خبر الداخلية: الدفاع المدني عمل بنقص يصل لـ80% خلال المنخفض

الساعة 10:21 ص|15 ديسمبر 2013

غزة

أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني أن طواقم الدفاع المدني وقوات الوزارة والأجهزة الأمنية تعاملت مع المنخفض الجوي الذي عصف بالأراضي الفلسطينية رغم نقص 80 % في المعدات اللازمة في عمليات الإنقاذ والإخلاء نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة والعدوان الصهيوني.

ودعا المتحدث الرسمي باسم الداخلية المقدم إسلام شهوان خلال مؤتمر صحفي عقدته الداخلية في المقر الرئيس للدفاع المدني جنوب غزة الأحد جمهورية مصر العربية بضرورة فتح معبر رفح البري بشكل كامل لإدخال كافة المساعدات وقوافل الاغاثة.

إنقاذ غزة

وقال شهوان: "بدأ يتكشف ما حل بشعبنا من كارثة في كل لحظة لذلك نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والانسانية بضرورة الوقوف أمام مسئوليتها الأخلاقية لإنقاذ سكان غزة المحاصرين في عقاب جماعي يفرضه القانون الدولي".

وأشاد بالجهود التي بذلها جميع منتسبي الداخلية ممن عملوا على اغاثة المواطنين جنباً إلى جنب مع كافة الوزارات واللجان الشعبية، كما ثمن الدور الكبير لكافة شعبنا في التكافل الاجتماعي، مؤكداً في ذات السياق أن كل ما نفذته الداخلية والدفاع المدني جاء على الرغم من النقص الكبير في الامكانيات.

واستعرض المقدم شهوان الإجراءات التي اتخذتها الداخلية قبل المنخفض الجوي، مشيراً إلى أن الوزارة استنفرت كافة عناصر الدفاع المدني والخدمات الطبية والشرطة والأمن والحماية ووضعت كافة عناصر بقية الأجهزة تحت تصرفهم نظراً لضعف امكانات الدفاع نتيجة للحصار الصهيوني.

ولفت إلى أن الداخلية أطلقت الرقم المجاني 109 كرقم اضافي الى جانب أرقام الطوارئ الأخرى  وخصصت فريقاً من الوزارة لمتابعة كافة الاتصالات ولبت كل نداءات الاستغاثة من المواطنين.

وأوضح شهوان أن المكتب الإعلامي للوزارة بالتواصل مع كافة وسائل الإعلام في قطاع غزة بذل جهوداً كبيرة في اعلام المواطنين بسلسلة من تدابير الأمن والسلامة عبر وسائل الاتصال المختلفة.

الدفاع المدني

بدوره، ناشد نائب مدير عام الدفاع المدني العميد د. سعيد السعودي العالم الحر والدول العربية والإسلامية والمؤسسات الإنسانية وكل أحرار العالم بدعم الدفاع المدني بالإمكانيات اللازمة لإنقاذ المواطنين المحاصرين في غزة.

كما دعا الأشقاء في مصر للبدء على الفور في فتح بوابة معبر رفح لإغاثة شعبنا ومساعدة كل من يستطيع إيصال أي دعم لغزة حالياً.

وشدد السعودي على أن إمكانيات الدفاع المدني ضعيفة جداً، مطالباً أحرار العالم بالبدء الكامل والفوري لدعم الداخلية والدفاع المدني في مجال الإنقاذ والإغاثة نتيجة عدم توفر أي سيارات إطفاء وإنقاذ وإسعاف بالشكل المناسب.

وتساءل قائلاً "هل يعقل وجود 4 سيارات إنقاذ في القطاع تعمل على مدار الساعة .. ماذا لو تعطلت سيارة واحدة لتوقفت المحافظة على الانقاذ للمواطنين هذا ما حصل في غزة خلال منخفض 4 أيام فقط فكيف إذا كانت منخفضات أخرى كيف سيكون وضع القطاع؟".

وقال إن طواقم الجهاز نفذت أكثر من 2211 مهمة صعبة طيلة أيام المنخفض الجوي، مبيناً أن الدفاع المدني تمكن رغم قلة الإمكانيات من تنفيذ أكثر من 1825 مهمة لإخلاء المواطنين المتضررين و 114 مهمة لسحب السيارات من داخل المياه والشوارع.

وأشار إلى أن طواقم الإنقاذ تمكنت من تنفيذ 99 مهمة لشفط المياه من المنازل وصفها بالأخطر لأنها غمرت البيوت لعدة أمتار وصلت في أحيان كثيرة لأكثر من أربع أمتار.

وأوضح أن الدفاع المدني قام بـ 78 مهمة لتأمين أسطح منازل من ألواح معدنية تطايرت بفعل الرياح و 17 مهمة لتأمين منازل بعد سقوط جدرانها كما نفذت طواقمها 78 مهمة لإزالة يافطات وأشجار خلال الزوابع والريح .

وأضاف "الجميع يعلم أن إمكانيات الدفاع المدني محدودة جدا ويوجد عندنا خسائر كانت في حربي الفرقان والسجيل لدينا خسائر في المعدات خلال هذا المنخفض".

خسائر وإعطاب

وذكر العميد السعودي أن من بين تلك الخسائر التي مني بها الدفاع المدني عطل 8 سيارات إطفاء من مجموع 18 سيارة موجودة لديهم بالإضافة إلى تعطل سيارتي إنقاذ من بين 4 سيارات إنقاذ فقط يملكها الجهاز في قطاع غزة.

وتابع "تعطلت لدينا 8 سيارات اسعاف من بين 8 سيارات تعمل في القطاع ونتيجة لقلة الإمكانيات الموجودة للإنقاذ في الدفاع المدني تم جلب قوارب بدائية تعمل على شاطئ البحر لتصل المناطق الغارقة لإنقاذ الناس عبرها ما أسفر عن تدمير قاربين بشكل جزئي نتيجة تكدس الحجارة في الطرقات".

ولفت العميد السعودي إلى أن المضخات الموجودة في الدفاع المدني "مضخات قديمة" لم تجدد بسبب الحصار الظالم والقاسي المضروب على غزة، مبيناً أن عدد كبير من تلك المضخات متوقف عن العمل.

واستطرد قائلاً "لا بد أن يكون هناك مضخات لسحب المياه من البيوت والشوارع التي غمرتها المياه بكثافة".

ونوه إلى أن الدفاع المدني عمل خلال المنخفض الجوي على ثلاث مراحل تمثلت في مرحلة ما قبل الكارثة ومرحلة أثناء الكارثة ومرحلة ما بعد الكارثة.

وتابع "المضخات في غزة لا تكفي ولا يوجد مضخات في السوق لشرائها فمن الممكن البدء بشرائها وإرسالها لغزة فوراً".

ونبه إلى أن رجال الدفاع المدني تعمل بالمعدات وإذا تعطلت تعمل بأيديهم الكثير منهم عملوا بأيديهم، مستدركاً "لكن سنبدأ من الآن في إصلاح ما يمكن إصلاحه ونستغيث العالم الحر لإمدادنا بمعدات جديدة".

وبيَّن أن مجموعات الدفاع المدني والإنقاذ والطوارئ تعمل في هذه الأوقات في بعض المناطق لإخلاء البيوت وتأمين بيوت أخرى غمرتها المياه.

الشرطة

من جانبه، أكد مدير عام الشرطة الفلسطينية العميد تيسير البطش أن كل إمكانيات الشرطة التي لزمت في هذه المهمة الوطنية اُعتمدت ووضعت تحت تصرف الدفاع المدني.

وقال العميد البطش "نتيجة هطول الأيام الغزيرة بفضل الله استطاعت الداخلية والوزارات والجهات الأخرى ذات العلاقة في تقديم واستنفاذ طاقاتها في خدمة شعبنا وإنقاذه".

ولفت إلى أن الشرطة ومنذ اللحظة الأولى وقبل بدء المنخفض سارعنا إلى وضع خطة تكفل جاهزية الشرطة للعمل بكل إمكانياته المادية والبشرية جنباً لجنب مع باقي مكونات الوزارة.

وأضاف "كان لدينا حالة استنفار لكل كوادر الشرطة والجاهزية في المعدات والإمكانيات وسارعنا إلى إعلان حالة الاستنفار ووضعنا كل أطقم الشرطة تحت تصرف الدفاع المدني".

ونوه إلى أن وحدات شرطية كالشرطة البحرية والمرور والتدخل وحفظ النظام قدمت المعونة والمساعدة المباشرة للمواطنين عبر الميدان وساهمت بشكل كبير بكل إمكانيتها في إنقاذ أعداد كبيرة في المناطق التي تعرضت لغرق وعملت للحفاظ على سلامة المواطنين في الطرقات.

وبين أن عمليات الشرطة بالتعاون مع العمليات المركزية نسقت لتسخير امكانياتهم في المناطق التي تعرضت للأمطار الغزيرة، معتبراً التنسيق كان على درجة عالية بين الشرطة وباقي مكونات الداخلية.

وتابع: "كان العمل بين الجهات المختلفة من أجل الغلب على الآثار السلبية للمنخفض وقدمنا خدمات كبيرة للمواطنين لتقليل الأزمات الإنسانية وحققنا نجاحاً كبيراً في هذا الأمر".

العمليات المركزية

من جهته، ذكر العقيد محمد خلف مدير عام العمليات المركزية بوزارة الداخلية أن غرفة العمليات التي شكلتها الوزارة مع بدء المنخفض استقبلت أكثر من 8800 اتصالاً من المواطنين المتضررين.

وأكد العقيد خلف أن الداخلية فعلت غرفة العمليات التي تضم جميع الأجهزة وأطلقت الرقم المجاني 109 لاستقبال استغاثات المواطنين وتوجيه الأجهزة العاملة في الميدان لإنقاذ المواطنين، مستطرداً "كانت هناك متابعة لكن المعوقات من إمكانيات وأدوات أقل بكثير من حجم المنخفض".

وعدَّ خلف المنخفض الجوي كان بمثابة اختبار لدور وزارة الداخلية بأجهزتها، مضيفاً "تم تسخير الخطة بمكونات الأجهزة الأمنية بجهودها والدفاع المدني لتقليل الخسائر ومحاصرةر المنخفض من سلبياته".

ونوه إلى أن العمليات المركزية لمست تكاتف راقي جدا من الأجهزة والوزارات والمؤسسات المدنية والمواطنين خلال المنخفض الجوي.

ومضى يقول "انعقدت الغرفة على مدار الساعة واستقبلت الاتصالات والاستغاثات وتحركنا في الميدان على مدار الساعة وما ميز الخطة أن قائدة الحكومة والداخلية والأجهزة الأمنية عملوا في الميدان وتواصلوا مع المواطنين".

الخدمات الطبية

من ناحيته، حذَّر مدير عام الخدمات الطبية العسكرية العقيد عاطف الكحلوت من أن غزة مقبلة على كارثة صحية إذا لم يتحرك العالم فوراً لإنقاذها من آثار المنخفض الجوي الحاد.

ونبه العقيد الكحلوت إلى أن التحضيرات ستجري الآن في المؤسسات الصحية والخدمات الطبية لتفادى آثار ما بعد الكارثة، محذراً من أن أمراض صدرية وجلدية ستظهر لدى الأطفال في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

ودعا الكحلوت العالم الحر والدول العربية والإسلامية إلى مد يد العون لشعبنا في غزة وتجهيز قوافل بالأدوية والمعدات، مضيفاً "نحن على شفا جرف وانهيار صحي كامل للصحة والخدمات والمؤسسات الأهلية".

واستعرض مدير الخدمات الطبية إنجازات الخدمات خلال المنخفض، مبيناً أن طواقم الإسعاف والطوارئ التابعة لها نقلت وأخلت 91 عائلة من منطقتي النفق والزيتون في غزة لمراكز الإيواء المخصصة لهم.

وأشار إلى أن الخدمات الطبية نقلت 81 حالة مرضية للمشافي في القطاع ونشرت نقاط طبية وإسعافية في أرض الميدان وقدمت الخدمة الطبية الكاملة لهم بالإضافة إلى إخلاء ونقل العائلات من الحي النمساوي في خانيونس لمراكز الإيواء.