خبر فدائيون في الميدان .. خالد صادق

الساعة 12:21 م|16 ديسمبر 2013

تظهر معادن الرجال في الأزمات, فهناك محطات يتميز بها الانسان ويظهر معدنه الأصيل, والمحنة التي مر بها قطاع غزة بدءا من الأربعاء الماضي حتى مساء السبت, أثبتت ان هذا الشعب الأصيل يتلاحم ويتماسك ويتعاضد في الشدائد, فرغم الحصار والتضييق والإغلاق الذي تعاني منه غزة, ورغم تخلي الصديق والشقيق عنها الا انها تبقى دائما برجالها ونساءها بشيوخها واطفالها عصية على الانكسار.

صحيح ان عاصفة الأمطار خلفت خسائر مادية كبيرة, الا أنها كشفت عن معادن الرجال, واظهر فدائيو الدفاع المدني والداخلية ورجال الاسعاف والطوارئ من الشجاعة الكثير وبذلوا جهود مضنية لا ينكرها الا جاحد, وقاموا بواجبهم نحو شعبهم فوصلوا الليل بالنهار, وكانوا حاضرين في كل حدث, رغم قلة الامكانات لكنهم غلبوا الواجب على الامكان وبانت شجاعتهم واقدامهم وانكارهم لانفسهم في سبيل نجدة الاخرين فأقل ما يمكن ان نقوله لهم.. شكرا لكم  .

وبشهامة الرجال ومروءتهم انبرى نفر من ابناء شعبنا الفلسطيني متطوعين في البرد القارص والمطر الشديد والثلوج التي تتساقط فوق الرؤوس لينقذوا الاطفال والنساء والشيوخ, ويقدموا كل المعونات الممكنة لتوفير الدفء والامان لهم, وهذا ليس بجديد ولا غريب على هذا الشعب المعطاء الذي يقدم كل غالي ونفيس خدمة لوطنه.

وفي الميدان دائما مجاهدون أوفياء خرجوا من ثغور ونقاط الرباط ليلتحموا مع شعبهم ويساهموا في عمليات الانقاذ والاغاثة, لم يبخلوا بجهدهم ومالهم وملابسهم وأغطيتهم على مواطني شعبهم, رابطوا في كل مكان في المخيم والمدينة في الازقة والشوارع ليقولوا للناس نحن معكم, لن نترككم ولن نخذلكم, خرج مجاهدو سرايا القدس بزيهم العسكري والمدني بالمئات إلى الشوارع يتفقدون أحوال الناس, ويتواصلون مع اسر الشهداء والجرحى والأسرى, الذين نكبت منازلهم ولم يجدوا مأوى لهم, وكان عطاؤهم كما عودونا دائما لا حدود له.

وكان لحركة الجهاد الإسلامي دور عظيم في المؤازرة والنصرة لأبناء شعبهم المنكوبين, فخرجوا لاماكن الإغاثة وقدموا للأسر المنكوبة كل ما يستطيعون وقدموا المساعدات العينية والمادية ووفروا المأوى لكثير من الاسر المشردة من بيوتها, وكانت الابتسامة ترتسم على الوجوه والشفاه رغم حجم الكارثة, وكأنها تبعث برسائل شكر وعرفان إلى هذه الحركة المعطاءة والتي لا تتواني لحظة عن نصرة وخدمة شعبها.

كما يجب ان لا نغفل هؤلاء الناس الذين منحوا من أموالهم وملابسهم وأغطيتهم ومأكلهم ومشربهم للجان الاغاثة لتقديمها للعوائل المنكوبة, لا يبتغون من وراء ذلك سوى مرضاة الله عز وجل, فهؤلاء لا يبحثون عن سيط ذائع, ولا كلمات الشكر والعرفان, انما يدخرون ذلك ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا العمل الصالح والخير الذي فعلوه فطوبى لكل هؤلاء.