بالصور « اليكسا » يجعل زراعة غزة في خبر كان !

غزة-خاص

بالكاد استطاع المزارع أبو سامر الزق أن يستدين ثمن مزرعته التي لطالما حَلُمَ بامتلاكها إلا أن "الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن"، حيث أغرق المنخفض الجوي "اليكسا" أحلامه قبل أن يُغرق مزرعته ويكبده عشرات آلاف الشواكل، فلم يترك له سوى الحسرة والندامة ودموع الرجى.

وتكبد المئات من مزارعي القطاع خسائر مادية فادحة، حيث أتت الأمطار والسيول على اغلب المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية والطيور ومزارع النحل وغيرها، وفي إحصائية أولية لوزارة الزراعة بغزة أشارت إلى أن الخسائر المباشرة للمزارعين جراء المنخفض تُقدر بـ 8 مليون دولار.

وتعتبر المناطق الشرقية والمناطق الوسطى من أكثر المناطق التي تعرضت لخسائر كبرى على صعيد الإنتاج الزراعي بجميع أشكاله، "فلسطين اليوم" زارت العديد من المزارع التي تعرضت لأضرار فادحة وتحدثت إلى أصحابها الذين اقل ما تُوصف حالتهم بعد تلك المخاسر بـ"الكارثية".

خسائر ودموع

المزارع أبو سامر الزق (55 عاماً) أحد الذين تعرضوا لخسائر مادية فادحة جراء تدمير المنخفض لمزرعة الدواجن الخاصة به يقول :"الحمدلله.. لقد تكبدت خسائر مادية فادحة جراء السيول والأمطار الشديدة التي صاحبت المنخفض، وبلغت نسبة الأمطار داخل مزرعتي ما يقارب متر ونصف".

وتقدر خسائر أبو سامر في إحصائية أولية عدَها ما يقرب على 30 ألف دولار، حيث بلغت نسبة الطيور النافقة في مزرعته حوالي 6400 صوص "بياض"، و3 آلاف طن من العلف، علاوة على خراب كبير وقع "البركس" الخاص بالمزرعة ومواتير كهرباء كانت فيها.

ويضيف أبو سامر:"بالكاد استطعت أن استدين ثمن المزرعة لصالح توسيعها، والآن أنا أعاني الكسر الاقتصادي، وما زاد الطين بلة أن قوات الإحتلال الإسرائيلي فتحت العديد من المضخات تجاه مزرعتي على الخط الشرقي بالقرب من معبر كارني".

وطالب الجهات المعنية في الحكومة الفلسطينية بغزة ورام الله والجمعيات الخيرية بضرورة زيارة مزرعته لتعويضه عن الخسائر المادية الفادحة التي أصابته لإنقاذه وعائلته من الكارثة الاقتصادية.

وأختتم أبو سامر حديثه بحرقة، قائلاً :"اللي من الله يا محلاه(..) وعلى المعنيين إنقاذ أوضاعنا المأسوية لصالح إحلال الواردات في قطاع غزة وحماية المنتج المحلي".

المزارع النباتية في خطر

أما المزارع أبو أدهم النسر (54 عاماً) صاحب مزارع كبيرة للخضار أوضح أنه تكبد عشرات آلاف الشواكل نتيجة تداعيات المنخفض الجوي، مشيراً أن الأمطار والسيول هاجمت مزارعه من كل حدب وصوب حيث دمرت 7000 متر مربع من خضار "الكوسا"، و6000 متر مربع من البقدونس، علاوة على تدمير العديد من المزارع الحيوانية.

يقول أبو أدهم وهو يتفقد آثار الدمار الذي حلَ بمزرعته :"للأسف الوضع مأسوي للغاية ونحن أصبحنا بفعل المنخفض منكوبين بما تحمل الكلمة من معنى؛ حيث غمرت المياه جميع المحاصيل بما فيها الأدوات الزراعية ولم يعد شيء في المزارع صالح للانتفاع".

ويضيف:"لقد دفعت مبالغ باهظة على زراعة الدونمات وتضررت في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة وها أنا أتضرر مجدداً بفعل المنخفض الجوي".

ودعا أبو أدهم الفصائل الفلسطينية والحكومات بضرورة توحيد الجهود لأجل تعويض المتضررين خاصة المزارعين منهم، مطالباً الجهات المعنية بضرورة تعويض المزارعين على وجه السرعة بهدف إحلال الواردات وإنقاذ المزارع الفلسطيني في قطاع غزة.

خسائر فادحة

بدوره، أكد الوكيل المساعد في وزارة الزراعة في حكومة غزة زياد حمادة أن الإنتاج الزراعي من أكثر القطاعات تضرراً جراء المنخفض الجوي العميق الذي ضرب قطاع غزة، موضحاً في إحصائية أولية أن إجمالي الأضرار تقدر بـ"7.8 مليون دولار" موزعة على جميع قطاعات الإنتاج الزراعي (حيواني، دواجن، مناحل، نباتات، الثروة السمكية).

وأوضح لـ"فلسطين اليوم" أن مئات الدفيئات الزراعية ومزارع الدواجن غمرتها مياه الأمطار والسيول بفعل المنخفض وبفعل فتح قوات الإحتلال للسدود تجاه المناطق الشرقية لمحافظات قطاع غزة.

وأشار الوكيل المساعد في إحصائياته الأولية أن ما يقرب على 1.5 مليون طير من الدواجن نفقت جراء الأمطار والسيول والصقيع في ظل ضعف إمكانيات التحصين والتدفئة اللازمة لنقص الغاز اللازم لتدفئتهم.

ولفت حمادة أن أضرراً واضحة أصابت مزارع النحل في قطاع غزة جراء الأمطار، موضحاً أنها إحدى عوامل الإنتاج الزراعي.

وأكد الوكيل المساعد في وزارة الزراعة أن وزارته عبر طواقم ميدانية ستقوم بإصدار إحصائية نهائية تجمل فيها الخسائر التي لحقت بالمزارع الفلسطيني في غزة، داعياً المزارع الفلسطيني بالتعامل مع الطواقم ورفدها بالمعلومات الدقيقة حتى يعود بالنفع عليهم ككل.

كما وأكد أن وزارته ستحاول -قدر المستطاع- تعويض المزارعين في قطاع غزة جراء الخسائر التي لحقت بهم بفعل المنخفض، لافتاً أن الوزارة قدمت العديد من الخدمات قبل وأثناء المنخفض.