خبر رمز العزلة الدبلوماسية -هآرتس

الساعة 09:16 ص|11 ديسمبر 2013

رمز العزلة الدبلوماسية -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

 

          قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقليص نفقاته المبالغ فيها، والتي تشعل بين الحين والاخر فضائح عامة. خسارة أن خطوات التقليص الاولى التي اختارها، أدت في نهاية الامر الى أنه في جنازة نلسون مانديلا – الحدث الدولي الذي جمع قيادة الاسرة الدبلوماسية في العالم، من رؤساء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وحتى زعماء دول موضع خلاف كايران – لم تشارك ممثلية اسرائيلية رفيعة المستوى.

 

          في ضوء حساب النفقات والسفريات السخي الذي يميز نتنياهو في كل ولاياته (في نيسان من هذا العام فقط أصر على تركيب حجرة راحة في الرحلة للمشاركة في جنازة رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مارغريت تاتشر)، وفي ضوء حقيقة أن فكر وارث مانديلا ليسا، اغلب الظن، عامود النار الذي يقود رئيس الوزراء (خلافا لفكر وارث تاتشر)، ليس مدحوضا الاشتباه بان بند النفقات استخدمه نتنياهو فتحة هروب من المكانة المحرجة التي لم يرغب في المشاركة فيها.

 

          لقد كان مانديلا في حياته وفي موته رمزا لفكرة المساواة بين الإنسان والإنسان، مقاومة نظام الابرتهايد، الذي يفرض قانونا مختلفا على الناس على اساس عرقي أو إثني. اسرائيل بقيادة نتنياهو، التي فيها التفرقة، التشريع العنصري والتمييز على أساس القومية يزدهر بلا عراقيل تقريبا – لا يمكنها أن تتباهى باحترام إرث مانديلا، والاصطفاف في عائلة الشعوب التي تخط على علمها السعي نحو المساواة ومكافحة العنصرية.

 

          لقد تحدث مانديلا في الماضي في صالح الكفاح الفلسطيني – الأمر الذي لم يكسبه نقاط لدى نتنياهو، الذي يرى بالفلسطينيين أعداء شريرين لا أمل في الحوار معهم. يمكن التخمين أيضا بان لب كفاح مانديلا – مكافحة العنصرية ضد السود – لا يشتعل كالنار في عظام رئيس وزراء إسرائيل، وذلك لانه في هذه الايام بالذات ينشغل نتنياهو واعضاء ائتلافه بتشريع قانون التسلل، الذي يسمح بحبس الإنسان لفترة حتى سنة دون محاكمة، وموجه أساسا ضد المهاجرين الأفارقة.

 

          ان غياب القيادة الإسرائيلية العليا عن جنازة مانديلا ليس صدفة، ويمكن أن نرى فيه رمزا لعزلة دبلوماسية متعاظمة. ان إسرائيل آخذة في الانفصال عن الأسرة الدولية بسبب عنادها على استمرار الاحتلال وترسيخه بواسطة مزيد فمزيد من المستوطنات، وإدارة ظهر المجن للمبادرات السياسية. هذا الوضع الذي يمكن لنا ان نتبين آثاره الأولية في قضية الاتفاق للتعاون العلمي "هورايزن 2020"، يعرض إسرائيل للخطر بقدر لا يقل بل وربما اكثر من جملة التهديدات الاقليمية التي تقلق نتنياهو، والتي يحذر منها.