بالصور الشتاء يتحول إلى نقمة لعائلة اتخذت من « عريشة زينقو » ملجأً لها

غزة

عبارة عن عريشة زينقو مدعمة بألواح من الخشب محاطة بالزينقو والنايلون القديم، هذه العريشة أُعدت ليس لمجموعة من الحيوانات أو الطيور إنما لأسرة مكونة من ثمانية أرواح من البشر، محاطة بأرض طينية حولت شتاء الرحمة الذي هطل خلال الأيام الماضية بغزارة إلى جحيم على حياة الأطفال والأبوين.

أم فادي الوالدة وصفت العريشة بزريبة البقر أجلكم الله بل وقالت إن الزريبة تُعَد بأفضل من ذلك لحماية الحيوانات حتى لا تتسرب إليها مياه الأمطار لحمايتها وربما تصنع من الباطون في بعض الأحيان واصفةً حياتها وحياة أطفالها الستة بالجحيم الذي لا يطاق خاصةً في عدم وجود حمام ومطبخ كباقي البشر، وأقسمت أنهم منذ سكنهم هذا لم تلمس المياه أجسادهم للإستحمام، وأذهلتنا عندما أرتنا ما فعله أحد أبنائها بقضاء حاجته على الأرض في مكان مكشوف وعلى وقع المطر الجارف.
لاكن ما أثار استغرابنا أكثر الإبتسامة التي كانت تعلو محياها، وعند سؤالنا عن السبب قالت إن هذا الواقع بمرارته أفضل بكثير من حياتهم السابقة التي كانت عبارة عن تنقل من بيت إلى بيت بالإيجار والسيف المسلط على رقابهم من المستأجرين بضرورة الدفع في نهاية الشهر والتي لا تستطيع الأسرة توفيره نظراً لمرض زوجها الذي وصفه الأطباء ببداية الفشل الكلوي وإجرائه لعمليات عديدة في الخارج.
أما الوالد المريض أبو فادي فقال الشكر لله أولاً ثم لأحد رجال الخير من الإمارات الذي وفر لنا مبلغ مقداره 10 آلاف دولار إضافة إلى ثلاثة آلاف دينار حصلت عليها زوجته ميراث من والدها، وتَبَرٌّع بألفين دينار من شقيق أم فادي صدقة عن روح زوجته المتوفية إضافة إلى إمضائه على كمبيالة بمقدار ألفين دينار دين مستحق لشقيق زوجته الذي تعاطف معهم الأمر الذي أوصلهم لشراء قطعة أرض بمساحة 200 متر في منطقة المغراقة حتى وصلو لإنشاء هذه العريشة فيها هرباً من سياط المستأجرين الذي يلاحقهم كل آخر شهر لدفع الأجرة خاصةً بعد مرض الزوج الذي حال دون ذلك.
لم يكن الحلم كبير بالنسبة لأبو وأم فادي بقدر ما هو ضرورة ملحة لهم ولأبنائهم للخروج من هذه الحالة البائسة فناشدوا أهل الخير عبر برنامج أهل الخير الذي يذاع عبر إذاعة القدس بمساعدتهم في بناء غرفتين أو غرفة على الأقل ومطبخ وحمام حتى يتمكنوا من العيش وأطفالهم بكرامة كباقي البشر.