وقممهم ان تتخذ قرارات إجرائية وعملية ترتقي لمستوى المخاطر المحدقة بالقضة الفلسطينية وتطلعات الشعوب العربية التي ترى في "إسرائيل" عدو أساسي ورئيسي وتطلع للدولة الفلسطينية والحرية والاستقلال.

العرب قادرون على رفع الحصار عن غزة ولكنهم غير جديون

وبشأن دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب لرفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، أعرب الشيخ نافذ عزام عن أمله في أن يضغط العرب لرفع الحصار وأن لا يكتفوا بإصدار قرارات دون متابعة لتنفيذها.

وأكد عزام بأن العرب قادرون على كسر الحصار بالكامل عن قطاع غزة، وقادرون على أن يضغطوا في كل الاتجاهات لاجبار اسرائيل لرفع الحصار، ولكن عدم وجود جدية للعرب في ذلك.

بينما رأى د. صلاح البردويل مسؤول المكتب الاعلامي لحركة حماس، أن الدول العربية بلغت أدنى حد من المسؤولية عندما تطالب برفع الحصار عن غزة، وتساءل لماذا لم نجد قرارا من الدول العربية بتنفيذ قرار الوزراء الخارجية العرب السابق برفع الحصار عن غزة؟، ولماذا لم نر الدول العربية التي تحاصر غزة تقوم هي برفع الحصار عن غزة؟. ولماذا لم ترفع مصر الحصار عن غزة؟ ودول عربية أخرى تفرض حصاراً مالياً على غزة؟

هذا وأكد جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأن العرب قادرون على رفع الحصار عن قطاع غزة بعيداً عن الدعوات للاحتلال برفع الحصار. مضيفاً ان الاحتلال لم يواجه بمواقف جدية من قبل القمم العربية والزعماء العرب تجبره على فك الحصار.

وقال " ان العرب بمقدورهم أن يكون لديهم قررات أكثر جدية في رفع الحصار وإدخال كل احتياجات سكان غزة إن وجدت النوايا الجدية والمخلصة، ولكن من الواضح أن الأمور تسير على ما كان الوضع عليه في السابق".

فيما قالت لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين أن تحرير فلسطين واجب شرعي يقع على كاهل كل العرب والمسلمين، مؤكدة أن الحقوق لا تستجدى بل تنتزع بالقوة وفلسطين ستحرر بسواعد المجاهدين الأطهار.

واستنكرت لجان المقاومة في فلسطين التفويض العربي الداعم للمفاوضات مؤكدة أنه يزيد من حصار قطاع غزة ويعطى العدو الصهيوني شرعنة في فلسطين وغطاء لمواصلة بسط سيطرته على أرضنا ومقدساتنا .

وأوضحت اللجان أن طريق المفاوضات طريق عقيم لم يأتِ لشعبنا إلا مزيد من الويلات والتنازلات فهدا الطريق أثبت فشله بامتياز في عقدين من الزمن والتي لم تحرر شبرا واحدا،  وعلى المفاوض الفلسطيني أن يعتبر وأن يعيد حساباته من هذا الطريق المرفوض ، وإن أي اتفاق ينتج عن هذه المفاوضات لا يمثل أبناء شعبنا ولا قواه الحية.

وأضافت كنا نتوقع من جامعة الدول العربية أن تقف بجانب الشعب الفلسطيني المحاصر وقفة الرجال أن تدعم خيار الجهاد لتحرير فلسطين بدلا من دعم مفاوضات تتنازل عن أرضنا وقدستنا ومقدساتنا.

وأكدت لجان المقاومة أنها متمسكة بخيار الجهاد خيار أول وأخير لتحرير فلسطين من دنس الصهاينة المحتلين وستبقى في حالة اشتباك مستمر مع العدو الصهيوني حتى تحرير كامل أرضنا ومقدساتنا.

ووجهت لجان المقاومة رسالة للعدو الصهيوني قالت فيها " لن تنال الأمن والأمان طالما بقي شبرا واحدا محتلا وعليك الرحيل من أرضنا إذا كنت تعتقد أن الكبار يموتون والصغار ينسون فأنت مخطئ فالكبار ورثوا والصغار سيواصلون حتى تحرير كل فلسطين بإذن الله تعالى.

وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قد أقر مساء السبت في دورته الغير عادية، على التمسك بالمبادرة العربية للسلام واستمرار المفاوضات والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، دون أن تتخذ قرارات عملية لذلك، وعلى الرغم من أن قرار رفع الحصار عن غزة سبق وأن اتخذ منذ خمسة أعوام.