خبر التواجد ليس أمنا -هآرتس

الساعة 09:14 ص|10 ديسمبر 2013

بقلم: أسرة التحرير

الخطوط الهيكلية الاولى لخطة السلام المستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين بدأت تتضح. فالاقتراح البديل وضعته الولايات المتحدة امام الطرفين وان كان لا يتناول كل المواضيع الجوهرية، الا انه يوضح النوايا الجدية للولايات المتحدة بالنسبة لدفع المسيرة السياسية الى الامام، حتى لو لم تنجح في احداث معجزة وانهاء النزاع. الاقتراح الذي يقضي بان يواصل الجيش الاسرائيلي السيطرة في غور الاردن، ويشغل معابر الحدود

مندوبون اسرائيليون وفلسطينيون ولكن اسرائيل تكون مطالبة بسحب قواتها من معظم اراضي الضفة – يثير بطبيعة الحال خلافا سواء في الجانب الاسرائيلي أم في الجانب الفلسطيني. ولكن بينما يرى الفلسطينيون في الاقتراح شهادة تسويغ لمواصلة الاحتلال الاسرائيلي لاجزاء من الضفة على الاقل، ففي اسرائيل تستند المعارضة الى الايديولوجيا.

وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون يرى في الاقتراح مسا خطيرا بامن اسرائيل. وهو يعارض تحديد جدول زمني لانسحاب الجيش الاسرائيلي من غور الاردن ويرفض فكرة الا يتمكن الجيش الاسرائيلي من العمل في اراضي الضفة بحرية. والتواجد العسكري على الارض هو من ناحيته الضمانة المطلقة لمنع الارهاب. ويتجاهل يعلون بذلك السبب الاساس للارهاب الفلسطيني، الكامن في استمرار الاحتلال، في السيطرة المباشرة على المواطنين وفي سياسة الاستيطان التي لا تعرف شبعا.

ولكن معارضة يعلون للاقتراح الامريكي لا تعتمد فقط على اعتبارات عسكرية أو استراتيجية. فهي تستمد مصادرها من فكره المعروف، وبموجبه لا شريكا فلسطينيا يمكن معه التوقيع على اتفاق. هذا الفكر يشكل منذ سنين غطاء لسياسة الرفض لدى حكومات اسرائيل. وهو يقدم عرضا عابثا وبموجبه لو كان هناك شريك فلسطيني لسارعت اسرائيل الى الانسحاب من المناطق ولوضعت في يديه كامل صلاحيات الحكم في الضفة.

ان اسرائيل هي حبيسة ايديولوجيا ترفض الحل السلمي وترى في كل مناطق الضفة وشرقي القدس جزءا لا يتجزأ من بلاد اسرائيل. وحسب هذا الفكر لا يهم من هو الشريك وماذا ستكون عليه المنفعة الامنية والاقتصادية التي ستأتي من اتفاق السلام.

يمثل يعلون هذه الايديولوجية بقدر لا يقل عن نتنياهو وعن اليمين المتطرف. وهو يجتهد لتغطية فكره باعتبارات امنية يمكن لمعظمها ايجاد حلول عملية، موجودة في الاقتراح الامريكي. اسرائيل لا يمكنها ولا يحق لها ان ترد باستخفاف الجهد الامريكي الهائل دون اجراء نقاش معمق وموضوعي للاقتراح في ظل تناوله واعتباره كفرصة مناسبة وليس مجرد مصدر ازعاج.