خبر انتحار امريكي- يديعوت

الساعة 09:49 ص|02 ديسمبر 2013

بقلم: دوف فايسغلاس

(المضمون: ستُحسن اسرائيل الصنع اذا بادرت الى إنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ما بقيت لديها القدرة على التحكم بعناصر التسوية، قبل أن يفرض عليها الامريكيون والاوروبيون اتفاقا منهم لا تملك التصرف فيه - المصدر).

 

إن الاتفاق المرحلي مع ايران هو اتفاق سيء، وسيؤثر ضعفه الأساسي بيقين في مخطط الاتفاق النهائي. فان الحماسة الامريكية الاوروبية بكل ثمن، وازالة الخيار العسكري عن الطاولة، ستمنحان ايران قدرة على المفاوضة في تشدد ونجاعة.

 

يُعبر الاتفاق في اطاره الحالي عن فشل سياسي ذريع لحكومة اسرائيل ولا سيما رئيسها، لأن معظم الجهد السياسي الاسرائيلي في السنوات الاخيرة بُذل لاحباط قدرة ايران على احراز ذرة عسكرية. وأُهملت كل المواضيع السياسية الاخرى ولا سيما في المجال الفلسطيني بسبب التهديد الايراني، وبقدر كبير من العدل. فالذرة العسكرية الايرانية خطر كبير ملموس على اسرائيل. والقيادة الايرانية لا تكف عن التهديد بالقضاء على اسرائيل، وقد قال من قبل رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن إنه حينما يهدد أعداء اسرائيل بالقضاء عليها فيجب أن نصدقهم.

 

إن صيحات الانكسار التي تعلو من دار الحكومة في القدس متوقعة ومفهومة، لكنها غير مجدية اليوم، فيجب على اسرائيل أن تعمل بأقصى قدرتها للتأثير في الاتفاق الدائم مع ايران، لكن الفشل السياسي الذريع يوجب في الأساس امتحانا ذاتيا شديدا لنرى ما هي قدرة اسرائيل الحقيقية على المواجهة في الساحة السياسية الدولية دون دعم امريكي، ولا سيما بازاء الازمة السياسية المتوقعة حول الشأن الاسرائيلي الفلسطيني.

 

تلخصت قوة اسرائيل السياسية منذ يوم انشائها تقريبا في قدرتها على أن تُجند دعما سياسيا امريكيا لمواجهة المتربصين بها. وقد وقفت الولايات المتحدة في الحقيقة في الازمات السياسية دائما الى جانب اسرائيل: في مواجهة الدول العربية، وفي الصراع مع دول "عدم الانحياز" المعادية جدا، وفي مواجهة الدول الاوروبية وفي مواجهة منظمات دولية غارقة في الكراهية.

 

بيد أنه حدث شيء سيء جدا للعلاقات بين اسرائيل وراعيتها العظيمة: ففي هذا الوقت خاصة وقد أصبحت اسرائيل مُعرضة لتهديد أمني جدي قد يكون من أخطر ما عرفت، تجاهلت الولايات المتحدة خوف اسرائيل. أفليس المطلوب من الولايات المتحدة لازالة التهديد الايراني لاسرائيل قليلا جدا بأن تستمر فقط على العقوبات المفروضة أصلا دون أن تقصف ودون أن تهجم.

 

أفضى الرئيس الامريكي الى التوقيع على الاتفاق المرحلي الاستخذائي برغم المس الملموس بأمن اسرائيل. وقد عجزت جماعة الضغط اليهودية والمتبرعون الأغنياء ووسائل الاعلام العاطفة والمُشرعون ومُحبو الكتاب المقدس وطالبو الخير للديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط – عجز كل اولئك عن التخليص.

 

وليس لاسرائيل مع الاتحاد الاوروبي ايضا قدرة حقيقية على المجادلة والمساومة. فمنذ أن وُضع على باب اسرائيل الوثيقة التي تمنع مساعدة مالية اوروبية عن اتحادات تنشط في يهودا والسامرة وشرقي القدس، اضطرت الى قبولها. وإن الفكرة "البائسة" في "قطيعة مضادة" مع اوروبا لم تُخف في الحقيقة، فكل ما بقي لاسرائيل (وسُمح لها به) أن تقول في اثناء التوقيع شيئا ما عن الوثيقة وأنها لا توافق عليها.

 

إن ترتيب قضية السلاح الكيميائي السوري والاتفاق الدائم الذي أخذ يتشكل في الشأن الذري الايراني يزيدان في تصميم الادارة الامريكية على احراز نجاح آخر، كتسوية اسرائيلية فلسطينية مثلا. ويريد ذلك الاتحاد الاوروبي بقدر لا يقل عن الولايات المتحدة، وهو الذي أنفق الى الآن مئات الملايين على رعاية السلطة الفلسطينية والدفع قدما ببشرى استقلالها. ومن الصعب أن نؤمن بأن يُسلم الامريكيون والاوروبيون بفشل المحادثات (ويمكن أن نُخمن أن تُتهم اسرائيل بذلك).

 

من المنطق أن نفرض أن الشراكة الامريكية الاوروبية ستضع على الطاولة اقتراح تسوية سياسية منها. ولم تعد قدرة اسرائيل على رفض هذا الاقتراح أو مجادلته موجودة تقريبا. وفي ضوء دروس الاسابيع الاخيرة، ستُحسن اسرائيل الصنع اذا بادرت

 

الى إنهاء الصراع ما بقيت لديها القدرة على التحكم بعناصر التسوية لأن اقتراح التسوية الذي سيهبط على اسرائيل من أعلى سيحصر خيارات ردها في نعم أو لا كما هي الحال في امتحان امريكي. وقد تكون كلفة "لا" باهظة جدا.