خبر زمن الانفلات -معاريف

الساعة 10:26 ص|05 ديسمبر 2013

بقلم: أمنون لورد

(المضمون: ديسكن يساند كيري كلما وصل الى هنا في ضغطه على نتنياهو - المصدر).

لغة فظة، بث للوحشية، انفلات على رئيس الوزراء والقاء المسؤولية على اسرائيل وحكومتها في ظل التعاطي مع الفلسطينيين وكأنهم مظلومين من الانسانية. لا ريب أن لرئيس الجهاز السابق قدرة على الحديث عن السلام بلغة حربية. ثمة من يعجبون بذلك. ولكن ثمة آخرون يعتقدون بأننا بالفعل نوجد في فترة طيبة أو على الأقل مناسبة لتسوية العلاقات مع الفلسطينيين، ربما حتى الوصول الى سلام. ولكنهم عندما يسمعون رئيس الجهاز السابق ديسكن يقولون لأنفسهم: اذا كان يتعين علي أن أكون في جانب ديسكن في اطار هذا السلام، فمن الأفضل لي أن أبني بؤرتين – ثلاث بؤر استيطانية اخرى. فلهذا احتمال أكبر في المستقبل من احتمال التسوية السلمية.

 

نجح ديسكن في أن يخلق لنفس في السنتين – ثلاث سنوات الاخيرة نوعا من العلاقة الشرطية من جانب وسائل الاعلام. فهو يلقي بشيء ما في مؤتمر مغلق ما، في اجتماع ما، ربما في مقابلة مع احدى الصحف المنتشرة، فتنتقل وسائل الاعلام على الفور الى حالة "الاستعداد" وتحلل أقواله. وبالنسبة للمنفعة جراء سماع أقواله، تعلمنا من فيلم "حماة الحمى" بأنه من الصعب تعلم الكثير منهم غير ما يُقال عن أصحابها.

 

في شهادة تسفي زمير في لجنة أغرانات كان يمكن أن نقرأ كيف تعاطوا مع هذه المؤسسة للخدمات السرية. فقد تحدث زمير عن الحرص العنيد على السرية والصمت ايضا حتى بعد الاعتزال. وبالأخص بين رؤساء الموساد في الماضي. ديسكن ومئير دغان حطما كل معيار في هجماتهما المتكررة فور اعتزالهما. وعلى بؤرة الاستهداف: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

وعليه ينبغي أن نفهم تصريحات ديسكن على خلفية أحداث اخرى في الساحة الوطنية والدولية. ثمة حدثان وقعا في الزمن الاخير: الاول – اتفاق جنيف الذي يكاد كل محلل مثقف في العالم الغربي ينتقده انتقادا شديدا. اتفاق جنيف إياه، خلافا لمبادرة جنيف، عني بالنووي الايراني. والايرانيون أنفسهم وكذا زعماء حزب الله يرون فيه تراجعا امريكيا تاما واعترافا بايران كدولة حافة. أما الحدث الأصغر فهو وصول وزير الخارجية الامريكي أمس لاعطاء دفعة ما اخرى للمسيرة السلمية والحاق أضرار اخرى لامكانية الوصول الى سلام.

 

بالنسبة لاتفاق جنيف – ليوفال ديسكن مصلحة في تجاهله واخفاء الاستنتاجات الناشئة عن نشاطه ونشاط زملائه في قيادة الامن ضد القيادة السياسية. ولكن من المشوق أن نرى بأن كل زيارة لجون كيري في البلاد تحظى بافتتاحية صاخبة من

 

جانب ديسكن. والتنسيق كامل. رئيس الجهاز السابق يمنح ظهرا للدبلوماسي الامريكي رقم واحد الذي يوجد رئيس الوزراء معه في مواجهات غير بسيطة منذ ذاك اللقاء بينهما في مطار بن غوريون، عشية الرحلة الاولى لكيري الى جنيف.

 

يمكن أن نعرض على ديسكن سؤالين على الأقل، مُلزم هو بصفته شخصية عامة أن يجيب عليهما للجمهور: الاول، لماذا تتناول مسألة السجناء ولا تقول شيئا عن تحطيم غلاف التنازلات لرئيس الوزراء السابق اولمرت؟ فبسبب المفاوضات عديمة المسؤولية التي خاضها تجد اسرائيل صعوبة في طرح مطالب الحد الأدنى بما فيها عدم العودة الى خطوط 1967. والثاني يتعلق باللغز الذي كان هو شريكا له بالنسبة للنووي الايراني. فقد كان ديسكن بين اولئك الذين أقنعوا الجمهور الاسرائيلي بصدق وعد الرئيس الامريكي وتحدث بحدة تنديدا بالقيادة السياسية في تشكيلتها التي ضمت نتنياهو وباراك. ويبدو اليوم أنه ملزم بالاعتذار للجمهور فقد كان هو شريكا في التضليل بالنسبة للظهر الامريكي في موضوع ايران.