تحليل غزة بين « ساندي » و« اليكسا ».. والعجب العُجاب ؟!

الساعة 06:05 م|14 ديسمبر 2013

غزة

 ما أن أعلنت غزة عن دخولها غرفة "الإنعاش" جراء المنخفض القطبي العميق الذي يضرب المنطقة، حتى أجابت الحكومات العربية نداء استغاثة سكانها بـ"لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم"، لكن على الوجه الآخر عندما تعاني منطقة من كارثة تحكمها لغة المصالح كإعصار ساندي "مثالاً" الذي ضرب إحدى الولايات الأمريكية حيث وقفت حكوماتنا العربية بـ"الباع والذراع".

ويمر قطاع غزة بظروف إنسانية صعبة نتيجة المنخفض القطبي العميق، وهو الأول بهذا العمق منذ العام 1970، حيث شردت مئات العائلات لمراكز الإيواء، وتعرض القطاع لخسائر مادية فادحة، دون أن تقدم الحكومات العربية أية وسائل اغاثية أو مادية على الرغم من قلة الإمكانات اللوجيتسية والمادية التي تملكها الحكومة بغزة لمواجهة المنخفض.

وفي مقارنة بسيطة لما تقدمت به الحكومات والأنظمة العربية لقطاع غزة وهو (الصفر الكبير) نورد ما تقدمت به تلك الأنظمة للولايات الأمريكية خلال إعصار ساندي الذي ضرب إحدى الولايات حيث قدمت دولة البحرين  5 مليون دولار والمملكة السعودية  255 مليون دولار والكويت 500 مليون دولار على شكل هبات من النفط وقطر 100 مليون دولار والإمارات 100 مليون دولار، وهنا يتضح الخذلان فتسقط الأقنعة وتنكشف الحقيقة.

محللون سياسيون رأو أن الحكومات العربية لن تحرك ساكناً أمام ما يحدث في قطاع غزة من كارثة إنسانية، معتبرين مواقفهم التي تفتقد للإنسانية استمراراً لدور الخذلان الرسمي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدين أن علاقاتهم الإغاثية بالدول والشعوب تحكمها لغة المصالح.

 

قرار بالحصار

المحلل والكاتب السياسي حسن عبدو أكد أن ما يتعرض له قطاع غزة من كارثة إنسانية يتوجب على جميع الحكومات والأنظمة العربية إغاثة قطاع غزة على وجه السرعة، وأن يُفعل قرار كسر الحصار عن القطاع الذي اتخذته الجامعة العربية مؤخراً.

وأوضح عبدو لـ"فلسطين اليوم" أنه لا يوجد قرار عربي رسمي واضح تجاه إنهاء الأزمات في قطاع غزة وإغاثته، مؤكداً أن الموقف العربي الصامت استمرارا لسياسة الخنق التي تمارس ضده في إطار سياسية إسقاط الحكم الإسلامي في المنقطة.

وقال:"العرب يملكون أكبر مخزون وقود في هذا الكوكب والمفارقة أن القطاع البقعة العربية تفتقد إليه، العرب يملكون المليارات وقطاع غزة يفتقد لرواتب الموظفين، العرب يملكون القرار وقطاع غزة بحاجة إلى قرار وهذا انعكاس طبيعي لما يحاك ضد القطاع من مؤامرات".

وأضاف عبدو:"لو أن منطقة غير قطاع غزة استنجدت العرب لأُنجدت (..) كما حصل في إعصار ساندي".

وأكد عبدو أن حصار قطاع غزة يأتي بقرار إقليمي تتزعمه الإمارات العربية والمملكة السعودية في إطار السعي لإسقاط الإسلام السياسي.

 

تسييس الحالة الإنسانية

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أتفق مع سابقه أن ما يحول دون كسر الحصار وإغاثة قطاع غزة على شاكلة الدول التي حلت بها الكوارث هو القرار العربي الرسمي في فرض واستمرار حصار القطاع ويأتي في ظل تسييس الحالة الإنسانية التي يمر بها القطاع.

وأوضح حبيب لـ"فلسطين اليوم" أن الأنظمة العربية تفتقد للنظرة الإنسانية لقطاع غزة ومعاناتها، مؤكداً أن ما يحكم الحملات الإغاثية العربية الرسمية هي لغة المصالح وهو ما تجلى واضحاً في الإعصار الذي ضرب الولايات المتحدة وسرعة استجابة الحكومات العربية.

ولا يتوقع الكاتب حبيب أن تبادر الحكومات العربية بإغاثة أهالي قطاع غزة البتة.

 

وصمة عار

بدوره قال الكاتب السياسي مصطفى الصواف :"ما يحصل لقطاع غزة من كارثة إنسانية بفعل المنخفض الجوي سيظل وصمة عار تلاحق الأنظمة العربية القادرة على نجدة المنطقة بقرار واحد، أتساءل لمصلحة من في ظل تلك الظروف المأسوية يُغلق معبر رفح، وتصمت الحكومات العربية".

 وأضاف الصواف لـ"فلسطين اليوم":"حكوماتنا العربية نجحت في أن تنافق أمريكا عندما ذهبت بكل قوتها المادية واللوجيتسية تنقذ إحدى الولايات على الرغم أنهم غير محتاجين لمن ينقذهم، لكنه النفاق والمصلحة العربية الغريبة، بينما يتركوا قطاع غزة يواجه مصيره في ظل النقص الحاد بالموارد بجميع أشكالها".

وأوضح أن الشعوب العربية أصبحت "مغلوب على أمرها" في تحركاتها إلى جانب نجدة أهالي قطاع غزة وأنها ستواجه القمع أو الحصار في أي تحرك تُقدم عليه من قبل الأنظمة القمعية.