خبر برافر للمستوطنين- يديعوت

الساعة 11:32 ص|17 ديسمبر 2013

برافر للمستوطنين- يديعوت

بقلم: جدعون عيشت

 (المضمون: مع ذات المقطورات، المدارس، الارض، الماء المتدفق والكهرباء. فان حكم أم الريحان يكون كحكم ميغرون. وعندما يخلون اريئيل، يخلون أم الريحان ايضا - المصدر).

 

قبل نحو عقد من الزمان، في محاولة لالغاء التمييز الظاهر الذي في امتحانات البسيخومتري ضد الشرقيين، ألغت وزيرة التعليم في حينه ليمور لفنات امتحان البسيخومتري. وكانت بطاقة الدخول الى الجامعة هي علامات البغروت. ومن استفاد من القرار السياسي كان بالأساس العرب الاسرائيليون، فسارعت لفنات الى اعادة المجد الى البسيخومتري.

 

ويبدو أن هذا دليل آخر على التمييز ضد العرب، وبالتأكيد على المستوى السياسي. غير أن الباحثين يطلبون أدلة ملموسة أكثر. فقد بحث د. آساف زوسمان فوجد مثالا بارزا.

 

أطلق زوسمان في موقع على الانترنت 400 اعلان لبيع سيارة مستعملة، نصفها كبائع يهودي ونصفها كبائع عربي. كمية المهتمين بالسيارة "اليهودية" كانت ضعف كمية المهتمين بالسيارة "العربية"، إذ أنه لا يمكن الثقة بالعرب، وبالتأكيد ليس في شراء سيارة مستعملة.

 

وقام زوسمان بخطوة اخرى. وجد 8000 اعلان لبيع سيارات مستعملة نشرها يهود في الموقع ورد على كل اعلان مرتين. مرة باسم يهودي والثانية باسم عربي. معدل المجيبين على عرض المشترين العرب كان أدنى بـ 22 بالمئة من المشترين اليهود.

 

التفسير الاقتصادي ظاهرا. اليهود أغنى، ولهذا فان احتمال الحصول على سعر جيد يرتفع مع "القومية" اليهودية. ولكن ها هو المكتشف المؤدي الى الادانة: معدل المجيبين للشاري العربي الذي عرض السعر الذي طلبه البائع كان مشابها لمعدل المجيبين للشاري اليهودي الذي طلب تخفيضا بـ 5 – 10 بالمئة. الشخص الذي طلب 30 ألف شيكل لقاء سيارة تنازل عن 3 آلاف شيكل على أن يكون الشاري يهوديا.

 

هاتف زوسمان البائعين وطلب منهم المشاركة في الاستطلاع. تبين أنه كلما كان البائع اليهودي أكثر يمينية ودينية فانه يميز أكثر ضد العربي الذي يطلب شراء سيارة منه. اليهود الذين أجابوا بأنهم يعارضون قانون منع الزواج بين اليهود والعرب لم يميزوا بين الشارين المحتملين. أما اليهود الذين أيدوا القانون وآمنوا بأنه لا يجب الثقة بالعرب، فقد تصرفوا بتمييز بمعدلات أكبر.

 

التمييز ليس موضوعا جديدة. فهو موجود تجاه السود في الولايات المتحدة وكذا تجاه اليهود الشرقيين هنا. وكالعادة، فان من يميز ضدهم يميلون الى الاعتقاد بأنه يوجد "حق" في الادعاءات ضد الشرقيين (اليهود والعرب على حد سواء). وفي البحث الاخير مال العرب ايضا، وإن كان بمعدل أقل من اليهود، لبيع سيارات مستعملة لليهود.

 

ماذا يفترض ببدوي أن يفكر عندما يتم التقدم بعرض حكومي لتحسين اوضاعه، واقامة بلدة "معترف بها" له فيها ماء، كهرباء ومدرسة وربما حتى صيدلية وحديقة عامة؟ حسب رد من خضعوا لبحث زوسمان، فان البدوي الذي يصدق حكومة اسرائيل اليهودية هو على ما يكفي من الغباء. فلماذا ستتعامل الحكومة معه بشكل مختلف عما يتعامل به معه من انتخبها؟ ناهيك عن أن ذات البدوي يعرف أنه يسكن في بلدة "غير معترف بها" داخل اسرائيل بينما صديق روحه، المستوطن في ميغرون، يسكن في بلدة ليس معترفا بها في فلسطين. ولكن العجب هو أن هناك لا يوجد برافر الذي يأخذ الارض من المستوطن. هناك

 

يوجد ماء، بل وحتى كهرباء، وكذا مدرسة. ونعم، صيدلية وعيادة ايضا. والحكومة، رغم أمر محكمة العدل العليا، تقوم بكل أنواع التشقلبات في الهواء وعلى الارض كي تضمن ألا يكون مصير المستوطن في فلسطين كمصير البدوي الذي يسكن في نطاق دولة اسرائيل. كيف يمكن المقارنة على الاطلاق؟ هنا البدوي يجلس على ارض الدولة وهناك المستوطن يجلس على ارض الـ ....؟ هاكم عرض لمخطط برافر بديل: أن تتعاطى الحكومة مع البدوي في أم الريحان بالضبط كمن يسكن في ميغرون. مع ذات المقطورات، المدارس، الارض، الماء المتدفق، الكهرباء. وحكم أم الريحان يكون كحكم ميغرون. وعندما يخلون اريئيل، يخلون أم الريحان ايضا.