خبر « اسرائيل » 2013.. نصف أطفال الأسر الفقيرة « جوعى »

الساعة 01:51 م|17 ديسمبر 2013

وكالات

أظهر تقرير الفقر الصادر عن منظمة "العطاء" للعام 2013، والذي نشر أمس، أن ثلث الأطفال الإسرائيليين من بين آلاف العائلات الاسرائيلية الفقيرة تركوا مقاعد الدراسة، وان ربع أطفال هذه العائلات مضطرون للعمل من اجل إعالة عوائلهم.

وأضافت صحيفة "معاريف" التي أوردت الخبر أن أكثر العاملين يتلقون المساعدات الغذائية من الجمعيات الخيرية، وان نصف الآباء في هذه العوائل قالوا إن أبناءهم ناموا على الأقل وخلال السنة الأخيرة يومان كاملان بدون تناول أي وجبة طعام بسبب الضائقة المالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما ورد هو جزء من التقرير المذكور الذي أصدرته الجمعية التي تعمل مع 165 جمعية أخرى في "إسرائيل" وتقوم بتوزيع الطعام في 95 تجمعا سكانيا في "اسرائيل" لآلاف العائلات المحتاجة حيث يكشف هذا التقرير طبيعة هذه العائلات التي تعاني من العزلة، وان أبناءهم يعيشون في الفقر، كما يرصد الحقائق الصعبة التي تواجه حوالي 1.8 مليون "إسرائيلي".

وأشارت "معاريف" إلى أن هذه المعلومات تتناقض مع المعلومات التي أصدرتها ما تسمى مؤسسة التأمين الوطني في "إسرائيل" والتي تطرقت لبيانات الفقر في السنة الفائتة، وأنها لم تقم لغاية الآن بإصدار تقريرها لهذا العام.

ويظهر التقرير كذلك أن 29٪ من أبناء العائلات التي تتلقى المعونات قد تركوا تعليمهم، وان 78٪ من أبناء هذه العائلات شاركوا في الأعمال الاجتماعية في المدارس بسبب الضائقة الاقتصادية وان 75٪ من هذه العائلات لم تتمكن من شراء الكتب الدراسية لأبنائها.

كما اظهر التقرير أن العمل لا يُخرج هذه العائلات من الفقر، حيث سُجّل ارتفاع بنسبة 27٪ في عدد العاملين من بين أفراد العائلات التي تتلقى مساعدات من الجمعيات، وان 46٪ من المدعومين أفادوا أنهم يعملون وان 22٪ من معيلي هذه العائلات يعملون وان 25٪ من أولادهم اضطروا للعمل في السنة الأخيرة لإعالة عوائلهم، فيما قال 74٪ من المستطلعين أنهم لم يتلقوا تأهيلاً مهنياً يمكنهم من الخروج من هذه الضائقة الاقتصادية.

ومن أهم الشعارات التي ترفعها منظمة "العطاء" هو توفير الأمن الغذائي لهذه العائلات وأبنائها، حيث تحاول المنظمة التقدّم في هذا المجال منذ سنوات إلا أن الخلافات بين الوزارات الحكومية، واختلاف وجهات نظر وزراء الرفاه الاجتماعي الذين تعاقبوا على الوزارة في الحكومات المختلفة يحول دون معالجة الالتماس الذي تم التقدّم به ضد الحكومة بهذا الخصوص.

ويحاول وزير الرفاه الحالي مئير كوهين الانطلاق في مشروع الأمن الغذائي حيث تم تخصيص 200 مليون شيكل من ميزانية الحكومة لهذا الغرض. ورداً على السؤال بهذا الخصوص أجاب 46٪ من الأهل أن أبناءهم ظلوا خلال السنة الماضية بدون طعام ليومين كاملين، فيما قال 60٪ من الأهالي إنهم اضطروا لتقليص حجم وتشكيلة الوجبات لأبنائهم بسبب الضائقة المالية.

وقال 12٪ من الأولاد الذين تم سؤالهم أنهم وصلوا إلى وضع اضطروا فيه إلى جمع فتات الطعام من الطرقات ومن حاويات القمامة، مقابل 7٪ أعطوا هذه المعلومات في العام 2010.

فيما قال ثلث المستطلعين أن الجمعيات نفسها تجد صعوبة في عملية التوزيع بسبب ضخامة الإعداد والطلبات التي تتلقاها، حيث تتناسب هذه المعطيات حسب الصحيفة مع مدراء الجمعيات الذين أفاد 79٪ منهم أن متوسط المتقدمين للحصول على المساعدات الغذائية ازداد بنسبة 24٪.

وتطرق التقرير إلى المجال الصحي حيث أفاد 64 ٪ من الأهالي أنهم لا يتمكنون من تمويل علاج وأدوية أبناءهم أو مصاريف الأطباء، وان 67٪ من المستطلعين قالوا أنهم لا يتمكنون من توفير ذلك حتى لأنفسهم وهذا ما يعادل 17٪ من مجموع السكان في "اسرائيل".

كما اظهر التقرير أن 68٪ من المستطلعين يخشون إخلاءهم من بيوتهم بسبب عجزهم عن تسديد أجورها بسبب الضائقة، وان 62٪ أفادوا أنهم خلال العام 2013 وجدوا صعوبة في تسديد أقساط قروض الإسكان للبنوك ، وان 84٪ لم يقوموا بأعمال الصيانة لبيوتهم بسبب الضائقة.

فيما أفاد 88٪ من الذين يتلقون دعم الجمعيات أنهم تخلوا عن تدفئة أو تبريد بيوتهم وان 95٪ من كبار السن قالوا أن مخصصات الشيخوخة لا تمكنهم من العيش بكرامة.

وتعليقاً على المعطيات التي وردت في التقرير، قال رئيس الجمعية "جيل ديرمان" ومدير عام الجمعية "عيران فينتورب": نتأمل من وزير المالية ووزير الرفاه الاجتماعي تنفيذ صرف الـ200 مليون شيكل المخصصة للأمن الغذائي للعائلات المحتاجة، وانه في حال تحقق ذلك فإنه قد يكون تم وضع حجر الأساس التاريخي في تولي المسؤولية من قبل حكومة "اسرائيل" عن هذه العائلات على طريق بلورة خطة وطنية شاملة لتقليص حجم الفقر " مؤكدين التزامهم بالنضال الجماهيري لمعالجة مشكلة الفقر وتصحيح صورة المجتمع.