خبر فشل سياسة القمع- هآرتس

الساعة 10:26 ص|18 ديسمبر 2013

فشل سياسة القمع- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

التحدي الاجتماعي الاهم لاسرائيل هو دمج طوائف الاقلية غير الصهيونية – العرب والاصوليين. والامر جدير لاسباب مبدئية تتعلق بالحق في المساواة بين مواطني الدولة دون صلة بأصلهم، بلغتهم، معتقدهم الديني وموقفهم السياسي، وهو حيوي لاعتبارات اقتصادية تتعلق بتشجيع النمو وتقليص الفوارق.

 

النمو الطبيعي لطوائف الاقلية الذين ابناؤهم هم نحو نصف تلاميذ الصف الاول، يستوجب من طائفة الاغلبية اعادة النظر في الموقف منهم. لقد أرادت الحكومة الحالية معالجتهم بالقمع والاكراه. وبدت الفرصة السياسية مريحة: فقد اقام بنيامين نتنياهو ائتلافا بدون الاصوليين. اما الاحزاب العربية فلم يسبق أن اشركت في حكومات اسرائيل ولكن المواطنين العرب اثروا في الماضي من خلال الانتخابات التمهيدية في الاحزاب – تأثير غير مباشر، غير موجود في الائتلاف الحالي، ذي الاحزاب اليمينية او ذات حكم الفرد.

 

نتنياهو وشريكاه، يئير لبيت ونفتالي بينيت، سارعوا الى الضرب على النقاط الاليمة لطائفتي الاقلية. فالاصوليون يسعون الى الحفاظ على نمط حياتهم المميز، والعرب حساسون بشكل خاص لمصادرة الاراضي. لبيد وبينيت اعلنا عن "مساواة في العبء" – تجنيد الشبيبة

 

الاصولية والعربية للجيش الاسرائيلي او للخدمة المدنية. ونتنياهو حث "قانون تسوية الاستيطان البدوي في النقب (قانون برافر)، تعبير مغسول للاخلاء بالقوة لعشرات الاف المواطنين من بلداتهم "غير المعترف بها". وصادقت الحكومة على اخلاء البلدة البدوية الحيران وتسليم اراضيها الى النواة الدينية – القومية حيرن. مع البدو فقط لم يتحدثوا، مثلما كشف النقاب الوزير السابق بيني بيغن.

 

ولكن طوائف الاقلية لم ترعوي، وكافحت ضد الاجراءات في مظاهرات احتجاج وفي خطوات برلمانية. ونجحت الكفاحات. الاصوليون لم يجندوا، و "قانون برافر" سحب. واستغل الاصوليون رغبة نتنياهو في الحفاظ عليهم كشركاء ائتلافيين بدائل، والنواب العرب اقاموا حلفا لحظيا مع خصومهم المريرين من اليمين المتطرف.

 

ان انجازات الاصوليين والعرب هي شهادة شرف للديمقراطية الاسرائيلية ودليل على أن سياسة القمع ليست ناجعة. والان هو الزمن لاستخلاص الدروس – بدلا من البحث عن اجراءات جديدة، على الحكومة أن تعمل على دمج طوائف الاقلية بطريقة تحترم احتياجاتها وتساهم في تقدم الاهداف الوطنية.

 

منذ عاد نتنياهو الى الحكم قبل نحو خمس سنوات لم يزر البلدات العربية الا نادرا، ولم يزر ابدا أي بلدة اصولية. على نتنياهو ان يغير نهجه، فيفتح بابه امام مندوبي طوائف الاقلية ويسعى معهم الى رؤيا وطنية مشتركة.