خبر من يحتاج سوبر تانكر عندما يوجد نتنياهو- معاريف

الساعة 11:33 ص|17 ديسمبر 2013

من يحتاج سوبر تانكر عندما يوجد نتنياهو- معاريف

بقلم: ياعيل باز ميلميد

(المضمون: نتنياهو في المؤتمر الصحفي الذي عقده اعطى الانطباع بانه هو الذي يدير الاوضاع في الازمة مما يضلل الجمهور وكان ينبغي لمحرري النشرات الاخبارية ان يوقفوا هذه المهزلة ولا يسمحون لها بالاستمرار - المصدر).

 

مسلحا بجارزة مخصصة لاحداث من هذا القبيل، يضرب بشدة بيديه على الطاولة، يجند الصوت ذا الصلاحيات الاشد لديه. هكذا وقف القائد الاستراتيجي الاعلى نتنياهو امام الجمهور واظهر لنا كيف يبدو زعيم يسيطر أيضا على شركة الكهرباء وعلى الشرطة في نفس الوقت ("يا يوحنان هل سافرت شخصيا على طريق رقم 1؟" "يا يفتح انتقل من بيت الى بيت"). من يحتاج الى سوبر تانكر عندما يكون لدينا بيبي، الذي هو وحده، بقوته الكبيرة، يدير أزمة العاصفة الكبرى.

 

نصف ساعة من الوقت الابرز للمشاهدة حصل عليه نتنياهو من القناتين 2 و 10. ووصفوا ذلك بـ "المؤتمر الصحفي" وعندها كل شيء سار. الاسئلة لم يسألها الصحفيون بل الزعيم نفسه. ولم ينهض أي محرر، في القناتين، اعتقد بان ينبغي لمسرحية الرعب هذه أن تتوقف، وعلى الفور. وان هناك حدودا ايضا للتزلف لرئيس الوزراء.

 

لقد اغلق فلاديمير بوتين شركتي اتصالات كبريين في بلاده، واقام بدلا منهما شركة اتصالات لمقربين، تعرض على الجمهور "الحقيقة"، كما هو معني بوتين بان تنعكس. نتنياهو لا يحتاج لان يفعل شيئا كي يحرك باتجاه هذا الوضع. فمستشاروه الاعلاميون لا يحتاجون الا الى تبليغ شركتي الاخبار في القناتين التجاريتين بان بيبي يقدم مؤتمرا صحفيا لتخلي الهواء لنصف ساعة وتعطي رجلها ادارة الامور.

 

ليس مؤكدا انه ينبغي تشكيل لجنة تحقيق في أداء يوحنان، يفتح ونير في كل ما يتعلق بالعاصفة الاشد التي وقعت هنا منذ قيام الدولة. صحيح أنه من الصعب بعض الشيء القبول بان يكون الطريق رقم 1 قد اغلق يوم الخميس مساء ويوم الاحد صباحا فتح امام المركبات العامة فقط، ولكن هذا يحصل ايضا في اكثر الدول سلامة حين يكون حدث حالة جو استثنائية. كما أن انقطاعات الكهرباء العامة صعبة على الهضم بعض الشيء. ولكن بالاجمال يمكن فقط التأثر بالتزام فنيي هذه الشركة التي تتعرض للتشهير ممن عملوا على مدار الساعة في العواصف الثلجية القاسية من اجل الاهتمام باحتياجات مستهلكيهم. نعم، مؤكد أن

 

شركتي الاخبار يجب أن تراجعا نفسيهما جيدا كي يحصل ان في المرة القادمة الذي يعلن فيها مكتب رئيس الوزراء عن مؤتمر صحفي ان تهتما الا يكون هذا مؤتمر انتصار ولغرض التغيير يكون هناك ايضا صحفيون بين "المحتفلين".

 

لم يحصل أي شيء في دولة اسرائيل منذ بداية العاصفة لا يرتبط برئيس الوزراء ولا يتعلق به. فشركة الكهرباء كانت ستفعل ما فعلته حتى دون أن يأمرها نتنياهو بما أمرهم به. وشرطة اسرائيل كانت ستواصل اداءها حتى دون ان يضرب نتنياهو على الطاولة، وبلدية القدس كانت ستؤدي مهامها على افضل شكل تستطيعه حتى دون ان تبلغ عن ذلك بالبث الحي القائد الاعلى. الوحيد الذي ما كان سيتدبر أمره دون المؤتمرات الصحفية الفضائحية هذه هو رئيس الوزراء الذي عادت الحُمرة دفعة واحدة الى خديه ويصدر له اللقب الافضل الذي يعرفه "بيبي".