خبر محللون: الضغوطات الدولية على « اسرائيل » تثبت فاعليتها

الساعة 07:06 م|04 ديسمبر 2013

وكالات

يرى محللون ان توقيع اتفاق بين ايران والدول الكبرى حول برنامج طهران النووي على الرغم من اعتراضات اسرائيل، اضافة الى التسوية الاسرائيلية مع الاتحاد الاوروبي التي تستثني المستوطنات من اتفاق تعاون علمي، يثبت فعالية الضغوط التي تمارس على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الأراضي الفلسطينية المحتلة مساء الاربعاء في اول زيارة له الى هذا البلد منذ توقيع اتفاقية جنيف حول البرنامج النووي الايراني في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والاتفاقية الاسرائيلية مع الاتحاد الاوروبي بعد ذلك بيومين.

وانتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي وصف اتفاق جنيف بـ"الخطأ التاريخي".

وقال عريقات مساء الجمعة امام مجموعة من الدبلوماسيين والصحافيين في القدس الشرقية المحتلة بعد مرور عام على حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة ان الاتفاق مع ايران هو "اتفاق جيد".

واكد عريقات ان "ما حدث في جنيف هو اتفاق جيد ونموذج جيد ايضا من الممكن تطبيقه هنا ايضا" مشيدا كذلك ب"المبادئ التوجيهية" للاتحاد الاوروبي التي تستثني المعاهد والشركات الاسرائيلية العاملة في الاراضي الفلسطينية المحتلة من التعاون العلمي.

ويرى عمر البرغوثي احد مؤسسي "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على اسرائيل" التي تعمل على مستوى دولي من اجل المقاطعة الاقتصادية والثقافية والاكاديمية للدولة العبرية ان "المبادئ التوجيهية" الاوروبية في اتفاق هورايزن 2000 العلمي تعد "خطوة اولى في الاتجاه الصحيح".

وقال البرغوثي لوكالة "فرانس برس": "على الرغم من غطرستها الاستعمارية التي لا مثيل لها، اضطرت حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية الى النزول من عليائها وقبول واقع الاتحاد الاوروبي الجديد الذي لا يمكنه مواصلة العمل بشكل طبيعي مع المؤسسات والبنوك الاسرائيلية المشاركة في الاحتلال".

واضاف ان "ضغوطات المجتمع الدولي على الحكومات وبيروقراطية الاتحاد الاوروبي كانت اهم عامل وراء التعزيز النسبي" للمطالب الاوروبية.

وكان ممثل الاتحاد الاوروبي لعملية السلام اندرياس راينيكه حذر خلال لقاء مع وسائل الاعلام الاسرائيلية مساء الثلاثاء في بروكسل من انه في حال فشل مفاوضات السلام فان حملة وضع ملصقات خاصة على منتجات المستوطنات ستلقى المزيد من الدعم. وتدعم بالفعل غالبية الدول السبع والعشرين هذه الحملة مقابل دولتين اعترضتا عليها منذ ادراجها في شباط (فبراير) العام 2012.

وكتبت صحيفة "هآرتس" اليسارية ان ادراج "المباديء التوجيهية" في اتفاق هورايزن 2000 العلمي الذي وقعته اسرائيل "يثبت بشكل قاطع ان التهديد بالمقاطعة يعمل بشكل جيد حتى مع اسرائيل".

وقالت الصحيفة: "لقد حان وقت المقاطعة"، مضيفة "لقد نجح ذلك مع ايران وسينجح ايضا مع اسرائيل".

وبحسب الصحيفة فان كيري نفسه "سيدرك في نهاية المطاف انه طالما ان الاسرائيليين لا يدفعون ثمنا للاحتلال او يتجاهلونه، فانهم لن يضعوا له حدا".

وفي الصحيفة نفسها انتقد موشيه ارينز وهو من حزب الليكود اليميني بشدة "قرار الحكومة الاسرائيلية الخضوع لتحذير (وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين) اشتون" حول هورايزن 2000 على الرغم من انه "من وجهة النظر المادية مع حساب الخسائر والفوائد فان اسرائيل ستكون الرابحة فيه على الارجح".

لكن ارينز الذي تولى وزارة الدفاع ثلاث مرات اضاف مستنكرا "كيف يمكن قياس الثمن من الناحية المادية فقط؟ ما رايكم بثمن هذه السابقة التي احدثها هذا القرار على صورة اسرائيل ومشاعر كل هؤلاء الاسرائيليين المقيمين خارج خطوط الهدنة عام 1949" في اشارة الى المستوطنين.

ودعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي خلال لقائها مع قناصل عشرات من الدول غير الاوروبية مثل روسيا والصين والهند وتركيا وغيرها الاربعاء الى "عقد مؤتمر جنيف 3 على غرار جنيف الايراني لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967".

من جهته، اعتبر روجير كوهين وهو صحافي في صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ان الاتفاق مع ايران قد يدفع اسرائيل الى التكيف مع بيئتها الاقليمية الجديدة بما في ذلك التعاون مع الفلسطينيين.

واضاف "كان من المهم جدا ان يقوم الرئيس اوباما برسم خط كما فعل عبر هذه الصفقة. خط يحفز على تفكير استراتيجي جديد في اسرائيل"، مؤكدا ان "اسرائيل القلقة بالفعل من عزلتها لن تجازف بضربة عسكرية انتحارية ضد ايران".