خبر تسعة شهور ولادة.. هآرتس.. بقلم: يوئيل ماركوس

الساعة 04:35 م|20 ديسمبر 2013

          (المضمون: موعد "النبضة الثالثة" لتحرير السجناء يقترب. والحكومة ستخطىء خطأ جسيما اذا ما أخرت الخطوة التي التزمنا بها. مصلحتنا هي أن تتوج المفاوضات بنجاح. اشهر الولادة التسعة يجب أن تنتهي بوليد معافى، وليس بالاجهاض - المصدر).

          بعد الانتصار في حرب الأيام الستة، الذي أدار لنا الرأس، الشعب كله بات ينشد "قدس الذهب" و "العالم كله ضدنا". لقد كان هذا مثابة استفزاز للزعماء الإسرائيليين السلبيين في ذاك الزمن ممن اعتقدوا باننا نوجد امام إبادة، وها نحن في غضون ستة ايام ألغينا من مصر، الأردن وسوريا الشهية لتصفية إسرائيل. أجواء  العيد لم تطل لايام كثيرة. فمنذئذ علقت إسرائيل في المناطق واجتازت حربا إثر حرب، وكذا انتفاضة أولى وانتفاضة ثانية. وكل هذا في ظل التوقيع على اتفاقات سلام احتفالية بما في ذلك اتفاق مع عرفات، الذي صافح رابين وبيرس في البيت الأبيض. وكل الثلاثة صاروا حائزين على جائزة نوبل للسلام  رغم أن أيا  منهم لم يجلبه حقا. ومن وضع كان فيه الجميع يعجبون بالقوة العسكرية لإسرائيل يؤمنون بانها تتطلع الى السلام ويستقبلون سياحها بحميمية، تدهورنا الى وضع صرنا نعتبر فيه في نظر العالم قامعين للشعب الفلسطيني.

          ان رفض العرب قبول مجرد وجود دولة إسرائيل، هو الذي جعل المنطقة ميدان معركة مليء بالكراهية. ولم يكن أي طرف معفيا من الاخطاء. حكومة اشكول اقترحت في حينه على مصر انسحابا كاملا مقابل السلام. ولمن تستجب. ثمن الرفض المتبادل كان آلاف القتلى في حرب يوم الغفران. ولكن بعد الحرب جاء السلام مع مصر، وفي اعقابه ايضا السلام مع الاردن. وبقيت المشكلة الفلسطينية بؤرة نار مستقبلية من الواجب حلها قبل فوات الأوان. واريك شارون بالذات، عظيم المتطرفين ومستوطني المناطق، أخلى غزة بهدف "الإنهاء للمتطرفين حلم بلاد إسرائيل الكاملة". ولكنه هو نفسه غرق في سبات قبل الأوان بحيث أننا لا نعرف كيف كان سينظر الى سيطرة حماس في القطاع وكبديل ماذا كان سيحصل لو أن فلسطين نمت لتكون دولة تتطلع الى السلام. 

          من الصعب التصديق كيف ان إسرائيل، معجزة العالم، دولة متنورة ومتقدمة، وصلت الى وضع باتوا يشبهونها بجنوب إفريقيا اياها، الوحشية، التي تضطهد اصلييها وتمنع عنهم حريتهم واستقلالهم وتقاطع من العالم المتنور.

          براك اوباما، الذي يعد من المئة زعيم في العالم الذين شاركوا في جنازة مانديلا، يبدي بوادر يأس وانعدام صبر تجاه موقف إسرائيل. ولكن مصاعبه في حل المشاكل الداخلية الامريكية دفعته لان ينقل معالجة النزاع في منطقتنا الى وزير الخارجية جون كيري. والأخير، الذي حسب التقديرات يعتزم التنافس على الرئاسة ضد هيلاري كلينتون في 2016، يسير نحو المغامرة بكل الصندوق مع 11 زيارة الى هنا في غضون ستة أشهر وتجنيد 160 خبيرا ليعدو له حلولا سياسية وأمنية. لكيري مصلحة شخصية للنجاح في المفاوضات وهو لن يغفر لنا اذا ما فشلنا. ولكن نحن ايضا لن نغفر لأنفسنا اذا ما اكتشفنا بعد تسعة اشهر من مبادرة كيري بانها ضاعت عبثا. نحن نثير أعصاب العالم والاتحاد الأوروبي حذر إسرائيل من مغبة الإعلام المرة تلو الأخرى عن بناء جديد في المستوطنات، بعد كل "نبضة" تحرير لسجناء فلسطينيين حتى وان كان هذا لأغراض داخلية. واذا ما واصلتم عمل ذلك، فسنتهمكم بتفجير المفاوضات، يقولون.

          في كل حال، فان سحابة المقاطعة آخذة في التكثف. اتحادا محاضرين أمريكيين (نحو 10 الاف محاضر) فرضا مقاطعة أكاديمية على إسرائيل. وفي دول الاتحاد الأوروبي أخذت دائرة المقاطعة للمنتجات من المناطق تتسع. الشعار المتعب في أن الزمن يعمل في صالحنا، يظهر كشعار جنة عدن الأغبياء. فالزمن لا يعمل في صالحنا. نحن نتعلق به من ناحية سياسية، اقتصادية، وكذا أمنية. موعد "النبضة الثالثة" لتحرير السجناء يقترب. والحكومة ستخطىء خطأ جسيما اذا ما أخرت الخطوة التي التزمنا بها. مصلحتنا هي أن تتوج المفاوضات بنجاح. اشهر الولادة التسعة يجب أن تنتهي بوليد معافى، وليس بالاجهاض.