تقرير « البرَد » يحرم الطفلة ندى من كُتبها الدراسية بعد غرق عائلتها

الساعة 01:18 م|14 ديسمبر 2013

(غزة - خاص)

"لم تكتمل الابتسامة على شفاه الطفلة ندى العراقي ("8" سنوات)، برؤية "البرد" منذ أن هطلت كميات كبيرة منه على سطح منزلها المكون من صفائح الحديد –الزينكو- والذي تضرر نتيجة سوء الأحوال الجوية حتى أُجبرت عائلتها للجواء لإحدى مدارس قطاع غزة للاحتماء بها من البرد القارص.

الطفلة ندى ترتدي ملابسها الشتوية وتضع يديها المحمرتان في جيبها من شدة البرد، عيناها تبرقان وتتلألأن حينما تنظر إلى "كانون النار" الذي يلتفه أكثر من 20 فرداً من المشردين في مدرسة القسطل بحي الشجاعية، قالت: "كنت ألعب "بالبرد" وأرمي والدي بها وأشعر بفرحة وابتسامة عارمة ومع استمرار هطول الامطار تعرضت وأهلي للغرق".

وتضيف الطفلة التي ترجف بين الحين والأخر لعدم ارتدائها ملابس كافية لتحميها من البرد،: "كتبي الدراسية امتلأت بمياه الأمطار ملابسي غرقت بالماء، لا أعرف ماذا سأفعل؟، وضعنا اليوم صعب ومأساوي".

وفجأة احتضنت الطفلة والدها "فتحى العراقي" أبو محمد الذي روى لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، عن مأساته الخاصة بعد أن اقتحمت الامطار الغزيرة منزله، قائلاً: "الأمطار تساقطت علينا من كل مكان في ألواح -الزينكو- وكأنها "حجارة" أحدثت ثغرات ودخلت المياه كافة أرجاء الغرفة ما أدى لغرق كافة الملابس".

ويمضي أبو محمد البالغ من العمر 51 عاماً ولديه 11 طفلاً يقول: "أكثر ما أرعبني ليلة أمس عندما جاءت الكهرباء أحدثت ماساً كهربائياً أدى إلى اتلاف كافة الأجهزة الكهربائية وبحمد الله فصلت الكهرباء وتمكنت أنا وأطفالي من الهرب من المنزل وتوجهت إلى مدرسة القسطل بحي الشجاعية وتفاجأت بالعديد من العائلات التي لجأت إلى المدرس، ولم أجلب معي سوى أطفالي".

ويضيف أبو محمد، أسكن في حي الزيتون ولكن حينما تواصلت مع رجال الأمن الوطني رفضوا أن يجلسوني في مدرسة صفد ولكن الأجواء ومياه الأمطار تسببت أيضاً بغرق المدرسة ثم أوصلوني إلى مدرسة القسطل.

عائلة أبو محمد ليست بأفضل حال من أسرة المواطن وائل عودة الذي يسكن خلف مدرسة القسطل مباشرة الذي لجأ لبيت جيرانه بعد أن غمرت المياه منزله.

المواطن عودة دفع أطفاله العشرة إلى منزل جيرانه حيث هب الجيران لمساعدته وشراء "النايلون" لتغطية ألواح الزينكو ولكن هطول الأمطار بغزارة دفعه للهروب من منزله.

ويذكر أن مدرسة القسطل تحتوي الآن على خمس عائلات مكونة من أكثر من 50 فرداً بحاجة إلى ملابس وأغطية وطعام".

ومن الجدير ذكره أن المنخفض الجوي "أليكسا" تسبب بأضرار جسيمة في منازل الغزين ما دفع المئات من المواطنين للجواء إلى المدارس لحمايتهم من البرودة والامطار، كما أكد الراصد الجوى أعلن اليوم السبت عن انحسار المنخفض الجوي إليكسا مساء اليوم".