خبر اقتحام متطرفين لباحات المسجد الأقصى وتوتر شديد من إشعال الشمعدان اليهودي

الساعة 06:43 ص|03 ديسمبر 2013

القدس المحتلة

اقتحم نحو 140 مستوطناً يهودياً، عبر مجموعات متتالية، يتقدمها عدد من "الحاخامات" اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة برفقة حراساتٍ معززة ومشددة بعناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال ووسط توتر شديد ساد المسجد ومحيط بواباته الخارجية.

واعتقلت شرطة الاحتلال العامل في لجنة الاعمار بالمسجد الاقصى حسام سدر، واستدعت أحد حراس الاقصى للتحقيق، واعتقلت طالب العلم عبد الله أبو بكر وأبعدت بأمر عسكري عن المسجد الاقصى لمدة ستة أشهر.

كما أجبرت قوة كبيرة من شرطة وحرس حدود الاحتلال الطلاب على الخروج خارج باب الأسباط بعدما تجمعوا عند باب حطة في القدس القديمة.

ولجأ المصلون وطلبة العلم في الاقصى الى هتافات التكبير للتصدي لسوائب المستوطنين الذين نظموا جولات مشبوهة في باحات ومرافق المسجد المبارك.

في الوقت نفسه، فرضت شرطة الاحتلال قيوداً مشددة واجراءات معقدة لدخول الشبان والفتيات الى المسجد الاقصى خاصة من بابي حطة والأسباط.

يذكر أن عشرات المقدسيين تمكنوا من الدخول في الصباح الباكر الى المسجد الاقصى والرباط فيه استعداداً للتصدي لأي محاولة من المستوطنين لإدخال الشمعدان التلمودي الى باحات الاقصى بمناسبة عيد المشاعل "الحانوكاة" العبري، حسب ما كانت أعلنت عنه قيادات المنظمات والجماعات اليهودية المتطرفة إلى ذلك، ما زالت حالة التوتر الشديد تسود المسجد الاقصى وباحاته ومحيط مداخله الرئيسية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وسط دعوات يهودية متصاعدة لاستهداف الاقصى المبارك.

وانطلقت مسيرة المستوطنين، بحسب شهود عيان، من حائط البراق، باتجاه المسجد الأقصى، وجابت كلاً من باب القطانين، والحديد، والملك فيصل، وحطة، وصولاً إلى باب الأسباط.

وأضاف الشهود أن "المستوطنين رفعوا الأعلام الإسرائيلية بالقرب من بوابات المسجد الأقصى، وأقاموا حلقات للرقص والغناء".

وتابع شهود العيان أن "المستوطنين هتفوا ضد العرب، ودعوا بموتهم، وأشعلوا بالقرب من باب الأسباط الشمعدان الخاص باليهود"، وهو عبارة عن مجموعة من الشموع تعلو هيكلاً معدنيًا. وأشار الشهود إلى أن "قوات كبيرة من الجيش والشرطة وعناصر المخابرات قاموا بمرافقة المسيرة، كما قاموا بإغلاق الطرق المؤدية إليها".

وساد المدينة جو من التوتر خشية أن يقوم المستوطنون بإشعال الشمعدان داخل ساحات المسجد الأقصى- كما توعدت جماعات من المستوطنين على صفحات التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت، بحسب شهود العيان. ودعت هذه الجماعات إلى تنظيم اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة.

قالت (مؤسسة الأقصى للوقف والتراث) في بيان لها أمس إن الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية ومن بينها منظمات الهيكل المزعوم صعّدت من استهدافها للمسجد الأقصى، خلال ما يطلقون عليه (عيد الحانوكا)، الأنوار-المشاعل، وبدا ذلك واضحا خلال الأيام الأخيرة، وحذّرت (مؤسسة الأقصى) من أن منظمات الهيكل المزعوم ومن بينها (منظمة أمناء الهيكل) تخطط لإدخال الشمعدان الإسرائيلي على مرحلتين أولهما اليوم وثانيها غدا الأربعاء.

وستحاول حسب ما أعلنت بأن تقوم بإنارة الشمعدان، كخطوة رمزية يعلنون من خلالها البدء والإسراع ببناء الهيكل الثالث المزعوم، فيما أعلنت (منظمات الهيكل) المزعوم أنها ستواصل اقتحامها للأقصى طيلة (الحانوكا) في الفترتين الصباحية وما بعد الظهر.

وذكرت المؤسسة أنّ الرصد الميداني للأحداث في المسجد الأقصى وجواره منذ يوم الخميس الأخير يشير إلى دالة تصاعدية لاستهداف الأقصى وجواره وخاصة منطقة البراق، فقد قام عدد من المستوطنين بأداء طقوس تلمودية يوم الخميس في الجهة الشرقية من الأقصى، سرعان من تصدى لهم حراس الأقصى والمصلين، وفي نفس اليوم قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتياهو بإشعال شمعدان (الحانوكا) عند حائط البراق، وتبعه وزير الداخلية جدعون ساعر، كما وقام وزير الإسكان اوري أريئيل بإنارة الشمعدان عند رباط الكرد، وقف الشهابي، وهو جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى- قريبا من باب السلسلة.

وفي اليوم نفسه قام ما يسمى بالحاخامية العليا بجولة في الأنفاق التي يحفرها الاحتلال أسفل الأقصى ثم قاموا بإنارة الشمعدان عند حائط البراق، وأمس قام عدد من المستوطنين بإنشاد وأداء صلوات تلمودية خاصة بالحانوكا، سرعان ما تصدى لها حراس المصلين في الأقصى، ناهيك عن الإعلان عن نشاطات تهويدية أخرى في منطقة البلدة القديمة ومحيطها.

إلاّ أن (مؤسسة الأقصى) أشارت بأن استهداف الأقصى قد يشهد تصعيداً آخراً اليوم وغدا ، إذ أعلن (معهد الهيكل) المزعوم عن حملة لقطف الزيتون وعصر الزيت المقدس في جميع أنحاء البلاد، خلال أيام (الحانوكا)، وتجميعه اليوم الثلاثاء في موقع المعهد القريب من المسجد الأقصى، ومحاولة إدخال الشمعدان وإنارته بالزيت المذكور كإعلان عن إعادة طقوس إنارة الهيكل والمشاعل في الحانوكا ورأس الشهر العبري، علما أن يوم الثلاثاء يوافق بداية شهر (طبات) العبريّ.

وأشار إعلان أصدره (معهد الهيكل) وتناقلته عدد من المواقع العبرية وشبكات التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ يدعو إلى المشاركة في هذه الفعالية، وأكدوا أنّه في حال لم ينجحوا بإدخال الشمعدان إلى (جبل الهيكل) وهو المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى، فإنهم يخططون لتنظيم مسيرة تنطلق مساء الثلاثاء الساعة الخامسة من منطقة باب النبي داوود، أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس المحتلة- تتوجه إلى (معهد الهيكل) حيث ينظم معرض لأدوات الهيكل المزعوم، يليه مسيرة جماعية تصل إلى منطقة (الشمعدان الذهبي)، الموضوع قبالة الأقصى وبجوار حائط البراق من الجهة الغربية، وهناك سيتم إنارة شمعدان (الحانوكا)، ويقوم (كهنة) بلباسهم التوراتي بالتدرب واستعادة مراسيم إنارة الشمعدان في الهيكل المزعوم، بالتزامن مع إنارة الشمعدان في عدة مواقع في البلاد، وتلى هذه الفعالية أخرى تقيمها منظمة أخرى في إحدى الكنس اليهودية في مدينة القدس المحتلة، تتمحور حول أعمال ومراسيم الهيكل في أيامنا هذه .

إلى ذلك أعلنت (منظمة أمناء الهيكل) أنها ستنظم مسيرة تنطلق من مستوطنة (موديعين)، صباح الأربعاء باتجاه المسجد الأقصى، وهم يحملون (شمعداناً مقدسا) تاريخيا، تم الإتيان به خصيصاً من روما مؤخرا، وأعلنوا نيتهم أنهم سيقومون بإدخاله الساعة 12 ظهرا إلى المسجد الأقصى.

وقال إعلان نشرته (أمناء الهيكل) إننا سنصعد إلى جبل الهيكل مع هذا الشمعدان لنؤكد تطهيره وتحريره من الأعداء، بحسب ادعائهم.

وأضافت (مؤسسة الأقصى) أنه بالتزامن مع هذه النشاطات التهويدية فقد أعلنت منظمات يهودية استمرارها باقتحام وتدنيس الأقصى طيلة أيام (الحانوكا)، وأنها ستركز اقتحاماتها يوم غدٍ الأربعاء حيث أعلنت (منظمة نساء من اجل الهيكل) عن اقتحام نسائي جماعي برفقة الأطفال للمسجد الأقصى.

في حين أعلنت منظمات أخرى أنها ستقدم الكعك الخاص بـعيد (الحانوكا) وتشريفات أخرى لكل من يصعد إلى المسجد الأقصى، طيلة أيام (الحانوكا)، في حين أعلنت منظمة (هليبا) أنها ستوفر حافلات خاصة لكل مجموعة تريد اقتحام الأقصى خلال (الحانوكا) وأيضا في الأيام القليلة القادمة بعد انتهاء العيد المذكور.