تقرير مقترحات كيري ورسالة أوباما يدخلان المفاوضات في نفقٍ مظلم

الساعة 04:10 م|09 ديسمبر 2013

غزة - وكالات

يبدو أن مقترحات كيري الأخيرة والتي جاءت دعماً للمطالب "الإسرائيلية" على حساب الحقوق الفلسطينية، وتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حل مؤقت، وضع المفاوضات في نفق مظلم بسبب الرفض الفلسطيني لما جاء به كيري وألمح إليه أوباما، كون هذه المقترحات تجسد الاحتلال وتعطيه الشرعية وتخالف ما تم الاتفاق عليه قبل استئناف المفاوضات بخصوص الأسرى، والذي طالب كيري بتأجل الإفراج عنهم.

فمن جانبها عبرت منظمة التحرير الفلسطينية عن رفضها لحلول مؤقتة مع "إسرائيل"، وذلك رداً على حديث الرئيس الاميركي باراك اوباما عن إمكانية الوصول إلى حل مرحلي بين الفلسطينيين و"إسرائيل".

وقالت المنظمة في بيانٍ لها، أصدرته بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لانطلاق الانتفاضة "في هذه المناسبة يعيد الشعب الفلسطيني رفضه لأي صورة كانت من محاولات الانتقاص من حقه في دولة كاملة السيادة على مائها وترابها وحدودها وعاصمتها القدس".

وفي نفس السياق، أكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه اليوم الاثنين، أن الأفكار الأمنية حول غور الأردن التى قدمها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، خلال لقائه الأخير مع الرئيس محمود عباس ستقود "إلى فشل" جهوده.

وقال عبد ربه "هذه الأفكار ستقود جهود كيرى إلى طريق مسدود وفشل كامل لأنه يتعامل مع قضايانا بدرجة عالية من الاستهانة".

أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو الوفد الفلسطيني المفاوض د. محمد اشتية أن ستة أسباب دفعته إلى الاستقالة من عضوية الوفد المفاوض مجملها أن "إسرائيل" غير معنية بالسلام وتُفاوض من أجل تجنب العزلة الدولية وليس للتوصل إلى حل قائم على السلام.

وأوضح اشتية أن "السبب الاول هو انه لا يوجد شريك في "إسرائيل" يمكن التوصل معه إلى اتفاق سلام ينهي الاحتلال، موضحاً ان "معظم الوزراء في الحكومة الاسرائيلية الحالية لا يؤمنون بالسلام، متحدياً أن يقوم رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتانياهو بطرح فكرة حل سياسي على حدود عام 1967 على التصويت في حكومته لأنه لن ينجح".

وقال اشتيه انه يؤمن بأن الوجود "الإسرائيلي" على طاولة المفاوضات ليس من أجل التوصل إلى اتفاق وإنما من أجل تجنب الضغط الدولي والعزلة الدولية.

وثاني أسباب استقالته هي بقاء الاستراتيجية "الإسرائيلية" على الأرض كما هي من دون تغيير لجهة التوسع والاستيطان والقتل وهدم البيوت.

وتابع: "السلام إعلان نيات، ولم نلمس اي نيات "إسرائيلية" جديدة، ومن يتفاوض على أرض لا يقوم بالاستيطان فيها وتغيير الواقع فيها كل يوم".

وثالث هذه الاسباب، قال اشتية، هو قيام "إسرائيل" بتقويض مكانة المفاوض الفلسطيني أثناء المفاوضات. وقال: "من يبحث عن شريك للسلام يقوم بتعزيز مكانته وليس تقويضها، وكل ما تقوم به "إسرائيل" أثناء المفاوضات هو تقويض مكانة الجانب الفلسطيني".

وأضاف أن رابع هذه الاسباب هو ان "إسرائيل" أضافت قضية جديدة على قضايا الحل النهائي هي الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة.

وأوضح: "قضايا الحل النهائي معروفة وهي: القدس والاستيطان والحدود والمياه واللاجئين والامن، لكن "إسرائيل" أضافت قضية جديدة هي اعتراف الفلسطينيين بـ "إسرائيل" دولة يهودية.

وأضاف: "اسرائيل تريد أن نعترف بها دولة قومية للشعب اليهودي على أن تعرف هي بفلسطين دولة قومية للشعب الفلسطيني، وبعد الاتفاق ستستهدف فلسطينيي الداخل بالتهجير إلى الدولة الفلسطينية قائلة لهم: هذه دولة اليهود، وتلك دولة الفلسطينيين".

وأوضح أن خامس هذه الأسباب هو أن "إسرائيل" تريد ضم الضفة ومنح الفلسطينيين سلطة على السكان فقط، وقال: "يريدون تقاسماً وظيفياً في الضفة يقوم على ضم جزء كبير من الضفة، ومنحنا سلطة على السكان نسميها دولة".

أما سادس هذه الاسباب، حسب اشتية، فهو ان "إسرائيل" رفضت وجود الطرف الاميركي على طاولة المفاوضات، كما تم الاتفاق عليه من البداية.

وقال: "أردنا وجود طرف ثالث على طاولة المفاوضات كي يسمع ما يدور لأن العلاقة على الطاولة غير متوازنة".

وأضاف ان كل ما تريده "إسرائيل" هو الحفاظ على الوضع القائم وليس التوصل الى اتفاق ينهي الاحتلال ويؤسس دولة فلسطينية عاصمتها القدس ويحل مشكلة اللاجئين وغيرها.

ورأى انه لا توجد فرصة للتوصل إلى اي اتفاق مع الحكومة "الإسرائيلية" بسبب أربع قضايا خلافية رئيسة هي: القدس، واللاجئين، والوجود العسكري "الاسرائيلي"، والدولة اليهودية.

وأكد على ضرورة تغيير المعادلة القائمة على الرعاية الاميركية للمفاوضات، وإيجاد رعاية دولية للمفاوضات، خصوصاً بعد التوصل الى اتفاق جنيف في شأن ايران.

وقال: "في ضوء اتفاق جنيف - إيران، ومشروع مؤتمر جنيف - سورية، يجب أن يكون هناك أيضاً جنيف - فلسطين".

وأضاف: "يجب أن يكون هناك بديل للمفاوضات الثنائية وهو مؤتمر دولي يشارك فيه حلفاؤنا الروس والأوروبيون والامم المتحدة، وأن لا تقتصر رعاية المفاوضات على الجانب الاميركي لأن رعايته غير متوازنة".

وفي نفس السياق، دعت الفصائل الفلسطينية كافة، السلطة الفلسطينية إلى عدم استئناف المفاوضات قبل انطلاقها إلا أن هذه الدعوات لم تلق آذاناً صاغية من الرئيس محمود عباس الذي أصر على المضي قدماً في المفاوضات، حتى جاءت النتائج قبل الموعد المحدد لنهاية هذه المفاوضات باقتراحات مرفوضة فلسطينياً منذ الدخول في عملية التسوية.

وأمام الرفض الفلسطيني الذي يُمثل تحدياً للإدارة الأمريكية و"الإسرائيلية" يبقى السؤال المطروح، كيف ستتصرف السلطة الفلسطينية مقترحات كيري ودعوة أوباما ؟ أم أنها ستذعن لمطالب الوسيط الأمريكي المنحاز لإسرائيل بشكل مطلق.