خبر إسرائيل: إن لم نكن جاهزين لـ« الكسا » فكيف سنستعد لقصف صاروخي؟

الساعة 08:48 ص|15 ديسمبر 2013

الحياة اللندنية

في "اسرائيل"، وخلافاً لمختلف الدول والمناطق، أحدثت العاصفة الثلجية "ألكسا"، عاصفة جديدة لا تقل بخطورتها على الإسرائيليين، حيث النقاش الحاد والخلافات المتفاقمة بين قيادات المؤسستين السياسية والأمنية حول مدى حقيقة جهوزية "إسرائيل" لحال الطوارئ.

فقد كشفت "الكسا" أن "اسرائيل"، وخلافاً لما سبق وروجت له الجبهة الداخلية على مدار السنتين الأخيرتين، غير جاهزة، ليس فقط لمختلف السيناريوهات المتوقعة في حال الطوارئ، إنما لأبسط هذه السيناريوهات.

وطرح السؤال كيف يمكن لـ"إسرائيل" أن تواجه تعرضها لقصف صاروخي مكثف إذا لم تتمكن من توفير الحماية والأمن لسكانها لمجرد عاصفة ثلجية.

وأعادت إخفاقات الجبهة الداخلية الصهيونية خلال أيام العاصفة، إلى نقاش الإسرائيليين إخفاقاتها خلال السنوات السبع الأخيرة، بدءا من حرب لبنان 2006، ثم عملية "الرصاص المصبوب" 2009، ثم حريق الكرمل 2010، وعملية "عامود السحاب" 2012، وصولاً إلى الإخفاق الحالي في تجهيز البلاد لمواجهة العاصفة الثلجية.

وإزاء هذا الاحتدام العاصف في النقاش قرر مراقب الدولة الصهيونية فحص هذه الإخفاقات فيما دعت جهات مسئولة إلى تشكيل لجنة تحقيق.

أما الحكومة الصهيونية أعلنت حال طوارئ وعقدت جلسات متواصلة رفض خلالها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب موشيه يعلون والقائد العام للشرطة يوحنان دانينو الانتقادات وطالبوا بوقف ما أسموه "التذمر"، من الوضع، كما رفضوا الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق في الأوضاع، وادعى نتنياهو أن "إسرائيل" عالجت الأوضاع بشكل أفضل من دول أخرى، سقط فيها عدد كبير من الضحايا جراء العواصف.

وفيما أدت العاصفة الثلجية إلى وفاة أربعة إسرائيليين، ظهر في مدينة القدس المحتلة، على وجه الخصوص، الإخفاق الأكبر للجبهة الداخلية، وتبين أن المدينة غير جاهزة لأي حال طوارئ، حيث المؤسسات والمدارس ما زالت مغلقة ومعظم الطرق مغلقة.

وأدت العاصفة إلى انهيارات لم تتمكن طواقم الطوارئ من الوصول إلى السكان وإنقاذهم. وفي الشمال، أشعل فشل الجبهة الداخلية الضوء الأحمر، حيث وضع المنطقة لم يكن أفضل من القدس.

وبموجب المعطيات الاسرائيلية فقد أدت "الكسا" إلى انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي ستين ألف بيت، خاصة القدس المحتلة وشمال "إسرائيل"، وحتى كتابة هذه السطور لم تتمكن الجهات المسئولة عن إعادة الكهرباء لغالبية البيوت.

كما ألحقت العاصفة خسائر مادية بلغت قرابة 420 مليون شيكل. وشارك جيش الاحتلال في عمليات الإنقاذ حيث قام بنقل 35 مصفحة إلى مناطق مختلفة في البلاد لتقديم المساعدة للمواطنين، خاصة في مدينة صفد، في الشمال.

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ما حدث في القدس بـ"الحصار"، لافتة "بعد يوم من العاصفة "الكسا" بدأنا نتذكر الحصار الذي شهدته القدس أيام حرب 1948، فالوجوه الاسرائيلية التي استقبلت الثلوج صبيحة الجمعة بالابتسامات والفرح سرعان ما شعرت باليأس والوهن، وكلما ازداد سقوط الثلج وغطى شوارع المدينة، كلما أطلت المزيد من الإخفاقات الخطيرة التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف عن عشرات آلاف البيوت، إضافة إلى مشاكل تزويد المياه وشل حركة المواصلات، بل وشل الحياة"، وأضافت الصحيفة تقول:" هذه الأوضاع جعلت المسنين، يتذكرون أيام الحصار على القدس في حرب 48، يتذكرون تلك الأيام ويضطرون إلى الانغلاق في بيوتهم بدون كهرباء وماء وفي حالات كثيرة بدون غذاء أو اتصال مع محيطهم.

وفيما وصفت الصحيفة موقف نتنياهو والمسئولين بالاستهتار قالت:" أن المؤتمر الصحفي الذي عقدوه كان عرضا متعجرفاً وفكاهياً غريباً، وصل قمة الاستهتار فيه عندما دعا القائد العام للشرطة الصهيونية إلى التوقف عن التذمر والأنين".

وفي جانب آخر وصف البعض القدس المحتلة خلال العاصفة بالعودة إلى العصور الوسطى وكتب الصحفي جاد ليئور يقول:"  أحداث العاصفة الثلجية الكبيرة التي ضربت القدس كانت واضحة تماماً، وأظهرت فشل كافة الأنظمة.

فالكهرباء انقطعت، ومسارات الطرق التي وعدنا بفتحها أغلقت من قبل الشرطة، والآلاف امضوا ليلة كاملة على الطرق الموصلة إلى العاصمة في حالة تجمد، بلا طعام ولا ماء ولا غطاء. ويرفض الكاتب حديث نتنياهو والمسئولين بان العاصفة كانت شاذة وقال: "يذكرني هذا الإخفاق بإخفاقات سابقة أثبتت في كل مرة انه توجد لدى السلطات وأجهزة الطوارئ عملية منظمة وصحيحة لاتخاذ القرارات.

فهكذا حدث في قضية أسطول مرمرة، الجميع كانوا يتوقعون المواجهة الشاذة، وطريقة اتخاذ القرارات كانت شائبة تماماً، وهكذا لم يتم انتخاب عميد لبنك "إسرائيل" طوال خمسة أشهر، رغم أن العميد السابق أعلن نيته الاستقالة، وهكذا حدث الأسبوع الماضي في قضية إرسال مندوب "إسرائيل" إلى مراسم تشييع نلسون مانديلا".