خبر مظلة وقاية نووية- يديعوت

الساعة 09:17 ص|11 ديسمبر 2013

مظلة وقاية نووية- يديعوت

بقلم: إيلي مروم

   (المضمون: يجب على اسرائيل أن تحل المشكلة الفلسطينية لتكون لها شرعية دولية وأن تطلب حلفا دفاعيا مع الولايات المتحدة يُعرف الهجوم عليها فيه بأنه هجوم على الولايات المتحدة نفسها - المصدر).

 

          إن الاتفاق المرحلي بين ايران والقوى العظمى هو انجاز ايراني مهم أُحرز بمسار دبلوماسي لامع. وإن تأثير الاتفاق في تقدم المشروع النووي الايراني جزئي، فلو شاءت ايران لبلغت آخر الامر الى مسافة صغيرة جدا عن امتلاك سلاح نووي ولأصبحت دولة على حافة القدرة النووية. لكن الانجاز الايراني المهم من الاتفاق المرحلي ليس في مجال السلاح النووي، وإن كان لا ينبغي الاستخفاف بهذا الانجاز ألبتة، بل في خرق العزلة وعودة ايران الى الساحة الدولية لاعبة اقتصادية وسياسية مهمة وذات شرعية، في حين تفقد اسرائيل الشرعية وتُحشر في الزاوية.

 

          أخذ ينقشع الضباب عن اتفاق تجريد سوريا من السلاح الكيميائي. يبدو أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات بايران سرا، وكان النظام الايراني مشاركا في اقناع الاسد بالتخلي عن السلاح الكيميائي. وبذلك نجحت ايران في الحفاظ على محور الشر، ايران – سوريا – حزب الله، وستستمر في النبش فيما يجري في منطقتنا وعلى اقامتها بازاء اسرائيل منظومة ارهابية صاروخية بكمية كبيرة تُدعم حينما يحين الوقت بمظلة سلاح نووي. وهنا ايضا يبرز الانجاز الدبلوماسي في الطريق الى تحول ايران الى دولة ذات شرعية والى لاعبة مهمة في الساحة الدولية.

 

 

          إن ضعف الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي واستقرار رأيهما على تفضيل مصالح داخلية واقتصادية والراحة السياسية على المصالح الامنية والدولية، ينشئان في منطقتنا ملعبا جديدا مع قواعد لعب جديدة. ونشأت الى جانب الأخطار على دولة اسرائيل فرص جديدة ايضا يجب على اسرائيل أن تزنها لمصلحة أمنها القومي.

 

          نشأت صورة اقليمية تثير الاهتمام. فتركيا تستغل الوضع وتقوي الصلة بايران؛ والسعودية ومصر تدركان الخطر الكامن في ازدياد ايران قوة وامكانية أن تصبح دولة على حافة القدرة النووية، وقد تحاولان ايضا امتلاك سلاح نووي؛ ودول الخليج مبلبلة وتحاول البحث عن سند. وبقيت اسرائيل مع المشكلة الفلسطينية التي تؤثر في مكانتها في العالم وتحاول بكل وسيلة أن تُجند دعم القوى العظمى لاحباط الاتفاق النهائي مع ايران بعد الاتفاق المرحلي بنصف سنة وهو اجراء احتمالاته منخفضة. وفي الوضع الذي نشأ قد تعيش اسرائيل في شرق اوسط فيه عدد من الدول تملك سلاحا نوويا وهو واقع سيصعب عليها البقاء فيه. فاذا كان الامر كذلك فماذا يجب على اسرائيل أن تفعله.

 

          إن اسرائيل في المستوى الاستراتيجي موجودة في مفترق "تي". فالاتجاه يمينا يفضي الى هجوم على ايران يحرز تأخيرا ما للبرنامج النووي الايراني، لكنها لن تستطيع القضاء عليه بصورة مطلقة. وسيرد الايرانيون على هجوم كهذا برشقات صواريخ تستطيع اسرائيل مواجهتها لكنها ستصبح دولة معزولة وتُدفع الى واقع دولي غير محتمل. ولهذا يبدو هذا الامكان الآن غير واقعي.

 

          وفي الاتجاه الى اليسار ينتظر اسرائيل مسار دبلوماسي. يجب على اسرائيل أن تُزيل العائق الذي يسبب عزلتها في العالم وهو المشكلة الفلسطينية. فحل المشكلة الفلسطينية – و95 بالمئة منه واضح معلوم للجميع ويشمل التنازلات المؤلمة المطلوبة من اسرائيل – سيجعل اسرائيل دولة ذات شرعية ويتيح لها امكانات سياسية في العالم العربي ويُزيل عنها العزلة ويمنح اوباما انجازا آخر هو محتاج جدا إليه. وفي مقابل ذلك يجب أن تطلب اسرائيل اتفاقا دفاعيا استراتيجيا مع الولايات المتحدة يُعرف الهجوم على اسرائيل بسلاح نووي بأنه هجوم على الولايات المتحدة نفسها. وسيُحسن اتفاق من هذا النوع قدرة اسرائيل على البقاء بل قد يُمكن من انضمام اسرائيل الى حلف شمال الاطلسي.

 

          من الواضح أن هذا الاتفاق لا يعفي اسرائيل من الحاجة الى الاستمرار في كونها قوية من جهة عسكرية ومستعدة لردع كل عدو والدفاع عن نفسها في كل وقت. لكنه سيقوي اسرائيل ويزيد في قدرتها على البقاء في الواقع الذي نشأ.