أهالي الموتى ذهبوا للاطمئنان على قبور ذويهم

بالصور « اليكسا » تنال من جثث ورفات موتى « غزة »..!

الساعة 12:54 م|18 ديسمبر 2013

غزة - خاص

  في يوم الأربعاء الماضي جاءت إحدى العائلات الغزية إلى مقبرة الشهداء لدفن رضيع لها لم يتجاوز عمره عدد أنامله الخمس، وفي ليلة الخميس جاءت "اليكسا" عبر أمطارها الكثيفة وسيولها المتوحشة لتخرج الرضيع وتسلمه إلى إحدى قطعان الكلاب الضالة التي قامت بدورها بنهشه ومن ثمَ سحبه صوب الحدود "الإسرائيلية"، تلك إحدى الروايات المفزعة التي رواها "أحد المقيمين بالمقبرة".

وتعرض قطاع غزة الأسبوع الماضي إلى منخفض جوي هو الأعنف من نوعه منذ عام 1970م وسمي بـ "اليكسا"، حيث تضرر عشرات آلاف  السكان جراء غمر المياه لبيوتهم، مكبداً إياهم خسائر مادية فادحة علاوة على إضراره بالاقتصاد في جميع مكوناته حيث لم يترك لا أرض ولا مزرعة ولا مسجد ولا مقبرة الا وترك فيها ويلات عظام.

وكان للمقابر نصيب كبير من الضرر، حيث أصابتها اليكسا بالصميم حيث جاءت السيول والأمطار لتغمر القبور، ونبش عن الجثث وتخرج أجزاء وأشلاء منها، علاوة على هدمها لعدد كبير شواهد القبور، وانزلاق جزء كبير من القبور من مكانه، علاوة  تدميرها  عشرات الأشجار التي كانت بالمقبرة.


مشاهد مقززة

وعلى الرغم من أن المقبرة تتمتع بالتربة الرملية والطينية القادرة على امتصاص ملايين الأمتار من المكعبات المائية إلا أن المياه كانت أكثر من الطاقة الاستيعابية لتلك المياه، لتحول مقبرة الشهداء الواقعة شرقي قطاع غزة إلى بركة من الماء.

ونتج في كثير من المناطق وجراء السيول القوية إلى انجراف التربة من مكانها، ما أدى إلى سقوط عشرات القبور من مكانها، ونتج عنه فتح عشرات القبور ما أدى إلى خروج العظام وبقايا الأموات لتلتقطها الكلاب معتبرة إياها "صيد ثمين".

عشرات العائلات الغزية بالكاد استطاعت ان تدخل أرص مقبرة الشهداء، وذلك نتيجة انغمارها بمياه الأمطار، وسقوط الطريق العام "المسفلت" الذي هدم نتيجة قوة الأمطار والسيول التي ضربته ضمن المنخفض اليكسا، جاءت تلك العائلات للاطمئنان على قبور ذويهم وما أصابها من الضرر، "فلسطين اليوم" تحدثت إلى عدد من تلك العائلات.


أعمال صيانة

المواطن فادي حجاج (50 عاماً) أصطحب أولاده على عربة "كارو" وذهب للاطمئنان على قبر قريب له دفن منذ عام 1996م، حيث وجد المياه غمرته بالكامل وأتت على شاهد القبر فما كان منه الا أن قام بأعمال صيانة بسيطة تحفظ للمتوفى كرامته.

يقول حجاج :"كنت متيقن أن نالت من القبر لقوتها، وهشاشة القبر حيث انه قديم للغاية، ولكن تفاجأنا من حجم المياه في المقبرة بالفعل شيء مقزز حيث أن عشرات القبور تعاني أوضاع صعبة".

ويضيف وهو يحاول ردم ما خربته "اليكسا":"إكرام الميت دفنه وستر ما تبقى منه، ولو تركنا قبور عوائلنا هكذا ستكون معرض للنهجش والتخريب من الكلاب الطالة التي تكثر بالمنطقة لذلك وجب علينا التكاتف جميعاً لحفظ جثث موتانا".

ولحسن خلق ذلك الراجل قام على الفور وهو وبعض المتواجدين بردم عشرات القبور بأدواته البسيطة راجياً من الله أن الأجر والثواب الجزيل على ذلك الفعل.

 

أنزلق قبر والده

أما الشاب عاهد أحمد (32 عاماً) فتفاجأ أن قبر والده أنزلق للأسفل نتيجة غمره بالمياه وانجراف التربة من تحته وبعد أن قرأ الفاتحة على روح المتوفى بدء بإصلاح القبر مما أصابه من ضرر حيث أستطاع أن يزيل عبر "جردل" مئات اللترات من المياه التي تجمعت حول القبر، لكنه فشل في إرجاع القبر إلى مكانه، حيث قرر أن يعود برفقة أخ له ومعه أدوات أكثر نفعاً لهذا الموقف.

الشاب أحمد يقول:"الحمد لله قبل كل شيء لكني تفأجأت بحج المياه التي تراكمت حول قبر والدي، والمشهد مؤثر للغاية عندما ترى عشرات القبور وقد انهارت، لكن نحاول نحن والعديد من الأهالي إصلاح ما دمرته السيول والأمطار".

ويضيف:"لقد رأينا بعض العظام قد جرفتها السيول من مكانها، وقد أعدنا دفنها"، حسب شهادته.

وطالب أحمد الجهات المسئولة التي وصفها بالمقصرة نتيجة تقاعسها عن شفط المياه عن القبور بضرورة عمل صيانة عاجلة للقبور التي أصابها الضرر خاصة القبور الواقعة في الناحية الشرقية للمقبرة.

  

الاهالي يقومون بشفط المياه

وفي خطوة مباركة قام الأهالي المجاورين للمقبرة بجلب "شفاط مياه" آلي  يعمل على البنزين لصالح شفط المياه التي تجمعت في المقبرة لإنقاذ القبور من الانجراف والانزلاق.

المواطن طه الحطاب يقول :"جلبت شفاط مياه خاص بي وبدأت بشفط المياه عن القبور ونقلها خارج المقبرة حتى لا تعرض الأضرحة والقبور للهدم والانجراف والإنزلاق".

"لم تأت أية جهة لعمل الصيانة اللازمة وشفط المياه المتراكمة بالمقبرة، فقمنا أنا وأهالي الحي على نفقتنا الشخصية بعمل شفط لبعض البرك ولكنا غير قادرين على عمل صيانة كاملة للقبور". قول الحطاب.

وطالب المواطنون الجهات المعنية بضرورة إجراء صيانة على وجه السرعة للقبور لحفظ كرامة من بداخلها.




-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-