تقرير كيف حال أولادنا في سجون الاحتلال..؟

الساعة 09:18 ص|16 ديسمبر 2013

غزة (خـاص)

على الرغم من قساوة المنخفض الجوي الذي ضرب الأراضي الفلسطينية خلال اليومين الماضيين، إلا أن المواطن أبو حسني الصرفيتي من سكان مدينة غزة، كان يشعر بما أشد من برودة الطقس والصقيع، وغزارة الأمطار التي انهمرت على منزله وغمرته وسببت أضراراً فيه.

فالصرفيتي، الذي تضرر بفعل المنخفض الجوي، كان منشغلاً بنجله علي (34 عاماً) الذي يقبع في سجن نفحة الصحراوي، والمحكوم لمدة 16 عاماً، والذي لم يتبق سواه بعد استشهاد نجليه (محمد وحسني).

الأسير علي الذي اعتقل بتاريخ 7-7-2002 ، تنقل خلالها بين عدة سجون أبرزها نفحة ، عسقلان ، الرملة ، والنقب الصحراوي، في ظروف إنسانية وصحية صعبة.

ويقول الصرفيتي في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": رغم تعرضنا لمنخفض شديد وقوي، إلا أن حياة أبنائنا في سجون الاحتلال كانت تسيطر على تفكيرنا، في ظل الظروف القاسية التي يعانون منها في سجون الاحتلال.

ويضيف: دوماً أفكر كيف لنا كمواطنين نسكن في بيوتنا ألا نحتمل برد الشتاء القارس رغم وجود أغطية وفراش وملابس شتوية ثقيلة، في حين يعيش أولادنا في السجون في أوضاع أصعب مما يتخيله الإنسان.

وأوضح والد الأسير علي، أن الأسرى في السجون يعانون أمراض عدة ويشتكون من نقص كبير في الملابس الشتوية والأغطية.

وبين، أن المؤسسات الدولية الحقوقية، رغم كثرة المطالبات الحثيثة لها بتحقيق مطالب أهالي الأسرى، لا تعط ردود ايجابية لهم.

(محمد وصالح وشيماء) لا تتجاوز أعمارهم الـ10 يشعرون بالبرد القارس، وبأقسى من ذلك، فهم يحتاجون في هذه الأيام لدفء والدهم الأسير رامي العيلة من سكان حي الدرج بمدينة غزة، الذي يقبع في سجن ريمون ومحكوم لمدة 17 عاماً.

محمد نجله الأكبر والبالغ من العمر 10 سنوات، يقول لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": شعرنا بالبرد خلال المنخفض، ولكني كنت أفكر في أبي الذي لم أتمكن من زيارته أو رؤيته، فكنت أقول في نفسي هل هو بردان والمطر بتنزل على غرفهم في السجن.

محمد حزين لأن شقيقته شيماء (8 سنوات) وأخيه الأصغر صالح (5 سنوات) تمكنا من زيارته، لكنه يستدرك الأمر ويضيف: "بطمن عليه من ماما وإخواتي، وان شاء الله بيطلع من السجن وبقدر أشوفه ".

يُشار، إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون أوضاع إنسانية صعبة، في ظل نقص الملابس الشتوية والأغطية، فضلاً عن معاناة المئات من الأسرى المرضى.

رئيس لجنة الأسرى والمدير العام للعلاقات العامة في جمعية الأسرى والمحررين " حسام" موفق حميد، أكد أن إدارة سجون الاحتلال ترفض إدخال 1500 غطاء شتوي لسجن عوفر، حيث أن وزارة الأسرى برام الله، جهزتها وقامت بالتنسيق مع الجهات المختصة لإدخالها إلى سجن عوفر، وبعد الحصول على الموافقة لذلك، رفض مدير سجن "عوفر" إدخالها.

ونوه إلى وجود 15 حالة مرضية بين الأسرى بسبب المنخفض الجوي والصقيع، كما أن الثلوج وصلت لمسافة متر فوق كرفانات الأسرى وغرفهم.

وشدد حميد، أن إدارة السجون تمنع إدخال الأغطية للأسرى، خاصة في ظل الأحوال الجوية السائدة، وهو أمر يزيد من وضع الأسرى سوءاً، خاصة المرضى".

من ناحيته، أوضح ناصر النجار الناطق باسم الصليب الأحمر في قطاع غزة في حديث لمراسلة  "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن لجنته تتواصل مع الجهات المسؤولة وذلك للتأكد من أن أوضاع الأسرى مناسبة وتسير طبقاً للقانون.

وفي سؤال حول ما إذا كانت تصلهم تقارير من داخل السجون بأن أوضاع المعتقلين جيدة، اكتفى بالقول أن لجنته تتواصل مع الجهات المسؤولة للتأكد من أوضاعهم.

وكان الأسرى في سجن النقب قد وجهوا نداءات استغاثة لإنقاذهم من الأوضاع السيئة التي تسود السجن مع استمرار المنخفض الجوي الذي جعل حياتهم جحيما داخل السجن، حيث البرد الشديد في أجواء الصحراء مع نقص شديد في الأغطية والملابس الشتوية، وانعدام وسائل التدفئة، وحرمان الأسرى من الماء الساخن، هذا عدا عن أوضاع الغرف والخيام والتي تتسرب منها مياه الأمطار إلى الأسرى وبللت ملابسهم وأغطيتهم وأتلفت أغراضهم ، في ظل تباطؤ شديد وتعمد الاستهتار من قبل الإدارة في التعامل مع تلك الأوضاع الطارئة في السجن.

وذكر الأسرى، أن أعراض الأمراض بدأت تظهر عليهم نتيجة هذه الأوضاع وخاصة أمراض العظام والتهابات المفاصل وآلام الظهر، و الأنفلونزا والرشح والتهاب الحلق ونزلة البرد وغيرها، وترافق ذلك مع انعدام الرعاية الطبية والأدوية اللازمة، واشتكى الأسرى من تراجع صحة الأسرى الذين يعانون من أمراض مسبقة داخل السجن، حيث ازدادت أوضاعهم سوءً.