خبر هاآرتس: بوادر أزمة فى العلاقات بين تل أبيب وواشنطن.

الساعة 11:55 ص|03 ديسمبر 2013

القدس المحتلة


فى بوادر أزمة دبلوماسية حقيقة بين واشنطن وتل أبيب، صعدت إسرائيل، من لهجتها ضد إدارة الرئيس الأمريكى براك أوباما، فى سياق الهجمة الإعلامية التى يشنها رئيس حكومتها، بنيامين نتانياهو ضد اتفاق جنيف المرحلى مع إيران الذى تم براعية الولايات المتحدة.

ونقلت العديد من الصحف الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، تصريحات مختلفة لمسئولين رفيعى المستوى بالحكومة الإسرائيلية اتهمت إدارة أوباما بالتهرب من مواجهة إيران، والسعى إلى الإبقاء على الوضع الراهن مع إيران للرئيس القادم.

وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن مسئولين سياسيين رفيعى المستوى شنوا هجوما حادا على إدارة أوباما، واتهموها بالتهاون فى مواجهة إيران، وفى تهاوى نظام العقوبات الدولى على إيران.

وقال مسئول إسرائيلى للقناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى، "ماذا يتوقع أوباما من نتنياهو وهو يرى تهاوى نظام العقوبات من جهة ومضى إيران فى مشروعها النووي، هل ينتظر أن يسكت نتانياهو وأن يكتفى بتوجيه رسالة بالفاكس للإدارة الأمريكية؟

فيما قال المراسل السياسى للإذاعة العامة الإسرائيلية، تشيكو منشيه، صباح اليوم الثلاثاء، أنه لاحظ أن اللهجة الشديدة فى التصعيد الإسرائيلى، تشبه إلى حد بعيد وبصورة شبه حرفية العبارات التى استعملتها إسرائيل فى التاسع عشر من نوفمبر الماضي، عشية التوقيع على اتفاق جنيف مع إيران.

وأضاف منشيه إنه تبين له بعد العودة إلى تلك التصريحات، أنها تكاد تكون متطابقة، وأنه يبدو أن هناك أوامر عليا لتصعيد لهجة الخطاب ضد إدارة الرئيس أوباما، على الرغم من فترة قصيرة من التهدئة فى الحرب الكلامية بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية الملف الإيرانى.

فى المقابل كتبت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان رئيسى يشكو مشاعر الإحباط عند الإدارة الأمريكية من استئناف الهجوم من قبل مسئولين إسرائيليين ضد إدارة الرئيس باراك أوباما فى الشأن الإيرانى.

وقالت الصحيفة العبرية إن إسرائيل تبرز بشكل خاص وجود أزمة ثقة تجاه أوباما وكبار مستشاريه وخاصة مستشارة الأمن القومى، سوزان رايس، ورئيس طاقم البيت الأبيض دنيس ماكدونو.

ولفتت هاآرتس إلى "أجواء الشك وعدم الثقة" السائدة فى هذه الأيام بين البيت الأبيض وبين ديوان حكومة نتانياهو.

وأوضحت هاآرتس أنه كما تعتمد إسرائيل فى حربها الكلامية على تصريحات مسئولين رفيعى المستوى، لا يتم الكشف عن هويتهم، حذت الإدارة الأمريكية حذوها هى الأخرى، حيث نقلت عن مصدر أمريكى رفيع المستوى، قالت إنه مقرب ومساهم فى بلورة سياسة أوباما، قوله إن الإدارة الأمريكية لا تتهرب من المواجهة مع إيران، ولكننا أمام فرصة تتمثل فى نجاح العقوبات من جهة، ووجود قيادة جديدة فى إيران، ووحدة حال دولية لم تتحقق فى الماضى للسعى لحل المسألة الذرية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية.

وأضافت هاآرتس أن أوباما والمقربين منه لا يفهمون سبب إصرار إسرائيل على التصعيد الكلامى بدلا من الخوض فى مفاوضات مكثفة حول صورة وشكل الاتفاق النهائى مع إيران.

الجدير بالذكر أن أوباما يشعر بجانب رجال البيت الأبيض أن نتانياهو ورجله فى الكونجرس، رون دروما، يشجعان أعضاء الحزب الجمهورى فى الكونجرس على مهاجمته فى الملف الإيرانى، ويغذون الإعلام الأمريكى برسائل سلبية مناهضة للاتفاق.