طالبوا الجهات المختصة بتعقيمها

تقرير المنازل التي غرقت بغزة ملوثة ..والمواطنون قلقون !!

الساعة 09:59 ص|21 ديسمبر 2013

غزة_تقرير

"لا تزال رائحة مياه الصرف الصحي " المجاري" منتشرة بكثافة ولا أستطيع تحمل تلك الرائحة لأني أعاني من مرض السكر والقلب وقد تؤدي الى الوفاة في أية لحظة ورغم ذلك فقد كنت مضطرة للعودة الى البيت بعد ترك مراكز الإيواء وعودة الطلبة الى المدارس" .

بهذه العبارة بدأت الحاجة فاطمة عطا الله حديثها لـ"فلسطين اليوم" التي تسكن بجوار بركة الشيخ رضوان والتي وجدت مغشية عليها داخل منزلها بجوار بركة الشيخ رضوان بعد ان غمرت مياه الأمطار تلك المنطقة ونقلت بعدها الى مركز الإيواء فتقول": رائحة المجاري لا تفارق المنزل الذي اسكن فيه بعد عودتنا من مراكز الإيواء فأنا مريضة بالسكري والقلب"

وتضيف نعيش أصعب أيام حياتنا ليس نتيجة سقوط الأمطار وغرق منزلنا ولكن لأن الرائحة الكريهة من مياه المجاري والتلوث البيئي داخل منزلنا نتيجة خلط مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي وخاصة انني مريضة، وأوضحت انه لا يوجد شيء في البيت الا وامتلئ بالمياه بالإضافة إلى رائحتها الكريهة، فهي موجودة بالبيت منذ خمسة ايام وكل ذلك يسبب أمراضا، وطالبت الجهات المسؤولة في الحكومة بسرعة التدخل قبل انتشار الأوبئة والأمراض بين الناس.

المياه ملوثة بالمجاري

خالد ابو سمرة (41 عاماً )من سكان منطقة النفق يقول:" رغم  المعاناة  التي استمررت لأكثر من اربعة أيام في مركز الإيواء وغرق كل شيء داخل المنزل ولم يتبق أي شيء على حاله"، ويتابع عدنا الى منزلنا رغم وجود المياه بداخلها؛ ولكن المصيبة هي رائحة المجاري القاتل بالإضافة الى تلوث الملابس ويضيف لــ" فلسطين اليوم " عندي ثلاثة من الأطفال ومن المعروف ان الأطفال مناعتهم قليلة جداً ورائحة المجاري قد لوثت كل شيء في المنزل وسوف يؤدي إلى إصابتهم بأمراض لا محالة.

ويضيف لــ" فلسطين اليوم " أصبحنا لا نعرف ماذا سوف نفعل، فالرائحة تقتلنا والمنطقة بالكامل ملوثة ولا نستطيع الخروج من المنزل بعد ان غادرنا مركز الإيواء بالمدرسة لأنه لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، وتابع: سوف نبقى داخل منزلنا رغم ان كل ما فيه ملوث بفعل المياه، ودعا الجهات المعنية بهذا الأمر بسرعة التدخل حتى يتم حل هذه المشكلة والسيطرة للحد من تلوث مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، وطالب المواطن ابو سمرة من وزارة الصحة رش المنطقة بالدواء وتعقيم الأطفال خوفاً من انتشار الأمراض بين الناس".

خطر على الإنسان والبيئة

في حين أكد مدير عام المياه والصرف الصحي في بالبلدية غزة المهندس سعد الدين الاطبش ان نسبة خلط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي لا تتجاوز 5% وان نسبة الأمطار التي سقطت خلال الأربعة ايام الماضية كانت بما يعادل عاماً كاملا موضحاً ان المواطنين من خلال قيامهم بإلقاء القمامة والأوساخ على الأرض أدى إلى وجود نوع من التلوث على حياة الإنسان وحتى البيئة، ووجود بعض القمامة أمام مصبات الصرف الصحي الموجودة في الشوارع أدى لارتفاع منسوب المياه ووجود تلوث.

ولافتا ان هناك العديد من المباني السكنية الموجودة بالقرب من محطة الصرف الصحي في منطقة النفق وبركة الشيخ رضوان مما ادى الى زيادة انتشار الرائحة الكريهة في المناطق وقد تؤدي الى الإصابة بالأمراض للمواطنين الموجودين في محيط المكان، وأوضح ان البلدية فوجئت بنسبة الامطار التي سقطت وان البلدية لم تستطع ان تستوعب هذا الكم الكبير من المياه مما ادى لزيادة التلوث خاصة ان الشوارع المحيطة بمنطقة النفق وبركة الشيخ رضوان يوجد فيه العديد من الأوساخ.

وأفاد مدير عام المياه والصرف الصحي ان المنخفض الجوي كان درسا قاسياً للحكومة والبلدية خاصة في بركة الشيخ رضوان والنفق حتى يدرك الجميع حجم الأضرار والتلوث البيئي التي تعرضت له تلك المنطقة.

 وأشار إلى أن البلدية تبذل كل جهودها من أجل إعادة الحياة كما كانت في المناطق التي تعرضت الى غرق بفعل المنخفض الجوي والعمل على تأهيل البنية التحتية في تلك المناطق من مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار من خلال المشاريع القادمة.

تسبب أمراض

وفي ذات السياق قال رئيس قسم الوبائيات بوزارة الصحة الدكتور نضال غنيم ان المناطق التي غرقت أثناء المنخفض وأدت مياه الأمطار الى الاختلاط بمياه الصرف الصحي ودخولها الى منزل المواطنين مما قد تسبب بأمراض عديدة لهم، وتابع ان اخطر الأمراض التي نخشى ان يتعرض لها المواطنون هي الاسهال بأنواعه والالتهاب وهي تؤثر على حياتهم وهناك تخوف من انتقال امراض

وأوضح لــ" فلسطين اليوم" انه حتى الان لم يتم تسجيل أي حالات تعرضت لأمراض، لافتا الى ان طواقم وزارة الصحة موجودة في المكان وتعمل جاهدة مع بقية الجهات المتخصصة الى عدم اصابة أي مواطن بتلك الامراض او حتى انتقالها الى احد.