خبر الفرنسية: مانديلا المثال الذي يتمنى الفلسطينيون تحقيق ما أنجزه

الساعة 06:23 م|06 ديسمبر 2013

غزة- وكالات

يشعر الفلسطينيون بالحزن على نلسون مانديلا رفيق درب قضيتهم وزعيمهم التاريخي ياسر عرفات، لكن بطل النضال ضد الفصل العنصري شهد انتهاء الأبارتايد، بينما ما زال الفلسطينيون ينتظرون نهاية الاحتلال.

وقال القيادي في حركة فتح المعتقل لدى إسرائيل مروان البرغوثي في رسالة الجمعة مخاطبًا مانديلا "أنتم بالتأكيد أكثر من مجرد مصدر مهم".

وأضاف الرجل الذي يوصف في أغلب الأحيان بأنه "مانديلا الفلسطيني" ويمضي منذ احد عشر عاما حكما بالسجن 28 سنة أن نضال نلسون مانديلا منح الفلسطينيين الأمل في أن تحريرهم "ممكن" أيضا.

ووجه البرغوثي رسالته من الزنزانة رقم 28 في سجن هداريم في إسرائيل ونشرتها منظمة التحرير الفلسطينية.

وكتب البرغوثي متوجها إلى مانديلا "لقد قلت نعلم جيدًا أن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين".

وأضاف "ومن داخل زنزانتي في السجن، أقول لك إن حريتنا ممكنة؛ لأنك تمكنت من بلوغ حريتك".

ولا يزال البرغوثي يحظى بتأثير كبير من داخل سجنه، وقد اعتقل في العام 2002، وصدرت بحقه خمسة أحكام بالسجن المؤبد، بتهمة قيادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية المسلحة العام 2000.

ويحظى مروان البرغوثي بشعبية واسعة بين الفلسطينيين، وكان أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، وكثيرًا ما اعتبر الخليفة المحتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتابع في الرسالة "نظام الفصل العنصري لم يعم جنوب إفريقيا ولن يسود في فلسطين".

ومانديلا الذي قام بأول زيارة له إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية عام 1999 كان من أشد مؤيدي القضية الفلسطينية، وكان يدعو باستمرار إلى السلام في الشرق الأوسط.

وشكل نضال مانديلا ضد نظام الفصل العنصري مصدر الهام للكثير من الفلسطينيين.
وكتب البرغوثي في رسالته "لقد كنت أكثر من الهام"، مضيفا "لقد حملت وعدًا يتجاوز حدود بلدك، وعد بأن الطغيان والظلم سيهزمان ما يمهد الطريق أمام الحرية والسلام".

وأضاف "كل التضحيات يمكن تحملها من أجل الأمل الوحيد بأن الشعب الفلسطيني سيتمكن في أحد الأيام هو أيضا من نيل الحرية".

من جهته، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مانديلا وأعلن الحداد العام في الأراضي الفلسطينية وأمر بتنكيس الأعلام الفلسطينية الجمعة.

وقال عباس لوكالة فرانس برس "ننعي الزعيم الأممي الكبير فقيد شعوب العالم أجمعها، وزعيم جنوب إفريقيا، وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا، وكان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا".

وأضاف "جمعتنا مع الزعيم الأممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى الأبد بين الشعبين الفلسطيني والجنوب إفريقي".

وأوضح "لقد كان مانديلا قائدا ومقاتلا من أجل حرية شعبه وكان رمزا للتحرر من الاستعمار والاحتلال لكل الشعوب من أجل حريتها".

وأكد الرئيس الفلسطيني "لن ننسى ولن ينسى الشعب الفلسطيني مقولته التاريخية حين قال إن ثورة جنوب إفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته".

وأشار إلى أن مانديلا "كان رمزا للحرية والنضال والقتال من أجل الحرية والاستقلال وسيبقى رمزا لكل أحرار العالم، خاصة لدى الشعب الفلسطيني الذي يفتقده".

وقال عباس أيضا إن "العالم باسره مني اليوم بخسارة كبيرة بوفاة مانديلا الذي كان أحد أهم رجلاته ورجالات عصرنا هذا".

وختم قائلا "سيبقى اسم مانديلا خالدا في فلسطين بأسرها ولدى كل فلسطيني".

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إن "رئيس دولة فلسطين محمود عباس أمر اليوم الجمعة بإعلان الحداد العام في عموم الأراضي الفلسطينية وأمر بتنكيس الاعلام الفلسطينية ليوم واحد حدادا على وفاة الزعيم الراحل نلسون مانديلا".

كما تقدمت الحكومة الفلسطينية في غزة بالتعازي والمواساة، من حكومة وشعب جنوب أفريقيا، بوفاة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، نيلسون مانديلا.

وقالت الحكومة في بيان لها اليوم الجمعة (6-12): "ننعى رجلاً عظيمًا وزعيمًا فقده العالم أجمع، وفقده الشعب الفلسطيني بشكل خاص لأنه مثل بالنسبة له رمزًا في رفض كل أشكال التمييز والفصل العنصري الذي يمارسه الاحتلال على شعبنا".

وأضافت أن "الفلسطينيين لن ينسوا مقولة مانديلا الشهيرة التي كانت أساسًا في البحث عن العدالة والحرية عندما قال: (إن ثورة جنوب أفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته)"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني "سيبقى يقاتل بكل الوسائل من أجل انتزاع حريته ورفض الاحتلال الواقع عليه ظلمًا وعدوانًا".

ودعت الحكومة الفلسطينية كل أحرار العالم "إلى مواصلة الطريق التي سار بها الراحل منديلا ومواصلة العمل حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حريته وتتحرر أرضه ومقدساته من الاحتلال الذي يواصل عدوانه باستمرار".

من جانبه قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"- في بيان صحفي- إن «الراحل مانديلا وقف في كل المحافل الإقليمية والدولية مدافعا عن القضية الفلسطينية، ومطالبا بالحرية للشعب وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وممتلكاتهم».

 

كما نعى حزب الشعب الفلسطيني أيضا مانديلا، وقال: «إن رحيل مانديلا يشكل خسارة حقيقية لمناضل كان من أبرز المناهضين الأمميين لكل أشكال الاستعمار والهيمنة والعنصرية والاستغلال، وكرس حياته من أجل رسالة التحرر الوطني، ومقاومة سياسة التمييز العنصري وحرية شعبه والديمقراطية، وعرف عنه التزامه بمناصرة ودعم قضايا التحرر الوطني، وكان داعما وصديقا وفيا لقضايا الشعب الفلسطيني».

 

بدورها وصفت الجبهة الشعبية الفلسطينية الزعيم الإفريقي بأنه «مثال المقاتل والملهم الشجاع، الذي مر بشتى أنواع النضال المشروع، من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري في بلاده، والظفر بالحرية والسلام العادل».