خبر الفلسطينيون يخشون من سعي واشنطن لابرام اتفاق انتقالي

الساعة 07:24 ص|12 ديسمبر 2013

القدس العربي

تخشى السلطة الفلسطينية بأن تسعى ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لإبرام اتفاق انتقالي ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين كثمرة لاستئناف المفاوضات التي جرى استئنافها في نهاية تموز الماضي برعاية وزير الخارجية الامريكي جون كيري.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي امس الأربعاء إن واشنطن ‘تريد تمديد المفاوضات من خلال اتفاق انتقالي، لا تتوفر فيه أدنى متطلبات السيادة والاستقلالية والحرية للفلسطينيين’، مشددة على ان الإدارة الأمريكية ‘تبحث عن قصة نجاح في المفاوضات ولا تريد القول إنها لم تستطع التوصل إلى اتفاق وتطلب من الجانب الفلسطيني القبول بمقترحات لا تصل إلى الحد الأدنى من متطلبات السيادة والاستقلالية والحرية’.

ويسود اعتقاد في صفوف اعضاء القيادة الفلسطينية بما فيهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن اسرائيل نجحت في فرض رؤيتها على واشنطن وذلك من خلال اقدام كيري على حمل خطة امنية لتوفير الامن لاسرائيل في اية تسوية قادمة مع الفلسطينيين قبل ان يتم الوصول لاتفاق بشأن حدود الدولة المنتظرة.

وفي ذلك الاتجاه قالت عشراوي في تصريحات اذاعية امس الاربعاء ان اسرائيل ‘تعمل المستحيل لكي تستبق الأمور من خلال فرض أمر واقع على الأرض يمنع الوصول إلى أي اتفاق حقيقي للسلام ‘، على اساس حدود عام 1967، منوهة الى ان اسرائيل تسعى من خلال ذلك الى ‘إجبار الجانب الفلسطيني على الخروج من المفاوضات وتحميله مسؤولية انهيارها مستغلة ما تحظى به من دعم أمريكي’. ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكية جون كيري اليوم الخميس إلى إسرائيل والضفة الغربية للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع.

وكان مسؤول فلسطيني وصف الاجتماع الاخير ما بين عباس وكيري بانه كان ‘أسوأ من سيئ’ جراء حمل الوزير الأمريكي أفكارا أمريكية تمثل تراجعا كاملا عن الأفكار التي قدمها المبعوث الأمني الأمريكي السابق جيم جونز وخاصة فيما يتعلق بمنطقة الأغوار.

وحسب المسؤول فإن الأفكار الأمريكية تقضي بـ’تواجد إسرائيلي في غور الأردن لمدة 10 سنوات يتم خلالها تأهيل قوات أمنية فلسطينية لتولي المسؤولية في المنطقة’، مضيفا ‘تتحدث الأفكار عن تواجد إسرائيلي غير مرئي ولكنه مقرر على المعابر الحدودية بين الضفة الغربية والأردن فضلاً عن نشر محطات إنذار مبكر على تلال في الضفة الغربية’، مشيرا الى أن ‘الأمريكيين تخلوا تماماً عن الأفكار التي وضعها الجنرال جونز التي تحدثت عن تواجد دولي في الأغوار لقوات من حلف الناتو بقيادة أمريكية وأنه لا يكون هناك أي تواجد إسرائيلي’، وقال ‘الأمريكيون أصبحوا يتحدثون عن ترتيبات أمنية تتبنى بالكامل وجهة النظر الإسرائيلية سواء ما يتعلق بالأغوار أو المعابر أو الأجواء’.

وعلى ضوء تبني واشنطن وجهة النظر الاسرائيلية دعا تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني الاربعاء إلى الحديث مع كيري في زيارته الجديدة للمنطقة بلغة واضحة ولا تقبل التأويل بأن الرأي العام الفلسطيني وقواه السياسية والاجتماعية دون استثناء يرى أن الرعاية الامريكية الحصرية للتسوية السياسية قد دمرت عملية السلام وأدخلتها في نفق مظلم، وأن الوقت قد حان لنقل ملف التسوية السياسية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى الرعاية الدولية، تماما مثلما هو الحال في معالجة الخلاف حول الملف النووي الايراني وملف الأزمة في سورية.

وأضاف خالد أن خطة كيري بمساراتها السياسية والاقتصادية والامنية كانت من أساسها خطة غامضة وملتوية وغير بناءة، جرى اعدادها والاتفاق على وجهتها العامة بين الجانبين الاسرائيلي والامريكي لتتحول في مسارها السياسي إلى ‘عصفور على الشجرة’ وفي جانبها الاقتصادي إلى ‘سمك في البحر’ وفي مسارها الامني الى ترتيبات عملية تعيد تنظيم الاحتلال في الضفة الغربية وتطلق العنان لمشاريع الاستيطان والتهويد والتطهير العرقي وغلق الطريق تماما على فرص التوصل الى حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهو ما أكدته بشكل لا يقبل التأويل الاقتراحات ، التي عرضها وزير الخارجية الامريكي جون كيري على القيادة الفلسطينية في جولته الثامنة الاخيرة، والتي شكلت صدمة للرأي العام الفلسطيني وكانت محل إدانة من جميع القوى السياسية والاجتماعية الفلسطينية دون استثناء.

ومن جهته قال رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية الدكتور حسين الأعرج امس الاربعاء ‘إنه لا يوجد شريك إسرائيلي ناضج لتحقيق السلام لان العقلية الموجودة لدى الحكومة الإسرائيلية تقوم على عدم الجدية ونكران الحقوق الفلسطينية والمراوغة، بالرغم من القرار الاستراتيجي الذي اتخذته منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة في السلطة الوطنية بالسير بالمفاوضات لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود العام 1967 وبتأكيد من المبادرة العربية الموقعة من قبل 18 دولة عربية اضافة الى قرارات الشرعية الدولية، مضيفا الى ان إسرائيل تتصرف وكأنها دولة فوق القانون الدولي وتمعن بممارستها العنصرية بحق الأرض والإنسان الفلسطيني’.