خبر فوتوا فرصة للاصلاح- معاريف

الساعة 09:11 ص|10 ديسمبر 2013

بقلم: شالوم يروشالمي

(المضمون: أينما ينبغي التبذير - يوفرون، وأينما ينبغي التوفير – يبذرون. فبدلا من اصلاح العلاقة مع جنوب افريقيا يزيدون الضرر بتخفيض مستوى الوفد للمشاركة في تشييع عظيم القرن العشرين - المصدر).

 

في جنوب افريقيا، علام النفي، لا يحبوننا ولن يحبوننا. فاسرائيل توجد في وعي الشعب الاسود كمن تعاونت مع حكم الابرتهايد – التفرقة العنصرية الفظيع الذي قمع وصفى قرى بكاملها وألقى بنلسون مانديلا الى السجن على مدى 27 سنة. اتفاقات اوسلو فقط في 1993 حسنت قليلا وضعنا في نظر مانديلا، الذي كان قد تحرر في حينه، ونظر أبناء شعبه. في 1996، بعد أن صعد بنيامين نتنياهو الى الحكم وتحطم السلام المنشود مع الفلسطينيين، ولا يهم من المذنب، عدنا لسنوات طويلة الى الوراء: دولة ليست مرغوبة كثيرا.

 

اليوم يمكننا اصلاح الوضع. كان ينبغي لرئيس الوزراء نتنياهو أن يشارك في احتفال التشييع، الى جانب كل زعماء العالم الحر. هكذا ينبغي للدولة أن تتصرف، اذا كانت تريد أن تقدم الاحترام لأحد أعظم الزعماء في القرن العشرين، رمز الحرية ومكافحة العنصرية. وإلا ماذا. ليس لدينا سياسة خارجية، بل سياسة داخلية فقط. نتنياهو، الذي يعتبر مبذرا وطنيا لم يرغب في أن يتعرض مرة اخرى الى الانتقاد بعد المكتشفات الاخيرة لحسابات المياه، الشموع العطرة والبوظة من شارع متوديلا. وقد قرر البقاء في الوطن وتوفير 7 ملايين شيكل لصندوق الدولة.

 

وهكذا، أينما ينبغي التبذير - يوفرون، وأينما ينبغي التوفير – يبذرون. الرد العالمي على غياب رئيس الوزراء أضاف ضررا فوريا. "مئات الزعماء يصلون الى احتفال التشييع، باستثناء نتنياهو"، هتفت العناوين الرئيسة. ماذا الآن؟ ينبغي تقليص الاضرار، ولكن عندنا يزيدونها فقط. نتنياهو ألقى بالزيارة الى بوابة الرئيس شمعون بيرس. فأعلن الرئيس أول أمس بأنه سيسافر ولكن طبيبه قرر أمس بأنه مريض بالانفلونزا، ولهذا سيبقى في الوطن. مشوق أن نعرف ماذا يفكر المشاهد العادي في كيبتاون، الذي رأى بيرس أمس يستقبل في مكتبه بعزة وفخار رئيس غواتيمالا، أوتو فرنانديز بيريز مولينا.

 

والحرج مستمر. فقد حاولت الدولة جارتنا أن تأخذ وزيرة العدل تسيبي لفني، التي تتواجد في واشنطن، في طائرة إير فورس1، طائرة الرئيس الامريكي الخاصة، لتنقلها بالمجان للمشاركة في الاحتفال. وأتصور تعابير وجه براك اوباما حين طرح عليه أحد ما هذه الامكانية الغريبة. بعد ذلك، أو بالتوازي، حاولت الجالية اليهودية في جنوب افريقيا القيام بالجباية لتمويل نفقات وزير اسرائيلي كبير ما مع ذلك. وفي النهاية تقرر أن يسافر رئيس

 

الكنيست يولي ادلشتاين على رأس وفد من النواب، وهذا ايضا يبدو مشوها بعض الشيء: أولا، يدور الحديث عن وفد على مستوى منخفض؛ ثانيا، مع أن ادلشتاين كان أسير صهيون، إلا أنه يسكن في مستوطنة نفيه دانييل، مستوطنة تمثل لدى المضيفين من جنوب افريقيا ابرتهايد من نوع آخر.

 

وهذه ليست النهاية بعد. فعلى مدى ساعات طويلة تبجحت الدولة – الجارة بهذه الرحلة. فهل ستأخذ طائرة مأجورة أم لا؟ وهل على الاطلاق سيكون مكان لهبوطها في جوهانسبورغ في ضوء ضغط الطيران الكبير؟ وهل ستكفي الوقود؟ في وقت كتابة هذه السطور لم تنطلق الطائرة بعد. نأمل أن تصل.