خبر شرق اوسط بلا مسيحيين -يديعوت

الساعة 11:27 ص|19 ديسمبر 2013

شرق اوسط بلا مسيحيين -يديعوت

بقلم: غي بخور

(المضمون: لا مكان يلوذ به المسيحيون في الشرق الاوسط كله الذي يضطهدهم ويُبعدهم، سوى اسرائيل - المصدر).

 

إن الاعداد تثير القشعريرة حقا: فقد كان في العراق في 2003 الى أن سقط صدام حسين 1.5 مليون مسيحي، لكن بقي منهم اليوم 250 ألفا فقط، أي هاجر 1.25 مليون أو قتلوا أو أُرغموا على الاسلام. وكان في سوريا قبل ثلاث سنوات فقط 1.75 مليون مسيحي، بقي منهم اليوم 450 ألفا فقط، ويزداد فقط معدل التطهير. ومعنى ذلك أنه لن يوجد في نهاية هذا العقد عرب مسيحيون في شمال الشرق الاوسط، في المنطقة التي أصبحت سلفية وعنيفة.

 

وتحدث هذه الظاهرة بكامل قوتها ايضا في السلطة الفلسطينية، فاذا كان 90 بالمئة من سكان بيت لحم ذات مسيحيين فقد أصبح 65 بالمئة منهم اليوم مسلمين. والتقليد هناك أن يكون رئيس البلدية مسيحيا برغم الأكثرية المسلمة، لكن رئيسة البلدية فيرا بابون تلقى مضايقات شديدة حتى من حركة فتح. وأخذ يقترب اليوم الذي لن يكون فيه مسيحيون في مناطق السلطة الفلسطينية التي بقي فيها بحسب التقديرات بضع عشرات الآلاف فقط. فمع وجود حماس والسلفيين والجهاد لم يعد لهم هنالك وجود وهم يهاجرون، يهاجر كثير منهم الى امريكا الجنوبية حيث توجد لهم هناك مجتمعات كبيرة.

 

في غزة الحماسية بقي من 2500 مسيحي بضع مئات فقط وهرب الباقون أو أُرغموا على الاسلام. فاذا وجدت في يوم ما ارض "فلسطينية" مستقلة، فسيكون المسيحيون أول من يدفع الثمن وبخاصة بعد أن يبدأ السلفيون السيطرة هناك. والمسألة مسألة وقت فقط كما هي الحال في الشرق الاوسط كله. قُدم النصارى عند الزعماء القوميين وكانوا من رواد القومية العربية؛ وتُسومح معهم عند حماس، لكن السلفيين يتخلصون منهم بقسوة فلا مكان لهم في دولة الشريعة التي يريدونها.

 

إن 9 ملايين في مصر هم مسيحيون أقباط (العُشر)، والتقدير أن 1.25 مليون منهم قد هاجروا منذ كان سقوط مبارك، ويعاني الباقون عنفا وقتلا ونهبا وسلبا. وحالهم سيئة جدا ودمهم هدر في واقع الامر. وما زال يوجد في لبنان مليون مسيحي (بحسب استطلاع نشر هذه السنة) لكنهم غارقون في يأس عميق، بل يلوذ عدد منهم بدولة حزب الله الشيعية التي

 

نشأت هناك. هل لهم بقاء أصلا؟ من العجيب أنه في السنة التي انتخب فيها البابا ليكون "شخصية السنة"، لم يُسمع منه أي صوت صراخ بسبب التطهير العرقي العجيب الذي يجري على رعاياه ومن الغرب كذلك ايضا. فقد تمتمت الولايات المتحدة بشيء ما وانتهى الامر بذلك.

 

إن لهذا الصمت بالنسبة إلينا عدة استنتاجات: ففي حين يشتغل معادو السامية الجدد بالتنديد باسرائيل وباقتراح القطيعات، فانهم لا يقولون كلمة واحدة عن الذبح والطرد الحقيقيين اللذين يجريان هنا، ولا حد للنفاق. أين مؤسسات حقوق الانسان بازاء انشاء شرق اوسط نظيف من المسيحيين؟ والدرس الثاني لنا هو أن هذا السكوت يشهد بأنه اذا ضعفت اسرائيل، لا سمح الله، في ذات يوم، فسيطمح المتطرفون بأن يفعلوا بنا اسوأ من ذلك ولن يساعدنا أحد في العالم حقا. فلا مكان للمسيحيين واليهود في شرق اوسط عنيف وسلفي، ومن حسن حظ هؤلاء الآخِرين (اليهود) أنهم أقوياء ورادعون في دولتهم التي هي المكان الوحيد الذي بقي غير مسلم في الشرق الاوسط.

 

ونقول كلمة للمجتمعات المسيحية في العالم: إنه اذا انتقلت السيادة ذات يوم على الاماكن المقدسة في القدس بصورة مستقلة الى السلطة الفلسطينية فستنشب هناك في خلال وقت قصير الحرب الدينية الدائرة رحاها في الدول العربية كلها ولن يستطيع لا اليهود ولا المسيحيون أن يزوروا ذلك المكان كما يحدث في سوريا في الاماكن المقدسة للمسيحيين. فتحت السيادة اليهودية فقط يمكن حرية العبادة للجميع، وتحت السيادة اليهودية تبقى حرية العبادة ايضا. والبرهان على ذلك أن المسيحيين العرب يحظون بالحرية الدينية وبالمساواة في مكان واحد فقط في الشرق الاوسط وهو اسرائيل، ولهذا نرى لأول مرة كثيرين من أبناء الجيل الشاب من المواطنين المسيحيين يريدون الانضمام الى حلف مع دولة اليهود، فهم يعلمون أن لا أحد آخر سينتظرهم هناك في الخارج، في الشتاء المسيحي البارد.