خبر مسؤول اوروبي: « إسرائيل » تبدو هي الخاسرة في افق فشل المفاوضات

الساعة 04:18 م|15 ديسمبر 2013

القدس المحتلة

نقلت صحيفة "هارتس" في موقعها الالكتروني، اليوم الأحد، عن مسؤول اوروبي تحذيره من تزايد العزلة الدولية التي قد تواجهها "إسرائيل" في السنة القادمة، لافتا الى ان "تنقيط" المقاطعة القائم حاليا سيتحول الى طوفان في حال وصلت المفاوضات الى طريق مسدود.

المسؤول الاوروبي قال ردا على سؤال نظيره الإسرائيلي، بان "إسرائيل" تبدو هي الخاسرة في تبادل الاتهامات حول أفق فشل المفاوضات والتي سينتهي الموعد المحدد لها بعد بضعة اشهر، منوها الى ان قرار الاتحاد المتعلق بوضع علامات مميزة على منتجات المستوطنات مجمد حاليا.

من جهته حذر وزير الخارجية الامريكي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنبامين نتنياهو، مما وصفها بحملة نزع شرعية ومقاطعة ضد اسرائيل في حال فشل المفاوضات.

وتشير الصحيفة الى ان نبوءات كيري والمسؤول الاوروبي بدأت بالتحقق والتزايد هذه الايام، علما ان سيل المقاطعة لم يصل بعد، مشيرة الى ان الاهداف الرئيسية للمقاطعة هي المستوطنات في الضفة الغربية وجميع الكيانات المرتبطة بها.

وتشير "هارتس" الى المزيد من شبكات التسويق الاوروبية التي لم تنتظر التوجيهات، وبدأت فعلا في وضع علامات مميزة على منتجات المستوطنات، بالمقابل تتعاظم المقاطعة ضد المنتجات القادمة من المستوطنات مثل "تمور المجهول" من مستوطنات غور الاردن، او اجهزة وزجاجات الصودا التابعة لشركة "صودا ستريم" التي يقع احد مصانعها في مستوطنة معاليه ادوميم، وان حملات مقاطعة تنظم عشية عيد الميلاد ضد منتجات الشركة في بريطانيا، ايطاليا، الولايات المتحدة، كندا واستراليا.

وتضيف الصحيفة ان شركة "أهافا" لمواد التجميل، التي تنتج مستحضراتها من البحر الميت اوقفت كافة نشاطاتها في جنوب افريقيا، بسبب حملات مقاطعة المنتجات التي مصدرها المناطق الواقعة خارج الخط الاخضر.

الضرر طال ايضا شركات دولية تعمل خارج الخط الاخضر، حيث تواجه كبرى شركات النقل الفرنسية "فيوليه" ضغوطات كبيرة بسبب نشاطها في القدس الشرقية ومستوطنات اخرى، فيما اعلنت الشركة التابعة لها في "إسرائيل" قبل مدة قصيرة عن وقف عمل خط باصاتها في شارع 443.

مثال اخر هي شركة الحماية البريطانية G4S  التي فقدت عقودا في جنوب افريقيا وهي مهددة من قبل الكلية الملكية وبسحب جامعة شفيلد في لندن لاستثماراتها من الشركة.

الاسبوع الماضي شهد بضعة امثلة على هذا التوجه، حيث نشرت الحكومة البريطانية توصيات لرجال الاعمال شملت تحذيرا من الاستثمار او نقل اموال او شراء ممتلكات في المستوطنات وما قد يتسببه ذلك من اضرار بسمعتهم واضرار قانونية، بينما اعلنت شركة المياه الاكبر في هولندا عن قطع علاقاتها مع شركة "مكوروت" بسبب نشاط الاخيرة في الاراضي المحتلة. وحتى الحكومة الرومانية، التي تعتبر معتدلة من حيث موقفها من الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية، اشترطت لتوفيع اتفاق تشغيل عمال في اسرائيل عدم ارسالهم لاعمال بناء في المستوطنات.

موجة المقاطعة تنزلق من اوروبا الى شمال امريكا، حيث اتخذت ادارة جمعية المحاضرين للدراسات الامريكية في الولايات المتحدة، الاسبوع الفائت، قرارا بمقاطعة الجامعات الاسرائيلية، وقبل بضعة اسابيع تمكنت المنظمات اليهودية بشق الانفس من منع قرار يدين اسرائيل ويتهمها بالاضرار بصحة الفلسطينيين خلال مؤتمر صحة الجمهور في الولايات المتحدة الذي ضم 30 الف طبيب وممرض.

"هارتس" تشير الى ان المقاطعة تصل الى الكنائس ايضا، حيث باشرت الكنيسة البروتستانتية الاكبر في كندا بحملة لمقاطعة منتجات المستوطنات.

ويشير بحث جديد اجراه معهد "مولد" للتجدد والديمقراطية، الى حساسية اسرائيل للعزلة الدولية وخاصة المقاطعة من قبل شركات غربية، وذلك بسبب العداء الذي تحظى به من الدول المجاورة لها وحقيقة ان 40% من الناتج القومي الخام يصل اليها أساسا من اوروبا.

البحث أشار أيضا إلى ظاهرة "المقاطعة الخفية"، حيث يفيد رجال اعمال وفنانون ومحاضرون اسرائيليون، انهم يواجهون برفض دولي بسبب "الشحن السياسي" الذي يحمله النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

ويحذر البحث التدهور الذي تشهده علاقات التعاون التي نسجتها اسرائيل مع اوروبا والولايات المتحدة في السنوات الاخيرة، في مجالات البحث والثقافة والعلوم والاقتصاد والعلاقات السياسية مؤكدا ان هذا التوجه المرتبط اساسا باستمرار السيطرة على المناطق المحتلة، سيتعمق مع الوقت اذا لم يتحقق أي تقدم سياسي.

ويحمل معدو البحث استمرار الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية، واصرار حكومة اسرائيل على مواصلة مشروع الاستيطان المسؤولية المباشرة وغير المباشرة لتاكل مكانة اسرائيل الدولية، محذرين من تعاظم خطر هزلة اسرائيل طالما بقيت المستوطنات على حالها.

ويلفت البحث الى حقيقة ان "إسرائيل" محظوظة كونها ما زالت تحظى بدعم حلفائها التاريخيين، وان الدول المحيطة بها مشغولة بنزاعاتها الداخلية، ويخلص الى ان أي مشروع يشذ عن مسار اجراء مفاوضات عبثية ويعبر عن انهاء السيطرة الاسرائيلية على الاراضي المحتلة سيرسم خط فاصلا بين مناهضة الاحتلال ومناهضة وجود "إسرائيل" ذاتها.