تقرير « كيري » يحمل مقترحات جديدة والفصائل تعتبر زيارته نذير شؤم

الساعة 04:16 م|04 ديسمبر 2013

غزة - خاص

عاد وزير الخارجية الامريكي جون كيري لزيارة الأراضي الفلسطينية وإسرائيل حاملا مقترحا جديدا للترتيبات الأمنية لمرحلة ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية.. والمقترح يوازن بين احتياجات إسرائيل الأمنية والمطالب الفلسطينية بالسيادة على الضفة الغربية المحتلة حسب ما وصفت وسائل إعلام إسرائيلية.

صحيفة هآرتس العبرية أكدت أن وزير الخارجية الأمريكى سيبحث اتفاق جنيف النووى مع إيران، والذى تعارضه تل أبيب، إضافة إلى عملية التسوية مع الفلسطينيين، ومن المقرر أن يزور كيرى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

تأتي زيارة كيري فيما تشتد الهجمة الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى من تدنيس وتهويد للمدينة المقدسة علاوة على تعثر المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر وصفت بأنها مطلعة، إن الولايات المتحدة بلورت اقتراحاً للترتيبات الأمنية فى الضفة الغربية لمرحلة ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية، مشيرة إلى أن الجنرال الأمريكى المتقاعد "جون ألن"، الذى وضع الاقتراح الأمنى، سوف يعرضه غداً الخميس، خلال لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع كيرى.

حركة حماس أكدت على لسان المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري ان زيارة كيري للأراضي المحتلة غير مرحب .

وقال أبو زهري لمراسلنا إن الولايات المتحدة الامريكية تكيل بمكيالين وتغض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية من تهويد واستيطان وتدنيس للمقدسات مؤكدا أن همها هو انعاش المفاوضات المتعثرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

فيما أكد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لمراسل فلسطين اليوم أن "كيري" ياتي لممارسة مزيد من الضغوط على الفلسطينيين من أجل تمرير المفاوضات التي لم تجلب لشعبنا الفلسطيني إلا مزيد من الويلات والدمار ودعا أبو ظريفة المفاوض الفلسطينية لوقف المفاوضات مع الإحتلال الاسرائيلي لاسيما في ظل استغلالها لتنفيذ مزيد من الجرائم بحق شعبنا الأعزل .

وقال محمد البريم "أبو مجاهد" المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أن زيارة وزير الخارجية للمنطقة تشكل نذير شؤم للفلسطينيين مؤكدا أن إسرائيل تزيد من وتيرة عدوانها بعد كل زيارة لوزير الخارجية الأمريكي للأراضي الفلسطينية وأضاف إن الإدارة الأمريكية تعطي الضوء الاخضر لممارسة مزيد من العدوان والجرائم بحق الفلسطينيين وطالب ابو مجاهد المفاوض الفلسطيني بوقف المفاوضات ردا على ما يجري من تدنيس واقتحام يومي للمسجد الأقصى ومن تهجير كبير للفلسطينيين في النقب بعد تنفيذ مخطط برافر الصهيوني القاضي يتهجير آلاف الفلسطينيين من أرضهم وقراهم .

وسيشكل تعثر المفاوضات بين الاجنبين الإسرائيلي والفلسطيني الاهتمام الأكبر لزيارة كيري علاوة التوتر الكبير بين "إسرائيل" والولايات المتحدة بشأن المسألة الإيرانية.

ويواصل طاقمى المفاوضات الإسرائيلى والفلسطينى اللقاءات بوتيرة مرتين فى الأسبوع، وبمشاركة المبعوث الأمريكى "مارتين إيندك" لكن الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي ينشغلان أساساً بتبادل التهم حول البناء الاستيطانى من قبل "إسرائيل" فى الضفة الغربية، وعلى ما تسميه "إسرائيل" "التحريض" من الجانب الفلسطينى.

وبحسب صحيفة "هاآرتس" العبرية، فإن محادثات كيرى مع عباس ونتانياهو ستتركز على موضوع الأمن، ومن المتوقع أن يشارك فى المحادثات من الجانب الإسرائيلى أيضا وزير الأمن "موشى يعالون"، ووزيرة القضاء "تسيبى ليفنى".

 

 

يذكر أن مسئولين فى الاتحاد الأوروبى حذروا أمس، الثلاثاء، من أن فشل المحادثات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية سوف يكون له أبعاد على استمرار المساعدات المالية التى تقدمها دول الاتحاد الأوروبى للسلطة الفلسطينية، والتى تصل إلى 300 مليون يورو سنويا، وبحسب المسئولين الأوروبيين، فإن هدف المساعدات هو التأسيس لإقامة دولة فلسطينية، وليس لتثبيت الوضع القائم.

وأشارت هآرتس إلى أنه خلال المحادثات التى جرت بين كيرى ونتانياهو، قبل تجديد المفاوضات فى يوليو الماضى، أكد الأخير على أن الترتيبات الأمنية ستكون مصيرية بالنسبة له، وأن الولايات المتحدة توصلت إلى نتيجة، مفادها أنه بدون تفاهمات حول الترتيبات الأمنية فإن نتانياهو ليس مستعداً للتقدم فى المفاوضات فى القضايا الأخرى، مثل الحدود، وتوقعت الصحيفة أن يبدى نتانياهو موقفاً أكثر تصلباً، وذلك على خلفية الاتفاق المؤقت بين الدول العظمى وإيران.

وأضافت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلى عرض على الجنرال الأمريكى الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية فى إطار الاتفاق الدائم المستقبلى مع السلطة الفلسطينية، وشددت "إسرائيل" على حاجتها لإبقاء قوات على طول نهر الأردن، وعلى المعابر الحدودية على طول نهر الأردن، واستمرار السيطرة على أجواء الضفة الغربية، ونصب محطات إنذار إسرائيلية فى عدة نقاط استراتيجية فى الضفة، إضافة إلى مطالب أمنية أخرى كثيرة.

ونقلت الصحيفة عن "مصدر مطلع" قوله، إن المقترح الأمريكى يتضمن ردوداً مفصلة على الاحتياجات الأمنية التى عرضتها "إسرائيل"، وأنه لكل مطلب إسرائيلى توجد أفكار أمريكية لحلول تدمج فى الترتيبات الأمنية، علاوة على ضمانات أمنية أمريكية لإسرائيل، واقتراحات لمساعدات أمنية أمريكية مستقبلية للجيش الإسرائيلي.